«الإمارات» تسعي لتعزيز التعاون مع «أمريكا» في الذكاء الاصطناعي تزامناً مع زيارة ترامب

الخميس، 15 مايو 2025 11:32 م

الإمارات وأمريكا

من المتوقع أن تبرم الإمارات صفقة تمنحها قدرة أكبر على الحصول على رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة من الولايات المتحدة، بعد أن واجهت قيودا في السابق بسبب مخاوف واشنطن من احتمال تمكن الصين من هذه التكنولوجيا.

وبحسب رويترز، ستحقق الإمارات مكسبا كبيرا إذا أبرمت هذه الصفقة التي تتوق إليها منذ فترة طويلة والتي من المتوقع الانتهاء منها أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأبوظبي اليوم الخميس. وتحاول الإمارات تحقيق التوازن في علاقاتها مع الولايات المتحدة، حليفتها القديمة، والصين، أكبر شركائها التجاريين.

الإمارات وأمريكا تضعان اللمسات الأخيرة على اتفاق إطار عمل تكنولوجي

وتنفق الإمارات، وهي منتج رئيسي للنفط، مليارات الدولارات في مسعى لتصبح لاعبا عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن علاقاتها مع الصين أدت إلى تقييد قدرتها على الوصول إلى الرقائق الأمريكية في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

وقال مصدر مطلع لرويترز إن الإمارات والولايات المتحدة تضعان اللمسات الأخيرة على اتفاق إطار عمل تكنولوجي سيتطلب التزامات من الجانبين لضمان أمن التكنولوجيا.

واتبعت الولايات المتحدة سياسات حمائية لسنوات للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة تضمنت التأكد من عدم وصول الرقائق إلى بكين عبر أطراف ثالثة.

ويبدو أن القواعد المنظمة تشهد تخفيفا في عهد ترامب الذي عين ديفيد ساكس قيصرا للذكاء الاصطناعي. وقال ساكس في الرياض يوم الثلاثاء إن ضوابط التصدير التي فرضتها إدارة بايدن "لم تهدف قط إلى اجتذاب الأصدقاء والحلفاء والشركاء الاستراتيجيين".

وسيمثل منح الإمارات قدرة أكبر على الحصول على الرقائق الأكثر تقدما التي تصنعها شركات مثل إنفيديا تحولا كبيرا.

اقرأ أيضًا: من النفط إلى التكنولوجيا، منافسة شديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي تحت إشراف أمريكا

اقرأ أيضًا: من التربة إلى التكنولوجيا، الزراعة تستعين بالذكاء الاصطناعي لتحقيق طفرة إنتاجية

تحول يمكن الإمارات من توطيد شراكتها التكنولوجية مع أمريكا

وقال محمد سليمان، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط "هذا التحول يمكن (الإمارات) من توطيد شراكتها التكنولوجية مع الولايات المتحدة مع الحفاظ على العلاقات التجارية مع الصين".

وأضاف "هذا لا يعني التخلي عن الصين، ولكن يعني إعادة ضبط استراتيجية التكنولوجيا لتتماشى مع المعايير والبروتوكولات الأمريكية في المجالات الأكثر أهمية مثل الحوسبة والحوسبة السحابية وسلاسل توريد الرقائق".

ويوجد القسط الأكبر من قوة حوسبة الذكاء الاصطناعي حاليا في الولايات المتحدة والصين. وإذا أبرمت جميع الصفقات المقترحة أثناء جولة ترامب هذا الأسبوع لدول الخليج، وفي الإمارات بخاصة، فقد تصبح المنطقة مركز قوة ثالثا في سباق الذكاء الاصطناعي.

وكان الذكاء الاصطناعي على رأس برنامج العمل حين زار رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان واشنطن في ديسمبر كانون الأول في الأيام الأخيرة من رئاسة جو بايدن. واستثمرت شركتا جي42 وإم.جي.إكس، المرتبطتان بالدولة واللتان اختيرتا لقيادة مسعى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الإمارات، في شركات أمريكية مثل أوبن إيه.آي وإكس إيه.آي التابعة لإيلون ماسك، وأيضا وافقت مايكروسوفت العام الماضي على استثمار 1.5 مليار دولار في جي.42.

جي.42 بدأت في التخلص من الأجهزة الصينية تحت ضغط الولايات المتحدة

وقالت الشركتان إن الصفقة مدعومة بضمانات أمنية، وتحت ضغط الولايات المتحدة، وبدأت شركة جي.42 في وقت سابق في التخلص من الأجهزة الصينية التي كانت تستخدمها وباعت استثماراتها الصينية.

ومع ذلك، ما زالت شركات صينية كبرى، مثل هواوي وعلي بابا كلاود، موجودة في الإمارات كما تم تعقب أثر التهريب المنظم لرقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين من دول مثل ماليزيا وسنغافورة والإمارات، حسبما قال مصدر لرويترز في فبراير.

وقالت إدارة ترامب إنها ستلغي ضوابط التصدير وإن القيود الشاملة قد تأتي بنتائج عكسية تتمثل في دفع الحلفاء والأسواق الناشئة نحو الموردين الصينيين. وأضافت أن اتباع نهج أكثر انفتاحا قد يعزز الابتكار والمصالح الاستراتيجية الأمريكية.

فتح الطبقة الوسطى كما يتضح من جولة الرئيس إلى الشرق الأوسط

قال روس مولد، مدير الاستثمار في شركة إيه.جيه بيل "دأب مسؤولو إدارة ترامب على التهكم من قواعد رقائق الذكاء الاصطناعي التي وضعتها حكومة بايدن لإفراطها في التعقيد".

وأضاف مولد أن الضوابط السابقة قسمت العالم إلى ثلاث طبقات وهي، منح قدرة وصول غير محدودة لبعض الدول، ووصول محدود لدول الطبقة الوسطى مثل دول الخليج، ومنع الوصول إلى "دول مثيرة للقلق" مثل الصين وروسيا.

وقال "الخطة فيما يبدو هي فتح الطبقة الوسطى، كما يتضح من جولة الرئيس إلى الشرق الأوسط، على الرغم من بقاء تعقيدات".