مراسم التراجع، استعراض راقص على واقع الحرب بين الهند وباكستان
الجمعة، 09 مايو 2025 09:39 م

جنودباكستانيون وهنود
على الحدود الفاصلة بين الهند وباكستان، وتحديدًا في قرية واغاه، تُقام يوميًا "مراسم التراجع" وهي إنزال العلم في مشهد يختلط فيه الاستعراض العسكري بالتقاليد الوطنية، وهذا الحدث، الذي انطلق عام 1959، أصبح رمزًا يوميًا يجمع بين التوتر السياسي والتقدير المتبادل بين الجارتين النوويتين.
وفي كل مساء قبيل غروب الشمس، تتجه أنظار الزوار المحليين والسياح إلى البوابة الحدودية، حيث تنفذ قوات أمن الحدود الهندية (BSF) وحرس الحدود الباكستاني استعراضًا يشبه الرقص، يتضمن صيحات استنفار وركلات عالية وحركات صارمة توحي بالقوة والانضباط، وينتهي الحفل، رغم الحدة الظاهرة، بمصافحة بين الجنود من الطرفين، وإنزال منسق للعلمين.
مشاهدة مأساوية بسبب مراسم إنزال العلم
ورغم الطابع الاحتفالي، لم تخلُ هذه الطقوس من لحظات مظلمة، فقد شهدت الحدود عام 2014 تفجيرًا انتحاريًا تبنته ثلاث جماعات إسلامية محظورة، أسفر عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من 110، كما أُلغي الحفل في مناسبات متفرقة، منها عام 2019 عندما أعادت باكستان الطيار الهندي أبيناندان فارتامان بعد إسقاط طائرته، ومؤخرًا في 8 مايو 2025 عقب الهجوم الإرهابي في باهالجام الذي أودى بحياة 26 مدنيًا، ما أدى إلى وقف المراسم إلى أجل غير مسمى.
ورغم ذلك، تظل مراسم واغاه مصدرًا للتواصل الرمزي، حيث يتبادل الطرفان الحلوى في المناسبات الدينية كعيد الفطر وديوالي، في مشهد نادر من الود على حدود مشحونة بالتاريخ والصراع.

أماكن أخرى تقام بها مراسم إنزال العلم على الحدود
وتُقام عروض مماثلة في مناطق حدودية أخرى مثل مهافير/صادقي، حسينيوالا/جاندا سينج والا، وموناباو-خوخرابار، وحتى على حدود الهند مع دول مثل بنجلاديش والصين.
ويعود أصل هذه المراسم إلى ما بعد الاستقلال مباشرة، حين أسسها العميد الهندي موهيندر سينج تشوبرا ونظيره الباكستاني نذير أحمد في 11 أكتوبر 1947، وقد تم حينها نصب الأعلام، وبوابة مرور، وصندوقي حراسة مطليين بألوان العلمين، لتشكل نقطة تفتيش رمزية خُلدت بلوحة نحاسية لا تزال قائمة حتى اليوم.
ماذا يرتدي الجنود الباكستانيون والهنود؟
وصيغة الحفل تكون بأن يرتدي الجنود الباكستانيون والهنود أغطية رأس ضخمة وأزياء تعود إلى الحقبة الاستعمارية، ويخطون خطواتهم بخطوات متناسقة، وفي عرضٍ مُبالغ فيه من الازدراء، يركلون بأرجلهم ويلوحون بأذرعهم بعنف، وتبقى وجوههم جامدة، كل حركة متزامنة تمامًا، وينتهي المراسم بإنزال العلمين ومصافحة، وتنطلق حشود المشجعين على كلا الجانبين، يرقصون ويهتفون ويغنون.
كما يهتف المشجعون من جهة: "هندوستان زيندباد" تحيا الهند، ومن جهة أخرى: "باكستان زيندباد".
ويقول شابٌّ يلوح بعلم الهند، "بلدي هو الأكبر والأفضل في العالم، وأنا فخور ببلدي"، قبل أن يُردد هتاف "الموت لباكستان" الإلزامي، كما يهدف هذا الحفل إلى توعية شعبي البلدين بأن الوحدة خير من القتال.
Short Url
مصر تعرب عن تعازيها للكونجو الديمقراطية في ضحايا الفيضانات
11 مايو 2025 12:21 ص
بوليفيا تتطلع للتعاون مع مصر في التمويل البيئي ومواجهة حرائق غابات الأمازون
10 مايو 2025 10:40 م
وزير الخارجية يبحث سبل الارتقاء بحقوق الإنسان مع منظمات المجتمع المدني
10 مايو 2025 08:33 م


أكثر الكلمات انتشاراً