السبت، 10 مايو 2025

02:29 م

واشنطن وبكين في قلب سويسرا، لقاء قد يغير قواعد اللعبة الاقتصادية

السبت، 10 مايو 2025 10:41 ص

واشنطن وبكين

واشنطن وبكين

تحليل/ ميرنا البكري

في وسط ترقب الأسواق العالمية لأي إشارة تهدىء التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم  (أمريكا والصين)، يتسلط الضوء على سويسرا، وليس بدافع الشوكولاتة أو الطبيعة الخلابة، لكن لأن هناك لقاء اقتصادي ناري قد يقلب موازين التجارة العالمية، هل فعلاً ستكون هذه نقطة تحول؟ أم مجرد هدنة مؤقتة قبل العاصفة القادمة؟ سنوضح الصورة كاملة في هذا التحليل.

الصين: لا رابح في الحرب التجارية ومعاداة العالم ستؤدي للعزلة الذاتية -  الاتحاد للأخبار
محادثات بين واشنطن وبكين في سويسرا

 تصريحات بها أمل، لكن بحذر

أصدر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض “كيفن هاسيت”، تصريحات كلها تفاؤل حذر، وقال إن هناك"مؤشرات إيجابية" توضح نية الطرفين في كسر الجمود المستمرة من فترة طويلة، الرجل يبدو أنه يرى أن هناك احترامًا متبادلًا وروحًا من التعاون، خاصة بعد حديثه مع الممثل التجاري الأمريكي ووزير الخزانة قبيل توجههما إلى سويسرا.

هذا يعني إن هناك استعداد فعلي من الطرفين لتهدئة التوتر، لكن بدون توقعات وردية، لأن كل طرف مازال يتمسك بمصالحه ولن يقدم تنازلات مجانية.

 بيسنت وهي ليفينغ، صراع الكبار على أرض محايدة

الاجتماع المرتقب بين سكوت بيسنت (وزير الخزانة الأمريكي) وهي ليفينغ (نائب رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية) هو الأعلى مستوى منذ شهور. و

المكان ليس عشوائي، (سويسرا يعني الحياد والرمزية)، والهدف من ذلك هو إعادة ضبط البوصلة التجارية بعد التشتت بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب والرد الصيني الذي كان بنفس القوة.

الرسالة الواضحة من واشنطن، بيسنت قالها صراحةً: سنعيد التوازن للنظام الاقتصادي العالمي، لكن بالطريقة التي تخدم أمريكا أكثر، أي أمريكا داخلة وهي تريد تشكيل قواعد اللعبة، والصين أكيد لن تقبل بسهولة.

 الصين ترُد بسكوت، وتحضّر أوراقها

أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن زيارة "هي ليفينغ" إلى سويسرا خلال الفترة من 9 إلى 12 مايو، وذلك باستخدام لغة دبلوماسية تقليدية. 

ومع ذلك، فإن وصفه بـ"نقطة الاتصال الأساسية" في الملفات الاقتصادية مع الولايات المتحدة ليس تعبيرًا عاديًا، بل يحمل دلالات خاصة، والذي بين السطور، الصين بعتت رسالتها: "نحن جاهزين للتفاوض والتحدث، لكن الآن نكون شركاء، وليس تابعين".

الأسواق العالمية في وضع الانتظار، والاقتصاد العالمي على المحك

السؤال الذي يسأله العالم الآن: هل فعلاً سنواجه بداية تفاهم جديد؟ أم سيظل كل طرف يكلم نفسه في غرفة مغلقة؟ والأسواق حالياً متحفظة وغير متفائلة، لكن مجرد عقد الاجتماع في حد ذاته إيجابي، وهو الذي جعل بعض المؤشرات تتحرك قليلًا تجاه التفاؤل.

وسط مخاطر جمّة.. ما توقعات الاقتصاد العالمي في 2023؟ | سكاي نيوز عربية
الاقتصاد العالمي

توقعات، السيناريوهات المحتملة

السيناريو الإيجابي (30%)

يتم الاتفاق على جدول زمني لمفاوضات موسعة، مع وقف مؤقت للتصعيد، وقد ينعكس ذلك على الأسواق العالمية، خاصة في البورصات وأسعار المعادن والنفط.

السيناريو الرمادي (50%)

وهو إن الحوار ينتهي بدون نتائج ملموسة، مع استمرار الجمود، والأسواق ستظل متذبذبة وقلقة.

السيناريو السلبي (20%)

اشتعال الخلافات من جديد بسبب الملفات الحساسة مثل التكنولوجيا والدعم الحكومي، وهنا سنواجه تصعيد في الرسوم وركود تجاري أكبر.

ختامًا، سويسرا الآن لن تستضيف اجتماع سياسي، بل تستضيف لحظة فارقة في الاقتصاد العالمي. أي خطوة إيجابية هناك، ستُترجم فوراً في شكل تهدئة للتوتر التجاري، وإنقاذ جزئي لسلاسل التوريد، وتحفيز للاستثمار العالمي، لكن الحقيقة، إن الكلمة الأخيرة للنتائج وليس للتوقعات.

Short Url

showcase
showcase
search