الخميس، 08 مايو 2025

05:27 ص

حركة الشحن في مهب الريح، الحرب التجارية تعصف بالممرات البحرية العالمية (تفاصيل)

الأربعاء، 07 مايو 2025 01:12 م

 حركة الشحن

حركة الشحن

شهيرة أحمد

تشهد العلاقات التجارية بين أمريكا والصين مرحلة جديدة من التوتر، تُلقي بظلالها الثقيلة على حركة الشحن البحري في واحد من أكثر الممرات التجارية ازدحامًا في العالم. 

فمع تصاعد الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت شركات الشحن الكبرى تتخذ خطوات انسحاب واضحة، في مشهد يعكس تحولًا عميقًا في ديناميكيات التجارة العالمية، وينذر بفك ارتباط اقتصادي متسارع بين القوتين العظميين، تتجاوز تأثيراته الحدود الجغرافية لتطال سلاسل الإمداد العالمية بأكملها.

اضطرابات متزايدة في حركة الشحن عبر المحيط الهادي

شهدت حركة الشحن عبر المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة والصين اضطرابات متزايدة، في ظل الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

وطالت هذه التوترات قطاعات متعددة، بدأت الآن تحدث تغييرًا عميقًا في خريطة الملاحة البحرية، وتدفع نحو فك ارتباط اقتصادي بين القوتين العظميين.

16 مليار دولار أرباح شركات النقل البحري

إلغاء الشحنات وتراجع الخدمات

وفقًا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، بدأت كبرى شركات الشحن في تقليص أو تعليق عملياتها بين البلدين. 

فقد ألغت شركة الشحن الألمانية "هاباج-لويد إيه جي" نحو 30% من شحناتها المتجهة من الصين إلى الولايات المتحدة، بحسب ما صرّح به متحدث باسم الشركة.

وعلى نفس النهج، أوقفت شركة "كوينه + ناجل إنترناشونال إيه جي" السويسرية بعض عمليات النقل بالكامل، وتوقعت تراجعًا في الحجوزات بنسبة تتراوح بين 25% و30%، وفقاً للرئيس التنفيذي ستيفان بول خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين.


انخفاض كبير في رسوم الشحن

وظهر التأثير الفوري بشكل كبير في تراجع أسعار الشحن، حيث تراجعت تكلفة شحن حاوية بطول 40 قدماً من شنجهاي إلى لوس أنجلوس إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2023، بحسب بيانات شركة "دروري" المتخصصة في استشارات الشحن.

كما تراجعت أيضًا معدلات الرسوم في باقي المسارات العالمية.

وفي هذا السياق، قال جو كراميك، الرئيس التنفيذي لمجلس الشحن العالمي، أن هذا ممر تجاري على طريق سريع عالمي، وتأثير تراجعه يمتد عبر سلاسل الإمداد العالمية.

تداعيات جمركية وإجراءات معقدة

ولم تقف التأثيرات عند الرسوم فقط، بل امتدت إلى قرارات أخرى مثل إلغاء الإعفاءات الضريبية على الشحنات الصغيرة، ووجود مقترحات لفرض رسوم إضافية على السفن الصينية التي ترسو في الموانئ الأمريكية، ما يعقّد المشهد أكثر فأكثر أمام مشغلي خطوط الشحن.

تباطؤ في تجارة الطاقة والسلع الزراعية

ولم تقتصر الاضطرابات على شحن الحاويات، بل طالت أيضاً حركة نقل الطاقة والسلع السائبة الجافة، فقد توقفت صادرات النفط الخام من خليج المكسيك إلى الصين في أبريل، بعد أن بلغت ذروتها عند 174 ألف برميل يومياً في مارس، وفق بيانات "كبلر".

كما غيرت إحدى ناقلات البروبان الأمريكي مسارها في منتصف الطريق بعد أن فرضت بكين ضرائب عقابية على الواردات الأمريكية.

وفي السياق ذاته، أشار رور أدلاند، رئيس الأبحاث العالمي في شركة SSY لوساطة السفن، إلى أن تحويل مسارات شحنات الفحم وفول الصويا إلى أسواق أقرب سيؤدي إلى تقليص مسافات الإبحار، ما يضعف الطلب على ما يعرف بـ"الطن/ميل" في قطاع البضائع السائبة الجافة.

وأكد أن المستويات الحالية للرسوم الجمركية بين أمريكا والصين أوقفت فعلياً معظم تجارة السلع السائبة الجافة الثنائية.

مفاوضات محتملة.. ولكن التفاصيل غير واضحة

ورغم أن إدارة ترامب ومسؤولين آخرين عبروا عن أملهم في التوصل إلى اتفاق مع الصين، وأن محادثات ستعقد في سويسرا لاحقاً هذا الأسبوع، إلا أن التوصل إلى تسوية شاملة قد يحتاج إلى شهور.

وفي الأثناء، يبدو أن كبار المسؤولين التنفيذيين الصينيين باتوا يبتعدون عن السوق الأمريكية، في خطوة قد تُعزز من مسار الانفصال الاقتصادي بين البلدين.

Short Url

showcase
showcase
search