الأحد، 08 يونيو 2025

05:44 م

شباب أمريكا يقودون معركة قانونية ضد تدمير البيئة وسياسات ترامب

الأحد، 08 يونيو 2025 09:30 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت العالم كله يبحث عن حلول لكي يواجه التغير المناخي، جيل الشباب الأمريكي قرر أن يدخل المعركة بسلاح جديد وهو القانون، حيث قرر 22 شاب، (معظمهم من ولاية مونتانا)، أن يرفعوا دعوى قضائية ضد إدارة ترامب، بسبب سياساته التي شجعت على التوسع في الوقود الأحفوري (مثل البترول والفحم) ووقفت دعم الطاقة النظيفة. هم يعتقدوا إن هذا ليس خطر على البيئة فقط، لكن أيضًا انتهاك صريح لحقوقهم في الحياة والصحة والمستقبل.

موقف ترامب من اتفاقية باريس انتحار سياسي واقتصادي

 أطلق العنان للطاقة، أزمة مستقبلية

إدارة ترامب وقتها اتبعت سياسة “أطلق العنان للطاقة الأميركية”، وهذه ببساطة معناها أن نستخرج أكثر بترول وغاز وفحم من أراضينا العامة، ونوقف لفترة مشاريع طاقة متجددة.

اقتصادياً، هذا القرار  كان هدفه دعم الوظائف في الصناعات التقليدية وكسب دعم الولايات الغنية بالموارد، لكن على الجانب الآخر كان له ثمن كبير على البيئة وعلى المدى البعيد، على الاقتصاد نفسه.

وذلك لأن:

1.الاعتماد على الوقود الأحفوري يزود انبعاثات الكربون، وبالتالي يرفع حرارة الكوكب.

2.الكوارث الطبيعية (حرائق، فيضانات، أعاصير) تكلف مليارات سنويًا من البنية التحتية والتأمين.

3.سوق الطاقة المتجددة يفقد فرصة للنمو، رغم إنه من أسرع القطاعات توسعاً عالمياً.

أحكام سابقة وتداعيات جديدة، هل تفتح دعاوى المناخ صفحة جديدة في الدستور الأمريكي؟

المدعين في هذه القضية ليس أول من يرفعوا قضايا بسبب المناخ، لكن المختلف إنهم يركزوا على الدستور الأمريكي نفسه، وبالذات التعديل الخامس، الذي يكفل الحق في الحياة والحرية دون أن تحرمك الحكومة منهم بدون "إجراءات قانونية عادلة". وهذا معناه ببساطة إنهم يقولوا: "سياساتكم تدمر بيئتنا ومستقبلنا، وهو انتهاك لحقوقنا الأساسية كمواطنين".

الموضوع ليس عاطفي فقط، بل أيضًا قانوني ودستوري، ومبني على أحكام سابقة مثل التي حدثت في مونتانا وهاواي، والتي فعلاً فرضت تغييرات سياسية لكي تحمي المناخ.

اقرأ أيضًا:

ترامب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية وتسريع الموافقات

ترامب والفحم والذكاء الاصطناعي، عندما يتقاطع الماضي الصناعي مع مستقبل التكنولوجيا

البلدان العربية أكثر إيجابية في اجراءاتها تجاه التغير المناخي | طقس العرب |  طقس العرب
التغير المناخي

 التكلفة الاقتصادية للتجاهل المناخي

فيضانات مونتانا التي اضطرت عيلة المدعية "إيفا لايتهايزر" إنها تترك بيتها، سببت أضرار بملايين الدولارات.

حرائق الغابات وموجات الحر تجعل شركات التأمين ترفع أسعارها أو تنسحب من مناطق كاملة.

البنية التحتية القديمة غير مستعدة للتغير المناخي، مما يكلف الحكومة الفيدرالية مليارات سنويًا في الإصلاح.

كل ذلك يحدث في الوقت الذي فيه:

1.الطاقة الشمسية والرياح تقل تكلفتها.

2.الاستثمار في الاقتصاد الأخضر يخلق وظائف جديدة.

3.السوق العالمي يكافئ من بيقلل انبعاثاته.

اقرأ أيضًا: 

ترامب يقترب من توقيع قرارات جديدة لتعزيز إنتاج الطاقة النووية

 ترامب والاقتصاد، موازنة بين النمو والبيئة؟

ترامب دائمًا كان يرى إن حماية البيئة تأتي على حساب النمو الاقتصادي، خصوصًا في الصناعات التقليدية.لكن التجربة أثبتت إن: تجاهل المناخ ليس توفير، بل تأجيل لفاتورة أكبر.

واقتصاد الطاقة النظيفة لا يحمي البيئة فقط، بل أيضًا يخلق فرص استثمار وعمل ومنافسة عالمية.

وذلك الذي توضحه دعوى الشباب، إنهم لا يدافعو  عن الشجر والهواء فقط، بل يدافعوا عن مستقبل اقتصادي متوازن.

 توقعات مستقبلية: هل ذلك بداية تحول دستوري للمناخ؟

إذا ربحت هذه القضية، قد نواجه سابقة قانونية تجعل الحكومة الفيدرالية ملزمة بسياسات مناخ عادلة.

ذلك قد يفتح الباب لدعاوى مشابهة في دول أخرى، ويدخل "الحق في مناخ آمن" كجزء من حقوق الإنسان.

اقتصادياً، هذا معناه تحول في التمويل الفيدرالي من الوقود الأحفوري للطاقة المتجددة، أيضًا سيضغط على الشركات التي تعتمد على الكربون العالي إنها تطور نفسها أو تواجه عقوبات.

ختامًا، في عالم مليء بالسياسات قصيرة المدى، شباب مثل "إيفا لايتهايزر" قرروا يفكروا بعقلية الأجيال المقبلة، ودعوتهم ليس صرخة احتجاج فقط، لكن محاولة حقيقية لإعادة تشكيل العلاقة بين الحكومة، الاقتصاد، والمناخ.

وهذا يذكرنا إن مستقبل الاقتصاد ليس في بئر بترول، أو في محطة فحم، لكنه في عقل واعي، وتشريع عادل، وطاقة نظيفة.

Short Url

search