السعودية تقود التحول الرقمي، من الحكومة الإلكترونية إلى الاقتصاد غير النقدي
الجمعة، 09 مايو 2025 11:27 ص

التحول الرقمي السعودي
كتب/ كريم قنديل
في سباق التحول الرقمي الذي يفرض إيقاعه عالميًا، تواصل المملكة العربية السعودية تثبيت موقعها كقوة إقليمية رقمية صاعدة، بعد أن تصدّرت، وللمرة الثالثة على التوالي، مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة لعام 2024 الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، بنسبة نضج بلغت 96%.

ليس هذا التتويج مجرد رقم في تقرير دولي، بل هو انعكاس لمنهجية متكاملة تتبناها المملكة، حيث أصبح التحول الرقمي ركيزة في رؤية 2030، وشاهدًا على انتقال السعودية من الدولة التي تجرب التقنية إلى الدولة التي تصنع القاعدة الرقمية في الشرق الأوسط.
من المرتبة الرابعة إلى الصدارة.. قصة سعودية عنوانها الابتكار
منذ عام 2020، بدأت المملكة في تسلق سلم المؤشر، من المرتبة الرابعة إلى الثانية، حتى تربّعت على القمة في 2022 وحافظت عليها حتى 2024. هذه القفزة لم تكن ضربة حظ، بل نتيجة مباشرة لاستثمارات ضخمة وتكامل رقمي بين الجهات الحكومية، مدعومًا بالتقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي.
قطاعا الصحة والتعليم كانا في صدارة التحول، الوصفات الرقمية، وخدمات الحجز عن بُعد، ومنصات التعليم الإلكتروني لم تكن فقط حلولًا تقنية، بل أدوات لإعادة تشكيل تجربة المواطن والمقيم مع الجهاز الحكومي.
حتى المدن تحولت إلى مدن ذكية تدير خدماتها البلدية عبر التطبيقات، وتوفر على المواطن ما كان يستهلكه من وقت وجهد.

لغة الأرقام لا تكذب.. مدفوعات رقمية واقتصاد يتحرر من النقد
التحول الرقمي لم يتوقف عند حدود الخدمات الحكومية، بل امتد إلى جيب المواطن وسلوك المستهلك، لتكشف بيانات البنك المركزي السعودي عن طفرة لافتة في المدفوعات الإلكترونية، حيث أصبحت 79% من مدفوعات الأفراد في قطاع التجزئة الإلكترونية في 2024، مقارنة بـ70% في العام السابق.
الأرقام تتحدث، 12.6 مليار عملية دفع غير نقدي في 2024، مقابل 10.8 مليار في 2023، هذا ليس مجرد تقدم تقني، بل تحول سلوكي واقتصادي عميق، يعزز من كفاءة الدورة الاقتصادية، ويقلص من التكاليف المرتبطة بإدارة النقد.
التحول الرقمي ليس رفاهية بل ضرورة سيادية واقتصادية
في عالم يتسابق نحو الرقمنة، لم تعد الحكومة الإلكترونية مجرد خيار، بل أصبحت أداة لتعزيز السيادة الرقمية، وزيادة الشفافية، وجذب الاستثمار، وتحفيز الاقتصاد غير النفطي.

تقدم المملكة في مؤشرات عالمية مثل مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية متقدمة 25 مرتبة في 2024، واحتلالها المركز الأول إقليميًا في الخدمات الرقمية، والمركز الرابع عالميًا، لا يترك مجالًا للشك أن السعودية لم تعد تلاحق الركب، بل أصبحت من صانعيه.
مدينة الرياض، التي حجزت المركز الثالث بين 193 مدينة عالميًا في مؤشر المشاركة الإلكترونية، تمثل واجهة هذا التحول، وتثبت أن الرؤية ليست مجرد شعارات، بل استراتيجية تتبلور على أرض الواقع.
ما كان يُعد استثناء سعوديًا قبل سنوات، أصبح اليوم قاعدة استثنائية في المنطقة، واللغة الرقمية التي تتحدث بها المملكة اليوم، بلغة الأرقام والتطبيقات والمبادرات، ليست فقط لغة المستقبل، بل لغة الحاضر التي تصوغ شكل الدولة الحديثة في القرن الواحد والعشرين.
Short Url
من البطاريات للثورة الصناعية، من يلحق بسباق الطاقة؟
08 مايو 2025 05:16 م
قمة كوالالمبور، الصين توسع تحالفها الآسيوي – الخليجي في مواجهة أمريكا
08 مايو 2025 12:15 م
الاقتصاد تحت القصف، أرقام الهند وباكستان في مرمى التوتر
07 مايو 2025 04:25 م


أكثر الكلمات انتشاراً