من الميدان إلى المائدة، كيف تغير قمة اسطنبول مستقبل الغذاء والطاقة؟
الإثنين، 12 مايو 2025 12:05 م

قمة اسطنبول
تحليل/ ميرنا البكري
في وقت يعلو فيه صوت المدافع على صوت الحوار، تظهر اسطنبول من جديد كمدينة للفرص ونشر الأمل، لا للحرب فقط، بل للسلام أيضًا.
هناك، في قلب هذه المدينة التي طالما جمعت بين آسيا وأوروبا، تترقب الأنظار قمة قد تغير مجرى الصراع الروسي الأوكراني، وربما تغير وجه الاقتصاد العالمي بأكمله، فبين دعوات للتهدئة ومطالبات بوقف إطلاق النار، يتسلل الأمل بأن تكون هذه القمة بداية لتحسن سياسي واقتصادي يلمسه العالم كله.

لماذا اسطنبول؟ الذاكرة لا تزال تحتفظ باتفاق الحبوب
اسطنبول ليس مكان عادي، ففي 2022، شهدت المدينة على اتفاق مهم جدًا لإعادة تصدير الحبوب من أوكرانيا، والذي خفف أزمة غذاء عالمية وقتها، هذا الاتفاق ضخ ملايين الأطنان من القمح وزيوت وأسمدة للأسواق، وساعد دول كثير فقيرة تعتمد على الاستيراد، ونجد أن 65% من الشحنات اتجهوا للدول النامية، والأسعار العالمية هبطت، وبالتالي تراجع التضخم الغذائي.
إذا حدث سلام بالفعل، كيف سيؤثر اقتصاديًا؟
1. أسعار الأكل قد تهبط بشدة
إذا تم الاتفاق وعادت أوكرانيا للتصدير كما كان الوضع في الماضي، فقد نجد إن الأسعار تراجعت بنسبة 10–20% ف يالشهور الأولى، ودول كثير مثل مصر، لبنان، باكستان، وغيرها تستفيد من هذا الفارق، ويقول البنك الدولي إن التوفير قد يصل لـ 5 مليار دولار للدول الفقيرة.
2.فاتورة الطعام تنخفض، والمستهلك يلمس الفرق
المستهلك يجد إن الأسعار في السوق تبدأ في الانخفاض خصوصًا القمح والزيت والسكر، صندوق النقد الدولي يقول: الحرب زودت التضخم الغذائي بنسبة 2% في الدول النامية، والسلام قد يقلل ذلك بنقطة كاملة تقريبًا في 2025.
أسواق الطاقة، السلام قد يُخفض سعر البنزين!
ليس الطعام والشراب فقط، الحرب جعلت أسعار البترول والغاز تشتعل أيضًا، حيث وصل خام برنت لـ 130 دولار في وسط الأزمة، وإذا حدث سلام، الأسعار قد تهبط من 7 لـ 12 دولار للبرميل، كما إن الغاز الأوروبي تحديدًا قد ينزل 20% حسب توقعات UBS، أي ببساطة، فواتير الغاز في أوروبا وآسيا قد تتنفس، والتضخم سيتراجع قليلًا.
اقرأ أيضًا:
مدفوعة بتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا .. أين وصلت أسعار النفط؟
صندوق النقد الدولي يتوقع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال العام المقبل
اقتصادات إفريقيا وآسيا من الممكن أن تستفيد
الدول التي تعتمد على الاستيراد مثل نيجيريا، كينيا، بنجلاديش، والهند، سيشعروا بتحسن كبير، فتكلفة الغذاء والطاقة ستقل، التضخم سيهدى، والنمو الاقتصادي سيزداد، وهذا يعني إن المواطن البسيط في هذه الدول قد يشعر بالفرق في الأسعار والمعيشة.
ختامًا، الأنظار كلها على تركيا ودورها كوسيط، وإذا نجحت هذه القمة، قد نواجه تغيير حقيقي في شكل الاقتصاد العالمي، الناس التي تشتكي من ارتفاع أسعار الغذاء، والمصانع التي تشتكي من أسعار الطاقة، كلهم ينتظروا خطوة واحدة قد تفتح باب أمل جديد، يعني ليس قمة سياسية فقط، بل قمة طعام ووقود ومعيشة أفضل لملايين حول العالم.
Short Url
الجلوس على طاولة الاتفاق، هل تؤدي المفاوضات بين أميركا والصين لتهدئة الأسواق؟
11 مايو 2025 09:34 م
%31,4 من الصفقات لصالح التقنية المالية، السعودية تبهر العالم
11 مايو 2025 05:45 م
اشتباك على ضفاف السند، معركة الهند وباكستان على الأمن المائي
10 مايو 2025 04:34 م


أكثر الكلمات انتشاراً