الهند في مواجهة الضغوط الأمريكية، هل تنجح واشنطن في فك ارتباط نيودلهي بروسيا؟
الأحد، 10 أغسطس 2025 03:44 م

الهند وروسيا
ميرنا البكري
في خطوة جديدة من التصعيد الاقتصادي، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدام ورقة الرسوم الجمركية كسلاح ضغط على الهند؛ لكي تبتعد عن روسيا وتقلل اعتمادها على نفطها وسلاحها، لكن العلاقات التاريخية بين نيودلهي وموسكو أعمق من أن تنتهي بقرار سياسي أو ضغط اقتصادي، مما يخلق مشهد معقد يجمع بين السياسة والطاقة والتجارة، ويؤثر على موازين القوى في آسيا والعالم.

التصعيد الأمريكي، الرسوم تتضاعف
انتقد ترامب بشكل مباشر اعتماد الهند الكبير على واردات النفط الروسي وصفقات السلاح من موسكو، ونتيجة لذلك فرض رسوم إضافية 25% على الصادرات الهندية لأمريكا، ليضاعفها إلى 50%.
قالت وزارة الخارجية الهندية: "إن هذه العقوبات غير عادلة وغير مبررة"، وأكدت أنها ستحمي مصالحها الوطنية، وأنها لا تتراجع بسهولة.
تاريخ طويل من التحالف الهندي الروسي
لا تعتبر هذه العلاقة وليدة اللحظة، لكنها بدأت من عهد الحرب الباردة، فوقفت روسيا (وقتها الاتحاد السوفيتي) إلى جانب الهند في ملفات حساسة، خاصةً في مواجهة الصين وباكستان، كما قدمت قروض وسلع بأسعار مخفضة، منها النفط الذي كان أرخص من السوق بنسبة 10لـ 20%.
حتى في أوقات العقوبات الأمريكية على الهند بسبب تجاربها النووية (1974 و1998)، ظلت موسكو محتفظة بشراكتها بل زودتها بالسلاح والدعم الدبلوماسي.
النفط الروسي، شريان اقتصادي للهند
تعتبر الهند الآن ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي بعد الصين، ومسؤولة عن أكثر من ثلث صادرات موسكو النفطية في 2023، هذا الاعتماد ليس رفاهية، لأن الهند تستورد 90% من احتياجاتها النفطية، وهي ثالث أكبر مستهلك في العالم.
في آخر 3 سنوات، وفرت خصومات النفط الروسي على الهند 17 مليار دولار، مما سمح بخفض أسعار الوقود محليًا وزيادة أرباح صادرات المنتجات البترولية.
التجارة بين البلدين، أرقام تنمو سريعًا
وصل حجم التجارة الهندية-الروسية لـ 69 مليار دولار خلال 3 سنوات، مدفوع بالخام وصفقات الطاقة حتى مع تراجع واردات النفط الروسي في يوليو 2025 بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، ولازالت الهند تستورد حوالي 1.6 مليون برميل يوميًا.
محاولات تنويع الإمدادات من الشرق الأوسط وغرب إفريقيا موجودة، لكن التخلي الكامل عن روسيا "لوجستيًا واقتصاديًا وسياسيًا صعب للغاية".
السلاح الروسي، نصف ترسانة الهند
أكثر من نصف الأسلحة الهندية روسية أو سوفيتية الصنع، فالتعاون العسكري مستمر من الفرقاطات الشبحية للسفن الحربية وصولًا لصفقة S-400 التي تسلمت منها الهند 3 وحدات بالفعل ونشرتها على حدودها مع الصين وباكستان، وبالتالي استبدال هذه المعدات سيحتاج عقود، مما يخلي روسيا عنصر لا يمكن تعويضه في الأمن القومي الهندي.
لماذا لا تتراجع الهند بسهولة؟
1. يقدم النفط الروسي خصومات ضخمة وصعب تعويضها.
2. الترسانة العسكرية الروسية متغلغلة في الدفاع الهندي، ويُعد استبدالها مكلف وبطيء.
3. التاريخ السياسي بين البلدين مبني على دعم متبادل وقت الأزمات.
4. أي تحرك للهند ضد روسيا يضعف موقفها أمام الصين وباكستان.
في المقابل، استمرار الرسوم الأميركية قد يؤثر على الصادرات الهندية ويخلق ضغوط على قطاعات تصنيع وتكنولوجيا المعلومات التي تصدر لأمريكا.
اقرأ أيضًا:
الهند مهددة بخسارة 20 مليار دولار في عامين إذا رفضت النفط الروسي
رسوم ترامب على الهند بسبب النفط الروسي تكشف تناقضات الغرب

ختامًا، المشهد بين أمريكا والهند في 2025 ليس خلاف تجاري فقط، لكنه صراع على النفوذ والتحالفات، ويحاول ترامب فصل نيودلهي عن موسكو باستخدام الاقتصاد كسلاح، لكن مودي (رئيس وزراء الهند الحالي) يرى أن روسيا ليس مجرد شريك نفطي فحسب، لكن ركيزة في أمن بلاده واقتصادها، والنتيجة المتوقعة استمرار لعبة شد الحبل، مع احتمال تصاعد التوترات التجارية، لكن بدون قطيعة كاملة بين الهند وروسيا على الأقل في المدى القريب.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
إحصائيات الكهرباء 1990-2024، أرقام قياسية وتوقعات بتغير تاريخي بحلول 2026
10 أغسطس 2025 01:09 م
خريطة الصناعات العالمية 2025، قائمة بأكبر القطاعات إيرادات وتوظيف
10 أغسطس 2025 10:53 ص
المبيعات العالمية للبلاستيك تتجاوز الـ 103 مليارات دولار، والصين تتصدر
09 أغسطس 2025 04:05 م
أكثر الكلمات انتشاراً