«من عامل لملياردير»، رحلة ديل فيكيو إلى قمة صناعة النظارات بـ9 علامات و225 مليار دولار
الخميس، 22 مايو 2025 01:06 م

رجل الأعمال ليوناردو ديل فيكيو
أمة الله عمرو
“دائمًا أفكر فيما أود تحقيقه غداً، وفي كيفية إتقانه، متجاهلاً أي صعوبات أو ظروف، وهذا ما جعلني أفكر بشكل مختلف وإتقان عالي”، هذه ليست حكم للعلماء بل كانت كتابات أحلام على حوائط غرفة شاب بسيط عامل، أصبح أغنى ثاني رجل في إيطاليا بعد عائلة "فيريرو" بثروة تجاوزت الـ 225 مليار دولار.
رجل الأعمال "ليوناردو ديل فيكيو" (Leonardo Del Vecchio)
لذلك يرصد لكم "موقع إيجي إن"، في السطور التالية، من هو "ليوناردو ديل فيكيو" (Leonardo Del Vecchio)، وكيف كانت نشأته؟، وما هي قصة نجاحه والتحديات والصعوبات التي واجهته؟، وكيف استطاع التربع على عرش الثراء؟.

ولد “ليوناردو ديل فيكيو”، 22 مايو من عام 1938م، في ميلانو بإيطالية، وكان الأصغر في عائلة مكونة من 5 أولاد، وتوفي والده قبل ولادته بـ 5 أشهر، وكانت عائلته تعاني من الفقر الشديد، ولم تستطع والدته العناية به، وأعطته لدار أيتام لتتكفل برعايته عندما كان عمره 7 سنوات، مما جعله يعتمد على نفسه ويجعل الصبر مفتاح الأمل بحياته.
مكث في دار أيتام نتيجة لفقر أسرته وأنه ولد يتيم الأب
وغادر دار الأيتام في عمر 14 عاماً، وظلت كلمات الوداع التي سمعها من إحدى معلماته راسخة في ذهنه، قالت له: "أنت لم تختر والديك وماضيك، لكنك مسؤول عن مستقبلك، لذا افتح صفحة جديدة مع نفسك، وانطلق في الحياة"، وبالفعل، انطلق ليوناردو ليكتب اقوى قصة نجاح في إيطاليا، وبدأ رحلة البحث عن عمل، فعمل في مصنع لقطع السيارات، ثم في مصنع مكونات معدنية صغيرة للنظارات، وتم بتر طرف إصبعه بآلة التقطيع نتيجة خطأ في تقطيع أجزاء النظارات، وما زالت آثار هذا الحادث موجودة إلى الآن.

وكان طالباً في المعهد الصناعي للتصميم لدراسة نحت القطع الصلبة، وعانى من مشقة العمل والدراسة، فقد كان يقضي يومياً 14 ساعة بينهما، ولكن رغم ذلك، استطاع الحصول على دبلوم في النقش من أكاديمية بريرا للفنون عام 1958م، وبدأ مسيرته العملية كمتدرب في مدينة ميلانو، ولكنه استطاع أن يصنع أجزاء رائعة التصميم.
انتقال ليوناردو ديل فيكيو لقرية مركز صناعة النظارات
وانتقل إلى قرية أغوردو بعد 3 سنوات من تخرجه، وتعتبر هذه القرية مركز صناعة النظارات في إيطاليا، وبالتحديد زجاج العدسات، والذي بذل فيه قصارى جهده لتعلم كل ما يتعلق بهذه الصناعة، بدءاً من التصميم واحتراف صناعة كل جزء من أجزاء النظارات، وانتهاء بتسويقها، وساعده في ذلك محبته وشغفه بالنظارات والتميز في هذا المجال، وأتيحت له فرصة للعمل في أحد مصانع الميداليات والأوسمة، حيث أصبح مديراً فنياً فيه.

وكان ليوناردو يحرص باستمرار، على توفير المال استعداداً لأي فرصة تأتي امامه. وكانت نقطة التحول الحاسمة في حياته عندما قرر جعل النظارات التي كانت تلبس لدواعي طبية فحسب جزءاً من الموضة، وخطر في ذهنه فكرة أن تكون النظارات جزءاً من الموضة مثل الملابس والأحذية.
وأنشأ مصنعاً صغيراً في منزله لتصنيع أجزاء النظارات، وبقي يعمل فيه مع زوجته، حتى وظف 14 عاملاً، وكان يعمل بشكل متواصل، وكانت ساعات عمله تصل إلى 20 ساعة يومياً، وذلك بهدف كسب ثقة المصانع بجودة إنتاجه، واستمر على هذا الحال 6 سنوات.
اسس مصنع باسم "لوكسوتيكا" لعرض إنتاجه على كبار مصممي الموضة
ثم أسس مصنعاً سماه "لوكسوتيكا" (Luxottica)، لعرض إنتاجه وخدماته على كبار مصممي الموضة والأزياء في العالم، بهدف إقناعهم بإنتاج النظارات كجزء من الموضة، وأن يتولى مصنعه مهمة تصنيع هذه النظارات، وتوقف عن تصنيع إطارات النظارات العلامات التجارية الأخرى في عام 1971م، وأطلق العلامة التجارية الخاصة بمصنعه.

ولأنه كان مقتنعاً تماماً بالحاجة إلى التكامل الرأسمالي، فقرر الاستحواذ على شركة توزيع تدعى "Scarrone" في عام 1974م، بهدف تطوير مبيعات الشركة، وافتتح أول فرع له في ألمانيا عام 1981م، ومن توقيع صفقة ترخيص مع المصمم جورجيو أرماني في عام 1988م. استطاع أن يصبح صاحب أول سلسلة متاجر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1995م.
لقد أدرجت شركة "Luxottica" في بورصة نيويورك في عام 1990م، كما أدرجت في بورصة ميلانو في شهر ديسمبر من عام 2000م، وانضمت إلى مؤشر "S&P/MIB" في شهر سبتمبر من عام 2003م، وعزز ذلك من قدرتها على الاستحواذ على علامات تجارية إيطالية متعددة وعالمية شهيرة.
واستحوذت على كل من "Persol" و "Vogue" في عام 1990م، وعلى "lens Crafters" عام 1995م، واستحوزت على العلامة الأمريكية الأكثر شهرة Ray Ban في عام 1999م، وعلى شركة Sunglass Hut" في عام 2001م، وعلى "OPSM" في سيدني في عام 2003م، وعلى كل من "Pearle Vision" و "Cole National" في عام 2004م، وعلى "Surfeyes" في عام 2006م.

كما استطاعت "Luxottica" أن تخترق عالم الرياضة، عندما تمكنت من شراء العلامة التجارية الأمريكية المتخصصة في صناعة الأدوات الرياضية "Oakley مقابل 21 مليار دولار أمريكي، وذلك في شهر نوفمبر من عام 2007م، و"Ralph Lauren"g."Versace" :نحو 90% من النظارات في العالم، وذلك بالتعاون مع أبرز العلامات التجارية، ومنها Luxottica، تنتج google glass في تطوير "google" كما تمكنت من مشاركة شركة :"Prada"و ،"Ferragamo" "DKNY"و ،"Chanel"g."Armani"g ودمجها في نظاراتها، وذلك في شهر مارس من عام 2014م.
استطاع ليوناردو عام 2018م دمج "Luxottica" الإيطالية لصناعة النظارات، مع "Essilor" الفرنسية الشهيرة لصناعة العدسات كما تمكنت "Luxottica"، من الاستحواذ على مجموعة من متاجر التجزئة الأمريكية الخاصة بالألبسة "Brooks Brothers".
ادراج اسمه من ضمن قائمة أغنى رجال العالم وثاني أغنى رجل أعمال في إيطاليا
إن شركة Luxottica الأم حريصة على وضع ملصق "صنع في إيطاليا" على منتجاتها، الأمر الذي يساعد على الترويج لعلامتها التجارية، ومن الإنجازات التي حققتها أيضاً أنها تنتج نحو 65 ألف منتج، وتعرض أكثر من ألف تصميم سنوياً، كما أنها تضم 6 مصانع و77734 موظف لإنتاج ما يزيد عن 100 ألف نظارة في اليوم الواحد، و7000 متجر في مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لذلك أدرج اسم ليوناردو ضمن قائمة أثرياء العالم التابعة لمجلة فوربس في عام 2014م، واحتل المرتبة 47. وتجاوزت ثروته 225 مليار دولار، كما أنه يعد ثاني أثرياء إيطاليا.
في الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة، وتحديداً عام 2011م، وزّع 314 ألف سهم على موظفي مجموعته في إيطاليا، وقرر عند بلوغه سن الثمانين تقديم أسهم بمقدار 9 ملايين يورو لموظفيه.
حيث قدم من ثروته الشخصية 140 ألف سهم إلى نحو ثمانية آلاف موظف، وقال: تأتي خطوتي هذه تقديراً لجهود موظفي المجموعة في إيطاليا الذين هم في قلب نجاح Luxottica".
Short Url
الكويت تسحب الجنسية من 1292 شخصًا لأسباب مختلفة (التفاصيل)
22 مايو 2025 09:04 م
قانون جديد يُطيل الطريق للراحة، دولة تصدم مواطينها بسن التقاعد
22 مايو 2025 08:31 م


أكثر الكلمات انتشاراً