ديون بـ3 تريليونات دولار، الاقتصاد الأمريكي يقف على حافة الهاوية
الخميس، 05 يونيو 2025 10:39 ص

الشعب الأمريكي
تحليل/ ميرنا البكري
رغم إن الأجور زادت والتضخم تراجع، لايزال ملايين من الشعب الأمريكي يشعروا أنهم على اعتاب إفلاس، وهو ما يجعل "فيونا سميث"، المستشارة المالية الأميركية، تحذر من ظاهرة مرعبة تُعرف بـ "الثروة الزائفة". الكلام شكله اقتصادي ثقيل، لكنه يعكس وجع المواطن الأمريكي العادي، مرتبك يزداد لكن أموالك غير كافية، لماذا؟ هذا الذي نوضحه في التحليل.

الديون الرخيصة، البوابة الخلفية للأزمات
فيونا بدأت التحليل من "الحلقة المفرغة" الخاصة بـ الاقتصاد الأميركي، فالمال الرخيص يؤدي إلى زيادة الاقتراض، مما يدفع الناس إلى الإنفاق بشكل أكبر، وبالتالي ينتعش الاقتصاد لفترة قصيرة.
لكن سرعان ما تتراكم الديون، وتبدأ الأسر في مواجهة صعوبات في السداد، فيتراجع الإنفاق، ويتباطأ النمو الاقتصادي، وتبدأ الأزمة.
هذا السيناريو تكرر قبل كل أزمة اقتصادية كبرى، بدءًا من أزمة عام 2008، مرورًا بجائحة كورونا في 2020، وحتى ما نشهده الآن في عام 2025، وإذا ظلت الازمة مرتفعة وسوق القروض استمر في الاشتعال، فقد تخطو أمريكا نحو تباطؤ اقتصادي واضح في النصف الثاني من 2025 أو بداية 2026.
ديون الأسر، أول إشارة لـ ركود جديد
تقول فيونا إن ديون الأسر ارتفعت بشكل ملحوظ، وهو مؤشر خطر يظهر دائمًا قبل الركود، نفس الشيء حدث في 2008، وتكرر وقت كورونا، والآن نفس النسبة بدأت تظهر مرة أخرى في 2025، فالشعب يستدين لكي يواكب الحياة، لكن دخلهم غير كافي، ومع أول أزمة أو أزمة فائدة، السوق سينكمش مرة واحدة.
اقرأ أيضًا: معاناة كبري.. الشعب الأمريكي يخزن السلع خوفًا من قرارات ترامب
بطاقات الائتمان وقروض الطلاب، قنبلة مؤقتة؟
بلغت أرصدة بطاقات الائتمان 1.21 تريليون دولار، وقروض الطلاب اقتربت من 1.62 تريليون دولار، كما إن قروض السيارات تزداد، وبالتالي التأخر عن السداد أصبح شائع، أمريكا أصبحت دولة معتمدة على الكريدت كارد أكثر من الاعتماد على الإنتاج أو الدخل الحقيقي، ومن المتوقع إذا دخل السوق في أزمة بطالة أو الفائدة عليت أكثر، سيحدث تسونامي تأخر سداد وقد يعصف بالبنوك الصغيرة والمتوسطة.

كذبة نمو الأجور، مرتبك يزداد لكن ديونك أسرع
الناس تعتبر نمو الأجور بنسبة 3.2% مؤشر إيجابي، لكن التضخم 2.4%، أي الفرق غير كافي لتغطية الديون التي تتراكم، الناس تعيش في وهم إنها "تتحمل"، لكن الواقع يقول إن "نسبة الدين للدخل" تزيد بشكل مرعب. والنتيجة؟ لا يوجد ثروة حقيقية. بل هناك استنزاف ببطء لحسابات الناس، ومع أي أزمة طارئة، المواطن الأمريكي لن يستطيع أن يواجهها.
نسبة الدين للناتج المحلي، التاريخ يعيد نفسه
الآن، أصبحت ديون الأسر 75%-78% من الناتج المحلي، وهو قريب من مستويات 2008 و2020 (أزمات كبرى).
أي نحن في مرحلة "قبل الانفجار" التي دائمًا يأتي بعدها ركود أو أزمة مالية.
اقرأ أيضًا:
ترامب يلعب بالنار، اقتصاد أمريكا على حافة الهاوية
بعد انكماش اقتصاد واشنطن، ترامب للشعب الأمريكي: “تحلوا بالصبر”
كيف تحمي نفسك من وهم الثروة؟ خطة فيونا الذكية:
1. سدد الديون المرتفعة التكلفة الأول.
2. قوم بـ ميزانية صارمة وقلل المصاريف الفارغة.
3. كون صندوق طوارئ لـ3–6 شهور مصاريف.
4. استثمر بشكل دوري وحاول فتح مصادر دخل جديدة.
كما إن فيونا تضع أرقام واضحة للناس الذي في سن الـ 30، مثلاً لو دخلك 300 ألف دولار، لابد أن يكون لديك مدخرات 50 ألف على الأقل، غير ذلك فتعتبر متأخر ماليًا.
ختامًا، الثروة الزائفة في أمريكا ليس وهم رقمي، بل قنبلة اقتصادية تكتم صوتها حاليًا، لكن هناك يوم تنفجر فيه.
فلابد أن يفهم الشعب إن الأموال ليس مرتب عالي، لكن إدارة مالية ذكية، وأهمها الاستقلال عن الديون.
إذا لم تأخذ أمريكا خطوات قوية تجاه ضبط الديون والإنفاق، قد نواجه أزمة اقتصادية جديدة خلال سنة أو أقل.
والمواطن الأمريكي؟ هو من يدفع الثمن.
Short Url
شركة جيم ستوب العالمية تدخل عالم العملات المُشفرة
06 يونيو 2025 10:56 م
مودي يفتتح أعلى جسر سكك حديدية في العالم يربط الهند بكشمير
06 يونيو 2025 08:46 م
بعد مرور 25 عامًا، أقدم مزرعة رياح في أستراليا تخرج من الخدمة
06 يونيو 2025 08:35 م


أكثر الكلمات انتشاراً