الصين والهند وباكستان، صراع سياسي ونفوذ اقتصادي يتشكل في جنوب آسيا

الأربعاء، 21 مايو 2025 10:55 ص

استغلال الصين للتوترات بين الهند وباكستان

تحليل/ ميرنا البكري

في خضم انشغال العالم بمراقبة تصاعد الخلافات بين الهند وباكستان، الصين دخلت على الخط، لكن ليس كطرف يحاول أن يفض الاشتباك فقط، لكن أيضًا لزيادة استثماراتها مع باكستان وتقترب منها اقتصادياً.

مما يطرح سؤال:

هل ذلك تحرك ذكي من بكين؟

أم محاولة لاستغلال التوترات الإقليمية لمصالحها؟

China is concerned...': Beijing stops short of backing Pakistan in border standoff with India - BusinessToday — **جمهورية الصين الشعبية**

العين على كشمير، لكن الجيب على الاقتصاد

الهجوم الذي حدث في كشمير ومات به 26 شخص جعل الهند وباكستان يقتربوا من حافة حرب شاملة، وذلك ليس جديد على الجارتين النوويتين، لكن الجديد هذه المرة إن الصين دخلت بوزنها، وقالت إنها تدعم الحوار والسلام، وفي نفس الوقت دعمت باكستان بشكل مباشر في “حماية سيادتها”، هنا اللعب السياسي يقلب اقتصادي.

تجارة هندية باكستانية، على وشك الانهيار؟

قبل تصاعد الصراع، كان هناك تبادل تجاري بين الهند وباكستان، وسجل 3.6 مليار دولار سنة 2018. لكن مع استمرار التوتر، الرقم هبط لـ 2.3 مليار في 2022، والاتجاه مستمر في التراجع.

أي ببساطة، كل ما النزاع يزداد بين الطرفين، التجارة تتصارع معهم، أي فرص استثمارية ضائعة، وأيضًا فرص تصدير ضائعة، وشبكات لوجستية يتم إغلاقها.

اقرأ أيضًا: صراع مشتعل بين الهند وباكستان.. عندما تُقاس الحرب بالأرقام

اشتباك على ضفاف السند، معركة الهند وباكستان على الأمن المائي

بين الهند وباكستان، بكين تحكم قبضتها

انتهزت بكين الفرصة بذكاء، حيث وقعت عدة اتفاقيات جديدة مع باكستان في الزراعة والتجارة والتصنيع، تدعمها سياسيًا لكي تصبح حليف استراتيجي أكثر في المنطقة، كما تسعى للحفاظ على مبادرة الحزام والطريق الذي تمر منه عبر باكستان، وتأمن ممر “جوادر”، أي باختصار: الصين تأمن مصالحها وتستغل العداوة بين الجيران لصالحها.

أسباب الحرب بين الهند وباكستان.. هجمات عسكرية بعد 24 ساعة - تليجراف مصر — **الصراع بين الهند وباكستان**

هل من الممكن أن تحل الصين محل الهند؟

ليس بالكامل، لكن الصين قد تصبح البديل التجاري الأقرب لباكستان، خصوصاً مع توقف التجارة مع الهند، مما يفتح المجال لـ:زيادة الصادرات الصينية لباكستان، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية والطاقة، وتصاعد التصنيع المشترك الذي يخدم الأسواق الآسيوية والأفريقية.

توقعات اقتصادية تأتي من قلب الصراع

في حالة استمرار التوتر، هناك عدة سيناريوهات محتملة:

1. تراجع تام في التجارة بين الهند وباكستان، مما يؤثر على الصناعات التي كانت تعتمد على السلع العابرة للحدود مثل النسيج والأدوية.

2. زيادة النفوذ الصيني في باكستان، وبالتالي سنشهد استثمارات بينهما بمليارات الدولارات في المدى القريب.

3. تزداد العزلة لباكستان عن أسواق جنوب آسيا، مما يجعلها تعتمد بشكل كامل على الصين وتركيا وروسيا.

4. خسائر للهند أيضًا، خاصة في الممرات التجارية الإقليمية والضغط على حدودها الشمالية.

في نهاية المطاف، ما يجرى ليس مجرد خلاف حدودي أو اشتباك سياسي بين بلدين، بل لعبة كبيرة فيها مصالح، ونفوذ، وأموال.

الصين داخلة بقوة، وتجيد التحرك بذكاء في الأوقات التي ينشغل فيها الآخرون بالنزاعات، السؤال هنا: هل باكستان ستربح من هذا التحالف؟ أم ستدخل في دائرة تبعية جديدة؟ والأهم، هل الهند تترك الساحة؟ أم هل لا تزال هناك أوراق لم تُكشف بعد؟

Short Url

أخبار متعلقة