«ادفع أو صوّر على أرضنا»، ترامب يشهر سيف الضرائب في وجه هوليوود
الإثنين، 05 مايو 2025 11:34 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاجأة جديدة عندما أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على أي فيلم يتم تصويره خارج أمريكا، حتى إذا كانت شركة أميركية هي التي أنتجته، وجاء ذلك بدافع إن صناعة السينما الأمريكية (هوليوود) تنهار بسبب إن الإنتاج يتهرب للخارج، سواء كان للهند أو كندا أو حتى شرق أوروبا.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": “أخول وزارة التجارة والممثل التجاري للولايات المتحدة بالبدء على الفور بعملية فرض رسوم بنسبة 100% على كل الأفلام التي تدخل إلى بلادنا بعد أن كانت قد أنتجت على أراضٍ أجنبية”. تزامن هذا القرار مع حرب تجارية أوسع يخوضها ترامب، ليس مع الصين فقط، لكن تقريبًا مع العالم كله. سنوضح في هذا التحليل تداعيات هذه الرسوم اقتصاديًا وثقافيًا وصناعيًا.

التأثير الاقتصادي، ضربة للاستهلاك وأزمة توزيع
تعني هذه الرسوم الجمركية إن سعر الفيلم الأجنبي سيزيد على المستهلك الأمريكي، وبالتالي شركات التوزيع ستفكر ألف مرة قبل استيراد الأفلام من الخارج، وهو ما يجعل الجمهور الأمريكي يفقد شغفه بالأفلام العالمية، وبالتالي تقل المنافسة، وتقل الجودة حتى في الأفلام الأمريكية نفسها.
كما إن شركات الإنتاج الأجنبية التي كانت تحقق دخل كبير من السوق الأميركي، ستتأثر، مما قد يضرب الصناعة السينمائية العالمية في مقتل، خاصة في أوروبا وآسيا.
الزاوية الصناعية، محاولة لإحياء هوليوود؟
يعتقد إن هذا القرار سيرجع العمل لبلده، حيث يقول ترامب: "إذا كل الأفلام تم تصويرها في أمريكا، المصورين، المخرجين، الفنيين، كلهم سيعودوا للعمل مرة أخرى لكن الحقيقة إن هذه الصناعة لا تحتاج مواقع تصوير فقط، بل تتطلب حوافز ضريبية وتكاليف إنتاج أرخص، والحكومات الأجنبية تقدم ذلك بوفرة،مثلاً، كندا والمجر توفر تسهيلات ضخمة تجعل التصوير هناك أرخص بكثير من كاليفورنيا، وهنا يظهر سؤال: هل أمريكا ستقدر على المنافسة فعلاً؟
أم هذا مجرد قرار سياسي شعبي؟

الزاوية الثقافية، انغلاق أم حماية؟
يقلل هذا القرار من التنوع الثقافي الذي كان يميز السينما الأميركية في السنوات الأخيرة، أفلام أجنبية مثل Parasite أو الأفلام الفرنسية والهندية بدأت تأخذ مكانة كبيرة في السوق الأمريكي، وإذا تم تطبيق هذا القرار، الجمهور الأمريكي لن يرى سوى المنتج المحلي، وبالتالي يجعل السينما الأميركية تنغلق على نفسها وتفقد جزء من روحها العالمية.
الزاوية السياسية والقانونية، لماذا وكيف؟
يعتبر هذا القرار جزء من سياسات ترامب الحمائية، التي تعمل دائمًا بشعار “أميركا أولاً”، لكن كبار الاقتصاديين حذروا إن الرد الانتقامي من الدول الأخرى قد يضرب السينما الأميركية أكثر من أي ضربة في أي مجال، لإن أمريكا تصدر أفلامها لكل العالم. قانونيًا، من الصعب تبرير هذه الرسوم أمام منظمة التجارة العالمية، لإن الأفلام ليس تهديد أمني أو أزمة وطنية
شركات الإنتاج في ورطة، مصير منصات البث
من غير الواضح حتى الآن كيف سيتم تطبيق هذه الرسوم الجمركية الجديدة، هل ستشمل المنصات الرقمية مثل "نتفليكس" و"أمازون"؟ وماذا عن الأفلام الأميركية التي يتم تصويرها خارج الولايات المتحدة، في لندن مثلاً؟ هل ستُفرض عليها الرسوم؟
شركات البث المباشر قد تلعبها بذكاء وتكمل عملها من الخارج، أو تجد ثغرات قانونية، لكن في النهاية، صناعة السينما ستتأثر، والمنتجين سيفكروا ألف مرة قبل تصويرهم فيلم في إيطاليا أو الهند.
ختامًا، ترامب لعب بكارت جديد في حربه الاقتصادية، وقرر يدخل عالم السينما في المعركة، والنية من كل هذه الرسوم واضحة وهي رجوع الأموال والوظائف لأمريكا، لكن الحقيقة إن هذا القرار قد يكلف أمريكا نفسها أكثر مما تستفيد، ويعزل جمهورها عن العالم، القادم في عالم السينما ليس مشهد جديد، بل فصل كامل من المواجهة بين التجارة والفن.
Short Url
ترامب وماسك يُقلّصان الحكومة بـ15 ألف استقالة دفعة واحدة
05 مايو 2025 03:50 م
شبكات الاتصالات بين الوعود والواقع، هل خذل الجيل الخامس العالم؟
04 مايو 2025 07:12 م
مصر والمغرب، آفاق جديدة للتجارة في الصناعات الغذائية واللوجستية
04 مايو 2025 04:02 م


أكثر الكلمات انتشاراً