السبت، 24 مايو 2025

01:24 ص

أسواق الخليج، أرض الفرص للنفوذ التكنولوجي ورؤوس الأموال الكبرى

الجمعة، 23 مايو 2025 01:03 م

وول ستريت

وول ستريت

تحليل/ كريم قنديل

مع تصاعد وتيرة التحولات الجيوسياسية والاقتصادية عالميًا، تعيش أسواق الخليج لحظة فارقة من الزخم المالي والدبلوماسي، عنوانها الأبرز، الانفتاح على رؤوس الأموال الذكية، وبطلتها شركات وول ستريت التي بدأت في إعادة توجيه بوصلتها شرقًا، نحو العواصم الخليجية الصاعدة.

وول ستريت» تحتفل بنتائج الشركات وتطلعات ترمب
وول ستريت

استثمارات بـ 3 تريليونات دولار تعيد رسم خرائط النفوذ المالي

لقد أدركت كبرى المؤسسات المالية الأميركية أن مستقبل الربحية والتحول الرقمي والتوسع الجغرافي لن يكون في أسواق ناضجة ومكتظة بالمنافسة مثل نيويورك أو لندن، بل في بيئات استثمارية جديدة تملك المال والرؤية والبنية التحتية، كما هو الحال في الرياض وأبوظبي والدوحة.

 

اقرأ أيضًا:

بنك أوف أميركا: المستثمرون يعودون بقوة إلى وول ستريت لأول مرة منذ 5 أسابيع

مؤشرات الأسهم الأمريكية تتباين في منتصف التعاملات و«دو جونز» يصعد 0.20%

أبواب مفتوحة وصناديق سيادية بوزن قارات

في الأرقام، صناديق الثروة السيادية الخليجية تسيطر على أصول تفوق 4 تريليونات دولار، وهي لا تتحرك عشوائيًا، بل ضمن استراتيجيات مدروسة لتنويع الاستثمارات، تخدم طموحات التحول الوطني لما بعد النفط، من رؤية السعودية 2030 إلى مئوية الإمارات 2071.

وهنا تبدو الصفقة مثالية، وول ستريت تبحث عن أسواق نمو خارج الركود الغربي، والخليج يبحث عن شركاء يملكون التكنولوجيا والخبرة والتأثير العالمي.

ليس من المستغرب إذًا أن تعلن جيه بي مورجان عن إضافة 100 موظف جديد في المنطقة، وتخطط جولدمان ساكس لتوسعة فروعها، وتتحرك UBS باتجاه فتح مكتب في أبوظبي، بينما تدخل شركات مثل بلاك روك ومورجان ستانلي بثقل واضح في السوق.

وول ستريت

الخليج يشتري النفوذ التكنولوجي

لم تكن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة مجرد جولة دبلوماسية، بل محطة تم توقيع اتفاقيات بأكثر من 3.2 تريليون دولار خلالها، شملت الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، الأمن السيبراني، والحوسبة السحابية.

هنا، لا يدور الحديث فقط عن دخول وول ستريت إلى الخليج، بل عن إعادة تدوير النفوذ التكنولوجي الأميركي عبر رأس المال الخليجي، فالاستثمارات الخليجية في شركات مثل إنفيديا وأمازون وسيسكو وكوالكوم، تقود إلى بناء مجمعات تقنية في الرياض وأبوظبي، قد تغير مستقبل المنطقة في مجالات الابتكار والإنتاج المعرفي.

اقرأ أيضًا:

«من وول ستريت إلى النفط» الأسواق تهتز بعد خفض التصنيف الائتماني لأمريكا

تراجع جماعي للأسهم الأمريكية في الساعة الأولى وداو جونز الصناعي يفقد 0.82%

أسواق متحولة وقوة تفاوضية جديدة

يصف بعض الخبراء هذه المرحلة بالتحول البنيوي في علاقة الخليج بالغرب، فالمعادلة لم تعد مجرد تدفقات استثمارية من نيويورك إلى الشرق الأوسط، بل أصبحت شراكة تكاملية تعزز نفوذ الخليج حتى داخل الاقتصاد الأميركي نفسه.

إن الأسواق الخليجية لم تعد هامشية أو تابعة، بل أصبحت مرآة لاقتصادات صاعدة، مدفوعة بسياسات تنويع ودعم للبنية الرقمية، وبانفتاح نادر على الخبرات الأجنبية. 

ومع دخول هذه الشركات الكبرى، تتعزز جاذبية الأسواق المالية الخليجية، وتزداد قدرتها على استقطاب شركات جديدة للإدراج في البورصات.

Wall Street fourbit ses armes pour profiter du « Far West » réglementaire  qui s'annonce | Les Echos
وول ستريت

من السياسة إلى السيولة

لكن رغم الصورة المشرقة، يحذر الخبراء من تحديات لا يُستهان بها، في مقدمتها التوترات الجيوسياسية التي قد تُربك حسابات المستثمرين، إضافة إلى خطر الاعتماد المفرط على رأس المال الأجنبي، وما قد يترتب عليه من تقلبات حادة في حال حدوث انسحابات مفاجئة.

إلى أن نجاح هذا التحول يتوقف على القدرة على مأسسة هذه الشراكات، وبناء بيئة قانونية وتشريعية تُطمئن المستثمر وتُحفز الابتكار.

 الخليج ليس مجرد محطة

ما يجري في أسواق الخليج اليوم ليس نزوة استثمارية، بل نقلة استراتيجية تعيد رسم خريطة المال العالمي، فالشركات الأميركية العملاقة لا تطرق أبواب الخليج بحثًا عن العقود فقط، بل عن المستقبل.

وإذا ما استمرت دول الخليج في البناء على هذا الزخم، مع حماية مصالحها السيادية وتحفيز بيئتها التشريعية والتقنية، فقد نكون أمام ولادة قطب مالي ثالث عالمي، ينافس وول ستريت نفسها، لا فقط يستضيفها.

Short Url

showcase
showcase
search