من بكين إلى الساحل المصري، التنين الصيني نحو حلم مصر الصناعي

الإثنين، 05 مايو 2025 08:28 م

الشركات الصينية

تحليل/ كريم قنديل

في ظل الصراع القائم عالميًا، والحرب المعلنة على الصناعات، تسعى مصر إلى تحقيق تحول جذري في قطاعها الصناعي، واضعة أهدافًا طموحة للنمو ومضاعفة القيمة المضافة، حيث تستهدف الدولة، رفع الناتج الصناعي من 76 مليار دولار في عام 2024م، إلى 170 مليار دولار بحلول 2030م، بمعدل نمو سنوي يبلغ نحو 10%.

إلى جانب زيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، من 14% إلى 20% خلال الفترة نفسها، حيث شملت الأهداف أيضًا، رفع الصادرات الصناعية من 34 مليار دولار إلى 118 مليار دولار، بما يعكس رؤية مصر، لتطوير قطاعٍ قادرٍ على المنافسة عالميًا، وتحقيق نموٍ مستدام.

الشراكة الصينية، رافعة استراتيجية للرؤية الصناعية المصرية

وفي قلب هذه الاستراتيجية الطموحة، تلعب الاستثمارات الصينية دورًا محوريًا، إذ أصبحت بمثابة رافعة رئيسية لدفع عجلة الصناعة المصرية، تغطي هذه الاستثمارات قطاعات متنوعة، مثل الأجهزة المنزلية، والنسيج، والكيماويات، والطاقة، والمعادن، وتسهم في توطين التكنولوجيا، وتقوية سلاسل الإمداد المحلية، وتخلق آلاف فرص العمل، إضافة إلى تعزيز الصادرات، وتقليص فاتورة الاستيراد.

أبرز الاستثمارات الصينية في مصر

1. شين فينغ – 1.65 مليار دولار

واحد من أضخم المجمعات الصناعية في مصر، يقع في منطقة السخنة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويمتد على مساحة 3.75 مليون متر مربع، يشمل المشروع تسعة مصانع ومركزين للبحث والتطوير وإعادة التدوير، ويوفر نحو 8 آلاف فرصة عمل مباشرة، ويركز على صناعات استراتيجية، مثل فرامل السيارات ولفائف الصلب.

2. بينخوا بيفار – 500 مليون دولار

وتُنشئ الشركة، أول مجمع كيميائي أخضر في مصر والعالم في منطقة تيدا بالعين السخنة، حيث يستخدم المشروع الطاقة النظيفة، ويركز على إنتاج الكلور القلوي، ويوفر 800 فرصة عمل، ويهدف إلى توطين الصناعات الكيميائية.

3. هاير – 500 مليون دولار

وهو مجمع صناعي متكامل للأجهزة المنزلية في العاشر من رمضان، بطاقة إنتاجية 1.8 مليون وحدة سنويًا، ونسبة مكون محلي تصل إلى 70%، ويُعد أول مشروعٍ صديقٍ للبيئة للشركة في الشرق الأوسط وإفريقيا، ويُركز على التصدير.

4. إنيرجي غلاس – 300 مليون دولار

بمشروع ضخم في السخنة، تركز الشركة على إنتاج الزجاج الكهروضوئي لدعم صناعة الطاقة الشمسية، ويُنتظر أن يوفر المشروع 1,000 وظيفة، حيث يعزز موقع مصر، كمركز لصناعات الطاقة المتجددة.

5. ميديا – 247 مليون دولار

توسع كبير في الأجهزة المنزلية، يشمل ثلاث مناطق صناعية، ويشمل مجمعًا جديدًا في مدينة السادات، يوفر 3,900 فرصة عمل، ويركز المشروع على الإنتاج والتصدير للأسواق الإقليمية.

6. ديلي – 200 مليون دولار

مشروع متكامل في العاشر من رمضان، لإنتاج 12 ألف منتج من الأدوات المكتبية والتعليمية، ويوفر 2,200 وظيفة مباشرة، ويستهدف التوسع في الأسواق الإفريقية والعربية.

7. إيليت سولار – 150 مليون دولار

وهو مشروع ضخم لإنتاج الخلايا الشمسية والوحدات الكهروضوئية بطاقة 5 جيجاوات، ويبدأ التشغيل في سبتمبر 2025م، مع توفير 600 فرصة عمل مباشرة.

8. شين شينغ – 146 مليون دولار (المرحلة الأولى)

والذي يعد مصنعًا لإنتاج مواسير الزهر بقدرة 250 ألف طن سنويًا، يخدم مشروعات البنية التحتية في مصر والمنطقة، ويوفر 2,100 وظيفة، مع خطط مستقبلية لإضافة مصنع للصلب.

9. هينغ شينغ – 70 مليون دولار

وهو مصنع في القنطرة غرب، لصباغة وطباعة الأقمشة، يستهدف مبيعات سنوية بقيمة 300 مليون دولار، ويوفر 1,500 فرصة عمل، مع التركيز على التصدير.

10. فان يانغ – 60 مليون دولار

والذي يعد مجمعًا صناعيًا لإنتاج الأقمشة والمفروشات في تيدا، بطاقة إنتاج سنوية تصل 30 ألف طن، ويوفر نحو 1,200 فرصة مباشرة، وألفين غير مباشرة.

السخنة تتصدر، والقنطرة تواكب النهضة الصناعية

وتتمركز غالبية المشروعات الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في تيدا والقنطرة غرب، ما يعكس تفوق البنية التحتية والموقع الجغرافي في جذب الاستثمارات، كما تبرز السادات والعاشر من رمضان، كوجهتين صاعدتين للمشروعات المتوسطة والكبرى، خصوصًا في مجالات الإلكترونيات والمنسوجات.

من الاستيراد إلى التوطين، استراتيجية للسيادة الصناعية

تعكس هذه الاستثمارات توجهًا واضحًا لتوطين الصناعة، حيث تُركز على المكونات الوسيطة والإنتاج النهائي، بما يُقلل الاعتماد على الواردات، ويساهم ذلك بشكل مباشر في تحسين الميزان التجاري، وتعزيز الأمن الاقتصادي المصري.

مصر في عيون الصين، استقرار وبوابة للأسواق العالمية

في ظل اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية، ترى الصين في مصر، شريكًا استراتيجيًا طويل الأمد بفضل استقرارها السياسي وموقعها المحوري كبوابة إلى الأسواق الإفريقية، والشرق أوسطية، والأوروبية، وهو ما يجعل من الشراكة الصناعية بين البلدين نموذجًا للتكامل الاقتصادي العابر للقارات.

Short Url

أخبار متعلقة