«الهدف بن غوريون» صاروخ واحد يفضح الدفاعات الإسرائيلية ويقلب حركة الطيران الدولي
الإثنين، 05 مايو 2025 09:48 ص

هجوم الحوثيين
تحليل/ كريم قنديل
تل أبيب ليست بعيدة بعد الآن، هذه الرسالة التي بعثها صاروخ يمني فرط صوتي إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي لم تكن مجرد هجوم عابر، بل زلزال استراتيجي أربك حركة الطيران العالمية، وحرّك المياه الراكدة في صراع إقليمي يتخذ طابعًا أكثر تصعيدًا يومًا بعد آخر.

في ساعات قليلة، تحول أحد أكثر المطارات تحصينًا في الشرق الأوسط إلى منطقة خطر، وبدأت شركات الطيران الكبرى من إير إنديا إلى لوفتهانزا، ومن بريتيش إيرويز إلى دلتا إيرلاينز بإلغاء أو تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى إشعار آخر، في سابقة لا تُرى إلا في زمن الحروب الشاملة.
صاروخ لا يشبه غيره
أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الصاروخ المستخدم في الضربة "بالستي فرط صوتي"، نجح في تجاوز كل أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأميركية، ما كشف عن فجوة مقلقة في أنظمة الحماية الجوية التي طالما تغنت بها تل أبيب، وإذا صحّت هذه الادعاءات، فنحن أمام نقطة تحول تكنولوجية في ميزان الردع الإقليمي.
السؤال الذي تردده كل العواصم الآن: كيف استطاع الحوثيون بقواعدهم المحاصرة وسط اليمن أن يضربوا واحدًا من أكثر الأهداف حساسية في إسرائيل، ويتسببوا في هروب 3 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، وفقًا لبيانات الحوثيين؟
ارتجاجات دولية.. السماء تغلق أبوابها
تداعيات الهجوم لم تقتصر على الجغرافيا العسكرية، بل امتدت مباشرة إلى شرايين النقل الجوي، مطارات نيويورك، لندن، دلهي، روما، وفرانكفورت شهدت حالة ارتباك فوري، حيث سارعت شركات الطيران إلى وقف الرحلات من وإلى تل أبيب.
شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية ورايان إير أعلنتا تعليق رحلات الأحد، بينما أوقفت بريتيش إيرويز رحلاتها حتى 7 مايو، واتبعتها الخطوط الهندية حتى 6 مايو، أما لوفتهانزا، فقد أعلنت تجميد كافة عملياتها إلى إسرائيل، شاملاً الشركات التابعة مثل سويس إير وأوستريان إيرلاينز وبروكسل إيرلاينز، إنها ليست فقط حالة تعليق مؤقت، بل إعادة نظر كاملة في الأمن الملاحي للمنطقة.

الحوثي يصعّد.. من أجل غزة
في خلفية المشهد، تظهر غزة، الحوثيون لا يخفون بأن عمليتهم جاءت "نصرة لغزة"، في وقت تتوعد فيه إسرائيل بحملة برية ثانية على القطاع، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، نصر الدين عامر، أوضح أن الهدف هو إغلاق مطار بن غوريون حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
لكن المعادلة الآن أكثر تعقيدًا، ما يجري لا يعكس فقط تضامنًا سياسيًا مع غزة، بل إصرارًا على فرض معادلة ردع جديدة، تربك إسرائيل وتجعل كل مطاراتها مكشوفة، وكل تحالفاتها عُرضة للابتزاز العسكري.
رسائل إلى واشنطن.. والرياض
صفعة مزدوجة واحدة لواشنطن التي وعدت بالقضاء على الحوثيين، وأخرى للسعودية التي تواجه ضغوطًا أميركية للتطبيع مع إسرائيل بينما لا تزال خيوط الأزمة اليمنية معلّقة.
هل تقف إيران خلف العملية؟ الإجابة ليست صريحة، إلى أن الصاروخ المستخدم من طراز لم يُكشف اسمه، ومداه قد يتجاوز 2000 كيلومتر، ما يعزز فرضية كونه من الهدايا الإيرانية الثقيلة إلى الحوثيين، في سياق المواجهة غير المباشرة بين طهران وواشنطن.

إسرائيل في الزاوية.. والرد غير محسوم
اللافت في الموقف الإسرائيلي ليس فقط الإحراج العسكري، بل الحيرة السياسية، هل ترد تل أبيب مباشرة على اليمن؟ أم تلجأ إلى خيار بديل عبر ضرب مواقع إيرانية؟ الاجتماع الأمني العاجل الذي دعا إليه نتنياهو اليوم الأحد، بحضور رؤساء الأجهزة الأمنية والوزراء، يكشف أن تل أبيب لم تحسم أمرها بعد.
لكن الحوثيين بدورهم لا ينتظرون كثيرًا، القيادي في الجماعة حميد عاصم أنهم أطلقوا أكبر صاروخ حتى الآن، ولن يتوقفوا حتى يتوقف العدوان على غزة، في هذه المعركة، يبدو أن المعادلة ليست ردًا مقابل رد، بل تصعيد مقابل تصعيد.
هل دخلنا عصر الحوثي الدولي؟
من اليمن إلى مطار بن غوريون، مرورًا بمطارات أوروبا وآسيا وأميركا.. لقد وصل صاروخ واحد إلى أكثر من وجهة، وفي عالم سريع التغيرات، قد تكون هذه الضربة بداية عهد جديد: الحوثيون ليسوا مجرد تهديد محلي، بل لاعب إقليمي بأجندة دولية وذراع طويلة، كل هذا فقط لأن صاروخًا لم يُعترض.
Short Url
شبكات الاتصالات بين الوعود والواقع، هل خذل الجيل الخامس العالم؟
04 مايو 2025 07:12 م
مصر والمغرب، آفاق جديدة للتجارة في الصناعات الغذائية واللوجستية
04 مايو 2025 04:02 م
من التضخم إلى التغير المناخي، استطلاعات عالمية تكشف مخاوف 75% من سكان العالم
04 مايو 2025 03:16 م


أكثر الكلمات انتشاراً