الإثنين، 05 مايو 2025

04:30 م

الرسوم الجمركية، السلاح الذي قد يُفجّر الفقاعة الاقتصادية في أمريكا

الإثنين، 05 مايو 2025 01:19 م

الركود الأمريكي

الركود الأمريكي

تحليل/ ميرنا البكري

منذ عودة ترامب للحكم، وهو يتبع نفس شعاره: “أمريكا أولاً”، لكن هذه المرة يضغط على زر الرسوم الجمركية، وهو ما جعل  السوق الأميركي في حالة توتر وقلق، والشركات الكبرى لم تعرف ما القادم، وبدأ الشعب الأمريكي يشعر بغلاء الأسعار، والمستثمرين لم يجدوا طريق واضح يمشوا بداخله، وكل ذلك بسبب قرارات مفاجئة تقلب الطاولة في لحظة، مثل قرار تجميد الرسوم لمدة 90 يوم الذي لم يبعث الطمأنينة في دول العالم، بالعكس، زود الغموض أكثر.

الاقتصاد الأمريكي

الشركات الكبرى في حالة من القلق والذعر بشأن المستقبل

تعتمد الشركات الكبرى في أمريكا دائمًا على إصدار "توجيهات مالية" للمستثمرين لكي تقول لهم: "نحن مطمئنين على المستقبل". لكن عندما يقرروا أن يوقفوا هذه التوجيهات؟هذا يعكس  قلق حقيقي، مثل الأحداث وقت كورونا تمامًا.

الآن، شركات مثل ستيلانتس، وجنرال موتورز قالوا إنهم غير قادرين على التنبؤ بسبب الرسوم الجمركية التي تتغير كل فترة، وحتى مرسيدس الألمانية دخلت على الخط وعلّقت توقعاتها، وهو يجعلنا نرى أن قدرة التأثير تخطت حدود أمريكا.

قطاع التكنولوجيا والطيران، لم نتوقع أي شيء للمستقبل

على سبيل المثال، هبطت سناب أسهمها 14% بعد ما قالت إنها لن تقدم أي توقعات مالية للربع القادم، فشركات الطيران الكبيرة كلها، من دلتا لـ أميركان إيرلاينز، لـ ساوث ويست، أعلنوا إنهم سيوقفوا إصدار أي توجيهات مالية، والرسالة هنا واضحة، الجو مغيم، والسحب سوداء، ولن يوجد رؤية.

والأخطر؟ إن دلتا حذرت من إن الركود قادم، وخصوصًا من جانبين:  الناس التي دخولها محدود بدأت في تقليل السفر، والشركات غير قادرة على وضع خطط واضحة.

الرسوم الجمركية، أسعار أعلى، والمستهلك هو من يدفع الثمن

من عربات الأطفال، للمراتب، لأدوات المطبخ، الشركات بدأت تقول بصوت مرتفع: "سنضطر إلى رفع الأسعار". ليس طمعًا، بل لأن تكلفة الاستيراد ارتفعت للغاية. فهناك بعض الشركات أوقفت عمليات الطلب من الصين، لأنهم غير قادرين على تحمل التكاليف الجديدة.

وهذه نقطة مهمة للغاية، الرسوم الجمركية لن تضر الصين أو أوروبا فقط، لكن هذا العبء يذهب للمستهلك الأمريكي الذي يشتري بسعر أعلى، وعلى الشركات التي تدفع أكثر وتخسر تنافسيتها.

هل تشبه هذه الاحداث  كورونا؟ نعم، لكن دون شبكة أمان

بول بيلاند، (الخبير في CFRA)، قالها صراحة: "الأحداث الآن تشبه فترة جائحة كورونا". سلاسل الإمداد تتلخبط، الطلب يتراجع، والمستقبل غير واضح. لكن الفارق الكبير إن الحكومة هذه المرة غير ناوية على المساعدة. لا هناك دعم مالي، أو حزم تحفيزية، لأن التركيز الآن على خفض العجز، أي وقت كورونا، كان هناك يد تسند الشركات والمستهلكين. ولكن الآن؟ لا يوجد.

سياسة أم اقتصاد؟ هذا شغل شعبويات أكثر من خطط اقتصادية

يلعب ترامب  على وتر المشاعر القومية: "عودة العمل لأمريكا، جعلت المصانع تعمل". لكن في الواقع، ترامب يحاول كسب نقاط سياسية على حساب استقرار السوق، وهو خطر للغاية.

لماذا؟ لأن الشركات التي اعتادت على تصدير أفلامها أو تصنع منتجاتها في الخارج؛ نظرًا لإن الضرائب أرخص والتسهيلات أفضل)، لن تعود بسهولة، حتى إذا اتفرضت رسوم، السوق الآن مفتوح، والعالم مترابط، وقرارات مثل ذلك تجعل أمريكا تنعزل وتفقد جاذبيتها كقوة اقتصادية مرنة.

الناس مازالت صامدة، لكن إلى متى؟

التحليل يقول إن المستهلك الأمريكي مازال قادر على التحمل، ولكنها لا تستمر. الأسعار في تصاعد، والمرتبات مش بتزيد بنفس السرعة، وده هيؤدي في النهاية لتراجع في الاستهلاك، وبالتالي في النمو الاقتصادي.

ختامًا، ترامب يضغط بنزين في طريق كله مطبات، والرسوم الجمركية ليس مجرد قرار اقتصادي، بل معركة سياسية وتجارية وثقافية في نفس الوقت. والشركات الأمريكية بدأت ترفع الكارت الأحمر (لن نقدر على مواجهة ذلك). والتعليق الجماعي للتوجيهات المالية هو جرس إنذار عالي جدًا يقول إن السوق الأمريكي في مفترق طرق.

السؤال الآن: هل يكمل ترامب في مسار "أمريكا أولًا" مهما كان الثمن؟ أم سيفهم إن الاقتصاد ليس ملعب لوحده، وإن التجارة العالمية ليست لعبة صفرية؟

Short Url

search