الاقتصاد الأوروبي في خطر، منطقة اليورو تعود إلى الانكماش رغم محاولات التعافي
الخميس، 22 مايو 2025 02:01 م

منطقة اليورو
تحليل/ ميرنا البكري
الأرقام الجديدة التي صدرت عن منطقة اليورو تُظهر أن الاقتصاد هناك غير قادر على الثبات أو الانتعاش بشكل مستقر، بالعكس، عاد للانكماش مرة أخرى في مايو بعد شهور من محاولات التعافي.
كما هبط مؤشر مديري المشتريات المُركب (الذي يقيس صحة الاقتصاد من خلال نشاط المصانع والشركات الخدمية) تحت الـ 50 نقطة، أي يدخل رسميًا في منطقة الانكماش، الأحداث الآن ليس مجرد تباطؤ، بل تحذير واضح إن النمو الاقتصادي الأوروبي مازال غير مستعد، وذلك برغم قرارات التيسير النقدي التي يحاول أن يعمل بها البنك المركزي منذ شهور.

الخدمات، من الحصان الرابح للحصان المتعثر
شهد قطاع الخدمات ( الذي كان يحمل دائمًا الاقتصاد على كتفه) تراجع كبير في الطلب، ومؤشره هبط لـ 48.9 نقطة، وهو أدنى رقم منذ يناير 2024، وبالتالي مؤشر على تراجع إنفاق الأفراد، فالمستهلك الأوروبي أصبح أكثر حذرًا.
كما إن مؤشر التفاؤل الخاص بالشركات الخدمية بخصوص المستقبل هبط لمستوى لم يُرَ منذ ثلاث سنوات، مما يؤكد إنهم لم يتوقعوا تحسن كبير في الفترة المقبلة، وقد يُترجم ذلك لتباطؤ في التوظيف أو حتى تسريحات.
المصانع تحاول تصمد
رغم إن القطاع الصناعي مازال في منطقة الانكماش أيضًا، إلا إن هناك بوادر أمل، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي قليلًا لـ 49.4 نقطة، وهو أعلى مستوى من حوالي 3 سنوات.
السبب؟ ببساطة، المصانع بدأت تقلل الأسعار لكي تحفز الطلب، وهو ما يساعدها أن تتمسك بأي زبون.
المؤشر الذي يقيس الإنتاج الصناعي ثابت عند 51.5، وهو يعتبر إيجابيًا نسبيًا.
أي المصانع لن تزود الإنتاج بجنون، لكن على الأقل لا تقلله.
اقرأ أيضًا: ثقة المستهلكين في «منطقة اليورو» تصعد إلى سالب 15.2 في مايو
البنك المركزي الأوروبي تحت ضغط
خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة السابعة خلال عام، والمستثمرين الآن يتوقعوا خفض مرة أخرى في يوم 5 يونيو.
لكن المشكلة ليس في الفائدة فقط، المشكلة إن الطلب ضعيف، والمستهلك الأوروبي مضغوط بأسعار مرتفعة وخوف من المستقبل.
القرار القادم بخفض الفائدة 25 نقطة أساس قد يساعد الصناعات، خصوصًا بعد تراجع أسعار النفط، لكنه غير كافي وحده لإنعاش الطلب الاستهلاكي.
اقرأ أيضًا: البنك المركزي الأوروبي يقترب من تخفيض أسعار الفائدة الاجتماع المقبل

ختامًا، يظهر أن منطقة اليورو تمر بمرحلة صعبة، حيث تتصارع القطاعات المختلفة مع تحديات متعددة تجعل الاقتصاد في حالة من الاضطراب.
رغم محاولات التحفيز من جانب البنك المركزي الأوروبي، إلا أن الصورة العامة تشير إلى أن التعافي لا يزال بعيد المنال.
لا بد من اتخاذ إجراءات مالية وسياسية شاملة لضمان استقرار الاقتصاد وتوجيهه نحو مسار نمو مستدام.
Short Url
«من وول ستريت إلى النفط» الأسواق تهتز بعد خفض التصنيف الائتماني لأمريكا
22 مايو 2025 12:32 م
الهيدروجين الأخضر، 8 مجالات تشكل مستقبل الطاقة المستدامة
22 مايو 2025 12:09 ص
كيف تحول استثمار بسيط في الـ«بيتكوين» لثروة تفوق الـ20 مليون دولار؟
22 مايو 2025 12:05 ص


أكثر الكلمات انتشاراً