الخميس، 10 يوليو 2025

04:42 ص

الدراما الأمريكية تودع لوس أنجلوس، والساحة مفتوحة للدول الجديدة

الخميس، 10 يوليو 2025 01:00 ص

الدراما الأمريكية

الدراما الأمريكية

تحليل/ ميرنا البكري

تمر الآن هوليوود، التي منذ القدم وهي رمز السينما العالمية، بواحدة من أخطر أزماتها من عقود، حيث بدأت شركات الإنتاج الكبرى تترك لوس أنجلوس، وتنقل عملها لدول أخرى مثل كندا، أستراليا، إنجلترا، وغيرها.

وهذه الأزمة ليست مجرد تراجع في عدد أيام التصوير، بل تحول هيكلي يغير خريطة الإنتاج العالمي بالكامل، وإذا لم كاليفورنيا نفسها، قد تصبح مجرد رمز تاريخي، بدلًا من أن تكون قلب صناعة الترفيه كما كان الوضع.

هوليوود.. تحاول إنقاذ صناعة السينما من الكارثة! - آخر الأخبار العالمية
صناعة السينما العالمية

 

انهيار في أيام التصوير، إشارة الخطر بدأت

وفقًا لبيانات FilmLA، تراجع عدد أيام التصوير الميداني في لوس أنجلوس بنسبة 22.4% في الربع الأول من 2025، وهذا أقل معدل من 17 سنة، كما هبط إنتاج المسلسلات، بـ30.5%، وهبطت الأفلام الروائية بـ28.9%.

وحتى برامج الواقع، التي كانت طوق النجاة وقت إضرابات 2023، تراجعت بنسبة كبيرة في 2024، وسجلت دراما التلفزيون انخفاضًا حادًا بنسبة 38.9% في أول 3 شهور من 2025، أي ليس مجرد انخفاض عابر بل انهيار مستمر من 3 سنوات، وكأن هوليوود تتآكل من الداخل.

 

الحرائق ليست العائق، أزمة التصوير في كاليفورنيا تبدأ من البيروقراطية

ورغم أن حرائق كاليفورنيا سببت خسائر بشرية ومادية، إلا أن تأثيرها على قطاع التصوير كان محدودًا للغاية، ويُقدر بـ1.3% من النشاط الكلي خلال 4 سنوات، ولا تكمن المشكلة الحقيقية في النار، بل البيروقراطية، وارتفاع التكاليف، وبطء الإجراءات، ما يدفع الشركات للبحث عن بديل أرخص وأسرع.

 

الدراما العالمية تهاجر، كيف أصبحت المجر وصربيا بدائل تنافس هوليوود؟

وفي 2024، كانت كندا وجهة مفضلة لشركات الإنتاج الأمريكية، بـ18 مشروع كبير تم تنفيذهم، خاصةً في فانكوفر وتورونتو، وهذا ليس غريبًا حينما تصل الحوافز لـ45% من التكلفة، أما أستراليا، فاستقبلت 10 إنتاجات ضخمة، بدعم حكومي سخي بلغ 40%، ودخلت بريطانيا أيضًا السباق بقوة، وقفزت من 8 مسلسلات رئيسية في 2022، لـ14 مسلسل في 2024.

وعلى الجانب الآخر، أصبحت دول مثل المجر وصربيا جاذبة؛ نظرًا لوجود استردادات نقدية مباشرة، وإجراءات سهلة دون شروط معقدة، أي باختصار تمنح ما هو مطلوب وبسرعة ودون تعقيدات، وهذا يحدث في وقت تصل به تكلفة إنتاج مسلسل 8 حلقات في هوليوود لـ64 مليون دولار، بينما نفس المسلسل في فانكوفر، يتكلف 42 مليون بعد الحوافز.

 

كاليفورنيا تواجه تحديات في برنامج الحوافز الضريبية وتطالب بتطويره لمواكبة المنافسة العالمية

الحوافز الضريبية غير كافية، فتقدم كاليفورنيا برنامج حوافز بـ330 مليون دولار سنويًا حتى 2030، لكن شروطه معقدة، والتنفيذ بطيء، ولابد أن يتم تصويره في استوديوهات محلية، وبه قيود نقابية غير موجودة في بلاد أخرى.

لذلك، هناك دعوات لزيادة البرنامج لـ750 مليون دولار سنويًا، وتبسيط إجراءاته، لتستطيع كاليفورنيا المنافسة عالميًا، وقال رئيس FilmLA: “يضيف يوم التصوير الواحد 670 ألف دولار و1,500 وظيفة للاقتصاد، ولا يمكننا السماح بخسارة هذا”.

 

نتفليكس وأمازون وآبل، المليارات تهاجر من لوس أنجلوس إلى كندا وأوروبا

ولا تخرج شركات البث العالمية من لوس أنجلوس ففط، بل تضخ مليارات في الخارج، حيث أنفقت شركة نتفيلكس 1.2 مليار دولار في كندا وبريطانيا عام 2024، مقابل أقل من 350 مليون في كاليفورنيا، كما تقوم أمازون وآبل بضخ استثمارات كبيرة أيضًا في أوروبا وأستراليا.

 

اقرأ أيضًا:-

من هوليوود إلى تيك توك، الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل عالم الرسوم المتحركة

«ادفع أو صوّر على أرضنا»، ترامب يشهر سيف الضرائب في وجه هوليوود

رحلة الدراما الأمريكية من البث إلى «الستريمنج» - 7iber | حبر
نتفيلكس

 

توسع عالمي في صناعة الإنتاج السينمائي، نصف الإنتاج الأمريكي ينتقل للخارج

واستنادًا إلى تقرير Variety، بحلول 2026، سيتم تصوير نصف الإنتاجات الأمريكية خارج أمريكا، وتصبح كلًا من كندا، وبريطانيا، وأستراليا، وجنوب إفريقيا، وشرق أوروبا (زي المجر وصربيا) مراكز رئيسية، ودول مثل:- (السعودية، الإمارات، والأردن) لديها فرصة ذهبية لدخول السباق، إذا وفرت حوافز وتدريب وبنية تنظيمية مرنة.

 

الدول العربية على أبواب صناعة الإنتاج العالمي

وقد تدخل الدول العربية اللعبة بقوة، حيث بدأت السعودية عبر هيئة الأفلام وفيلم العلا، كما جذبت مشاريع مثل Desert Warrior وKandahar، ولكنها مازالت تحتاج  لانتظام سنوي في الإنتاج، وتوسيع الكوادر المحلية، أما بالنسبة للإمارات، فتقدم استرداد نقدي بـ30%، لكنها تحتاج مرونة أكثر في تصاريح العمل وتوطين الفنيين.

وتمتلك كلًا من مصر والمغرب والأردن، مواقع تصوير عبقرية، لكنهم يحتاجون المزيد من التسهيلات والتراخيص، ووضوح في قوانين الاستثمار الفني.

 

الخسائر في هوليوود بالأرقام

وتسببت إضرابات 2023 التي قام بها الكُتاب والممثلين في خسائر للصناعة بـ3.5 مليار دولار، وأكثر من 115 ألف وظيفة تأثرت أو تحولت لدوام جزئي، وفقدت لوس أنجلوس أكثر من نصف إنتاج الدراما من 2021 لـ 2024، وهبطت نسبتها في المسلسلات الأمريكية من 39% في 2019 لـ21٪ في 2024.

ختامًا، الموضوع ليس أرقام وخسائر فقط، بل معركة تغير شكل صناعة الترفيه التي عرفناها من سنوات طويلة، وقد تظل هوليوود رمز عظيم، لكن بدأ القلب الحقيقي للإنتاج السينمائي في الانتقال لأماكن جديدة بفضل الحوافز والأسعار والتسهيلات.

وتمتلك الدول العربية فرصة كبيرة لدخول هذه الساحة، وتكون جزء من اللعبة العالمية إذا عملت بذكاء ووفرت البيئة المناسبة، فيشهد المشهد تغييرًا جذريًا، ومن لا يتأقلم معه سيفقد مكانه، فكل شيء يتغير، ومن لا يواكب هذه التغيرات قد يتخلف كثيرًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
search