كارثة على الأبواب، ماذا لو اشتعلت الحرب التجارية بين برلين وواشنطن؟
الخميس، 05 يونيو 2025 10:40 ص

الاقتصاد الألماني
تحليل/ كريم قنديل
بينما يسير الاقتصاد الألماني بخطى حذرة وسط تحديات جيوسياسية متنامية، دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر محذرة من أن تصعيد النزاع الجمركي مع الولايات المتحدة قد يُلحق أضرارًا بالغة ببنية الاقتصاد الألماني، ويقوض ركائز بعض قطاعاته الحيوية، وعلى رأسها صناعة الأدوية والسيارات والآلات.

الدراسة، التي أعدها معهد "فيفو" للأبحاث الاقتصادية في فيينا بالتعاون مع معهد كيل الألماني للاقتصاد العالمي، وبتكليف من "مؤسسة الشركات العائلية"، رسمت سيناريو قاتمًا في حال اندلاع حرب رسوم جمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا:
ألمانيا أمام ركود اقتصادي في 2025.،توقعات سلبية مع أمل في التعافي بداية من 2026
هل يدفع ترامب ألمانيا إلى الهاوية؟ الحرب التجارية تهدد أكبر اقتصاد أوروبي
كارثة بالأرقام
تخيل أن الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة تنهار بنسبة تصل إلى 43%، وأن الناتج المحلي الإجمالي لأقوى اقتصاد أوروبي ينكمش بنسبة 0.2%، كل ذلك نتيجة فرض رسوم جمركية إضافية من الطرفين بنسبة 25% على السلع والخدمات المتبادلة.
هذا ليس سيناريو خياليًا، بل احتمال وارد في ضوء السياسة الحمائية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تسببت سابقًا بأسابيع من الفوضى في التجارة العالمية، وفق ما وصفته الدراسة.

ضرب في العمق
الخسائر لن تتوزع بالتساوي، فالقطاعات التي تعتمد على التصدير إلى السوق الأميركية ستتلقى الضربة الأقسى، قطاع الأدوية، أحد أعمدة الصناعة الألمانية، سيشهد تراجعًا طويل الأمد في الإنتاج بنسبة 8.7%، يليه قطاع السيارات بانخفاض قدره 4.1%، ثم قطاع الآلات بنسبة 3.8%.
هذه الأرقام لا تعكس فقط الخسائر الاقتصادية المباشرة، بل أيضًا ما تعانيه الشركات من حالة عدم اليقين التي تهدد قراراتها الاستثمارية وخطط التوسع على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا:
مفاجأة ألمانية، الاقتصاد ينمو ضعف التوقعات في الربع الأول
بسبب الرسوم الجمركية، توقعات بركود الاقتصاد الألماني في 2025
الشركات العائلية في مرمى النيران
ما يزيد من تعقيد المشهد هو أن الدراسة ركزت على الشركات العائلية، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني، هذه الشركات أكثر عرضة للتقلبات المفاجئة وأقل قدرة على امتصاص الصدمات مقارنة بالشركات العملاقة متعددة الجنسيات.
رئيس مؤسسة الشركات العائلية، راينر كيرشدورفر، عبر عن مخاوفه بصراحة قائلاً: "الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كأداة ابتزاز، وهذا يخلق قدرًا هائلاً من عدم اليقين"، مؤكدًا على أهمية الوصول إلى اتفاقية تجارية مستقرة مع واشنطن.
هل هناك بصيص أمل؟
رغم هذا المشهد القاتم، فإن الدراسة لم تغلق الباب تمامًا أمام الأمل، إذ أشارت إلى أن اتفاقًا تجاريًا شاملاً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمكنه أن يعكس الاتجاه، بل ويُضيف إلى الناتج المحلي الألماني نسبة 0.6% على المدى الطويل.
إنه خيار واضح، لكنه يتطلب، كما قال كيرشدورفر، أن يسلك الاتحاد الأوروبي هذا الطريق بشجاعة وحكمة، في نهاية المطاف، تكشف هذه الدراسة أن الاقتصاد الألماني، رغم قوته، ليس بمنأى عن تقلبات السياسة الدولية.
ومع تزايد التيارات الحمائية عالميًا، يبقى السؤال الأهم: هل يتجه العالم نحو تعاون اقتصادي يعزز النمو والاستقرار، أم نحو صراع تجاري لا رابح فيه؟ الأيام المقبلة ستكشف الإجابة.
Short Url
أسعار حليب الأطفال تسجل ارتفاعًا تاريخيًا في بريطانيا
07 يونيو 2025 11:41 ص
تقرير دولي يكشف، ترتيب أغنى وأفقر اقتصادات العالم لعام 2025
07 يونيو 2025 10:32 ص
مصادر: الصين تمنح تراخيص تصدير نادرة لموردي أكبر 3 شركات سيارات أمريكية
07 يونيو 2025 10:27 ص


أكثر الكلمات انتشاراً