4 أسباب تقود الجنيه لمواصلة تفوقه، توقعات بانخفاض سعر الدولار في مصر

الأربعاء، 21 مايو 2025 01:10 م

الدولار

قال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن البيانات تشير إلى انتعاش واضح في استثمارات أدوات الدين الحكومية، مرجعًا ذلك إلى كونها لا تزال تُعد أدوات استثمارية جذابة للغاية بسبب عوائدها المرتفعة، والتي تُعد من أعلى العوائد على مستوى العالم.

مصادر أخرى للعملة الأجنبية شهدت انتعاشًا في الفترة الأخيرة

وأوضح "شفيع" في تصريحات خاصة لموقع "إيجي إن"، أن هذه العوائد الكبيرة تجذب الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، خاصة في ظل حالة من التضخم الدولاري داخل مصر، مما يساهم في انضباط سعر صرف الجنيه أمام الدولار أو حتى ارتفاعه.

وأشار رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إلى أن هناك مصادر أخرى للعملة الأجنبية شهدت انتعاشًا في الفترة الأخيرة، مثل قطاع السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، بالإضافة إلى قناة السويس، فضلًا عن حالة الهدوء النسبي التي تسود منطقة الشرق الأوسط، وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشددًا على أن هذه العوامل تعطي قدرًا من الراحة والثقة للمستثمرين تجاه العملة المصرية، وتفتح المجال لمزيد من الاستثمارات.

هل يستمر هذا التحسن على المدي المتوسط والطويل

توقع شفيع أن يستمر هذا الوضع على المدى القصير، لكنه أشار إلى أنه على المدى المتوسط والطويل لا بد من حدوث تغييرات هيكلية، مثل: جذب استثمارات عربية مباشرة داخل مصر، وشراء حصص في مشروعات إنتاجية وتصديرية، إلى جانب انتعاش أكبر في قطاع السياحة، وأضاف: إذا تحققت هذه العوامل، فمن الممكن أن تنضبط الأمور على المدى المتوسط والطويل.

هل من الممكن أن ينخفض الدولار إلى 45 جنيهًا؟

قال شفيع: “أشك في أن ينخفض الدولار إلى هذه المستويات، مثلما ارتفع إلى 52 جنيهًا يمكن أن ينخفض إلى 49، لكن ليس إلى 45، مضيفاً أنه لا يستبعد هذا السيناريو تمامًا، لكنه يشترط ظروفًا قاسية وصعبة التحقيق في الوقت الحالي، مثل:

ارتفاع الصادرات مقارنة بالواردات.
الاستغناء عن بعض الواردات، وصول السياحة إلى مستويات غير مسبوقة، حاليًا ويُتوقع 17 مليون سائح في 2025، بينما نحتاج إلى 30 أو 40 مليون سائح.
عودة إيرادات قناة السويس لمستوياتها الطبيعية.
زيادة تصدير الغاز الطبيعي، وارتفاع تحويلات المصريين في الخارج، إلى جانب زيادة الاستثمارات الأجنبية.

تساؤلات حول انخفاض الأسعار رغم تراجع الدولار

علّق شفيع على التساؤلات بشأن عدم انخفاض الأسعار رغم تراجع سعر الدولار، موضحًا أن الأمر وقتي، لأن حركة البيع والشراء لا ترتبط مباشرة بالسعر الحالي، وإنما بأسعار سابقة، مضيفاً: أن ما هو موجود حاليًا في السوق تم تسعيره على أساس سعر صرف مرتفع، وحتى نشهد انخفاضًا فعليًا في الأسعار، يجب أن تكون قيمة الجنيه مرتفعة أمام الدولار لفترة طويلة وبـ استقرار نسبي، وليس بناءً على تغييرات أسبوعية أو مؤقتة.

انخفاض الدولار.. هل يعني تحسنًا فعليًا لمؤشرات الاقتصاد

أشار شفيع، إلى أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية، منها تعديل صندوق النقد الدولي لتوقعاته بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر في 2025 من 4.1% إلى 4.5%، وهو في حد ذاته مؤشر جيد، لكنه أكد أن مؤشرات أخرى، مثل عوائد قناة السويس، لم تعود إلى مستوياتها السابقة، رغم بدء تعافيها، كما أن السياحة وتحويلات المصريين في الخارج ارتفعت مؤخرًا بعد تراجعها في فترات سابقة.

وأكد أن هذه المؤشرات يمكن أن تدعم تحسن الجنيه أمام الدولار إلى جانب الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في أدوات الدين، لكنه شدد على أن الاستقرار الحقيقي على المدى المتوسط والطويل يتطلب أسبابًا أعمق وأكثر استدامة.