«من وول ستريت إلى النفط» الأسواق تهتز بعد خفض التصنيف الائتماني لأمريكا
الخميس، 22 مايو 2025 12:32 م

الولايات المتحدة الأمريكية
تحليل/ ميرنا البكري
في عالم الاقتصاد، خطوة واحدة من أمريكا في السوق، كفيلة بأن تُربك الاقتصاد العالمي، وذلك الذي يحدث الآن بعد ما قامت وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني لأمريكا من AAA لـ Aa1، هذا القرار جعل المستثمرين يرتبكوا والأسواق تهتز، وكل المؤشرات دخلت في موجة نزول حادة، من "وول ستريت" حتى النفط والين. وفي المقابل، الذهب والبيتكوين ظهروا كأبطال المشهد، ومعهم علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الاقتصاد العالمي.

أزمة الديون الأمريكية، القنبلة التي انفجرت
أصبح خطر التخلف عن سداد الديون الأميركية حديث الساعة، وخفض التصنيف من موديز ليس مجرد رقم، بل رسالة تحذير للعالم كله إن أمريكا رغم إنها القوة الاقتصادية الأولى، أصبحت غير موثوقة كما في الماضي في سداد التزاماتها. والأسواق لم تنتظر، حيث خسر مؤشر داو جونز 1.9%، كما هبط ستاندرد آند بورز 1.6%، وناسداك هبط 1.4%، وأصبح المستثمرين حذرين أكثر من أي وقت مضى، مما يؤثر على قرارات التمويل والاستثمار في كل أنحاء العالم.
الذهب يبرق، ملاذ آمن وقت الخوف
كما هو الحال في أوقات الأزمات، يبرز الذهب كملاذ اقتصادي آمن. ومع تصاعد المخاوف بشأن الديون الأمريكية، بدأ المستثمرون يتجهون نحوه بحثًا عن الاستقرار، وسجل الذهب 3320 دولار للأونصة تقريبًا، كما تصاعدت العقود الآجلة طلعت كمان 0.3% وذلك طبيعي، لأن الناس حينما تخاف من تقلبات الدولار أو البورصة، تضع أموالها في الذهب لأنه أصل ثابت وقيمته لا تهتز بسهولة.
اقرأ أيضًا: الذهب يواصل ارتفاعه بعد خطة ترامب بخفض الضرائب والخوف من تفاقم العجز المالي

البيتكوين ترجع للساحة، أكثر من 110 ألف دولار
المفاجأة الأكبر كانت في سوق العملات الرقمية، خصوصًا البيتكوين الذي كسر حاجز 110 ألف دولار بعد فترة هدوء. مما يؤكد إن البيتكوين أصبح جزء من "الملاذات البديلة"، زي الذهب، عندما يهتز الدولار أو الأسواق تتوتر.
لكن المهم إن البيتكوين عالية المخاطر، أي انتعاشها السريع قد يتبعه هبوط بنفس السرعة. فذلك ليس معناه إنها بديل آمن، لكن معناها إن هناك مستثمرين يهربوا من تقلبات الأسواق التقليدية بأي طريقة.
اقرأ أيضًا: بيتكوين يتجاوز 111 ألف دولار، هل انتصار لصناعة مشبوهة أم خيبة أمل كبيرة؟
كيف تحول استثمار بسيط في الـ«بيتكوين» لثروة تفوق الـ20 مليون دولار؟
الدولار يتراجع أمام الين، أمريكا تفقد ثقة السوق
في مفارقة غريبة، الدولار (الذي من المفترض أن يكون العملة الأقوى) هبط أمام الين الياباني لأدنى مستوى من أسبوعين. وذلك برغم إن الدولار كان مرتفع قليلًا في بداية الجلسة، لكن قلق المستثمرين من أوضاع أمريكا المالية جعل الطلب عليه يضعف، حيث وصل الدولار لـ 143.27 ين، هذا يعني إن السوق بدأ يرى إن الين قد يصبح أكثر أمان مؤقتًا من الدولار، وهو تطور خطير.
اقرأ أيضًا: صندوق النقد الدولي: أمريكا في مفترق طرق مع عجز مالي مرعب وديون متزايدة

البورصة الأسترالية، ضحية جني الأرباح والمخاوف العالمية
الأسهم في أستراليا هبطت بنسبة 0.5%، بعد موجة ارتفاع استمرت يومين. والسبب؟ المستثمرين حبوا "يأمنوا أرباحهم"، خصوصًا بعد الأحداث الاخيرة في وول ستريت، فسجل مؤشر ASX 200 ، 8341 نقطة، وأغلب الأسهم المتضررة كانت بالأساس في قطاع الطاقة والبنوك، وهو أمر طبيعي؛ لأنهم أكثر حساسية لأي أزمة اقتصادية عالمية.
النفط يخسر بسبب زيادة المخزونات
أسعار النفط هبطت بنسبة 0.5% تقريبًا، وذلك بعد تقرير إن مخزون البترول في أمريكا ارتفع بشكل مفاجئ. مما يعني احتمال انخفاض الطلب، أو إن السوق لن يستهلك كما في الماضي، كما تراجع برنت لـ 64.58 دولار، وغرب تكساس وصل لـ 64.58 دولار، وهذه أنباء غير سارة للدول المصدرة للنفط، حيث تؤثر سلبًا على إيراداتها وميزانياتها العامة.
صفقة "نيبون ستيل" على مكتب ترامب، صراع صناعي أمني
قصة الاستحواذ الياباني على شركة "يو إس ستيل" الأميركية عادت مرة أخرى على طاولة ترامب. والموضوع ليس مجرد صفقة تجارية بـ 14.9 مليار دولار، بل أيضًا مسألة أمن قومي، لأن القطاع الصناعي الأميركي حساس للغاية، خصوصًا الحديد والصلب، وقد يستخدم ترامب الصفقة كورقة ضغط أو رسالة سياسية، سواء ضد اليابان أو لصالح أجندته الحمائية.

سوريا والإصلاح الاقتصادي، هل ينجح الدعم الموجه؟
في ظل الأزمات العالمية، تحاول سوريا أن تقوم بـ "إصلاحات اقتصادية داخلية"، وتبدأ بإعادة هيكلة الدعم. بدلًا من دعم الكل، كما ستوجه الدعم للفئات التي تحتاج ذلك، تعتبر هذه فكرة جيدة نظريًا، لأنهاتقلل الضغط على موازنة الدولة، لكن نجاحاه يتطلب شفافية وآليات واضحة، وذلك تحدي كبير في بيئة اقتصادية صعبة مثل سوريا.
توقعات وتحليلات، إلى أين يتجه العالم؟
1.الاقتصاد الأمريكي على أعتاب مرحلة خطيرة، وإذا لم يتم تمرير قانون الإنفاق والضرائب، قد يواجه أزمة ثقة حقيقية.
2.الأسواق العالمية تظل متذبذبة، خاصة مع استمرار الضبابية حول مستقبل الديون الأمريكية.
3.الذهب والبيتكوين سيظلوا مرتكزات لأي هروب جماعي من السوق.
4.الدولار قد يواجه مزيد من الضغوط، خاصة أمام العملات الآسيوية.
5.النفط قد يواصل التراجع إذا استمرت المخزونات في التزايد أو الطلب العالمي قل.
ختامًا، الوضع الاقتصادي الآن ليس مجرد أرقام، بل لعبة ثقة، وأي هزة في أمريكا تقلب الأسواق كلها. فالديون، التصنيفات، والقرارات السياسية، كلها عوامل تجعل السوق متوتر. والمستثمرين لن يبحثوا عن المكسب، بل عن الأمان، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أمريكا تستطيع أن ترجع الثقة؟ أم ستكون هذه الازمة بداية لهزة أكبر.
Short Url
الاقتصاد الأوروبي في خطر، منطقة اليورو تعود إلى الانكماش رغم محاولات التعافي
22 مايو 2025 02:01 م
الهيدروجين الأخضر، 8 مجالات تشكل مستقبل الطاقة المستدامة
22 مايو 2025 12:09 ص
كيف تحول استثمار بسيط في الـ«بيتكوين» لثروة تفوق الـ20 مليون دولار؟
22 مايو 2025 12:05 ص


أكثر الكلمات انتشاراً