الأحد، 04 مايو 2025

10:25 ص

"كاليفورنيا تتفوق على اليابان"، رابع قوة اقتصادية عالميًا في قلب التوترات التجارية

السبت، 03 مايو 2025 02:12 م

ولاية كاليفورنيا

ولاية كاليفورنيا

تحليل/ كريم قنديل

في مفاجأة مدوية تعكس تحولات الاقتصاد العالمي، تجاوز اقتصاد ولاية كاليفورنيا الأمريكية اقتصاد اليابان، ليضع الولاية في المرتبة الرابعة بين أقوى اقتصادات العالم بعد الولايات المتحدة الأخرى ككل، والصين، وألمانيا كذلك. 

وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لكاليفورنيا في عام 2024م، نحو 4.10 تريليونات دولار أمريكي، متفوقًا على اليابان التي سجلت 4.01 تريليونات دولار فقط، وفقًا لأحدث بيانات صندوق النقد الدولي، ومكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي.

وهذا الإنجاز لم يمر دون أن يثير الجدل، إذ استغله حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، لتوجيه سهام النقد إلى السياسات التجارية الفيدرالية، خاصة الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي يرى نيوسوم، أنها تهدد التقدم المحقق بصعوبة.

ولاية كاليفورنيا

محرك اقتصادي متعدد الأذرع

كاليفورنيا ليست مجرد شمس دافئة وسواحل خلابة، بل هي اليوم العمود الفقري لاقتصاد أميركي متنوع، حيث تمتلك:-

  • أكبر قاعدة إنتاج صناعي وزراعي في الولايات المتحدة.
  • مركز الابتكار التكنولوجي العالمي مع وادي السيليكون كأيقونة.
  • صناعة الترفيه العالمية من هوليوود إلى نيتفلكس.
  • أكبر ميناءين بحريين في البلاد، يدفعان التجارة إلى الأمام.

والأرقام لا تكذب، فمقارنةً بالصين التي حققت 18,74 تريليون دولار، وألمانيا التي بلغ ناتجها 4.65 تريليونات، أظهرت كاليفورنيا أسرع معدل للنمو بين هذه القوى، فالتفوق جاء في وقت تخوض فيه البلاد حروبًا تجارية طاحنة، بدأت مع إدارة ترامب، وما زالت ارتداداتها قائمة حتى اليوم.

الرسوم الجمركية

 

حرب الرسوم.. من يعاني ومن يربح؟

ومنذ أن أعلن ترامب تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية المرتفعة، ثم أعقب ذلك بفرض رسوم بنسبة 10% على معظم الدول الموردة، ازدادت التوترات، والضرائب على الصين، وصلت إلى 145%، كما ردت بكين بضريبة وصلت نسبتها إلى 125% على السلع الأمريكية، في حلقة نارية لا تنتهي. 

ويرى الرئيس الأمريكي ترامبن أن هذه السياسات تعيد التوازن، وتحفز عودة المصانع والوظائف إلى الداخل الأمريكي، لكن الواقع في كاليفورنيا يقول شيئًا آخر، فالولاية التي تحتضن شركات التكنولوجيا الكبرى، وتستورد مكونات من أسيا، وجدت نفسها في قلب النار، كما رفعت التكاليف على سلاسل الإمداد، وعطلت الأسواق، وهما العاملان اللذان يهددان مستقبل الاستثمارات والابتكار.

 

الاقتصاد الياباني يتراجع والشيخوخة تلعب دورًا

وعلى الطرف الآخر من المعادلة، يواجه الاقتصاد الياباني تحديات ديموغرافية خانقة، وتناقصًا لعدد السكان، وشيخوخة للمجتمع، كما يضغطان على سوق العمل ونفقات الرعاية الصحية، فصندوق النقد الدولي، خفض توقعاته للنمو في اليابان، مشيرًا إلى أن رفع أسعار الفائدة، سيكون أبطأ من المتوقع، بسبب تأثير الرسوم الجمركية، ما يعني استمرار بطء الزخم الاقتصادي هناك.

اقتصاد اليابان

 

نيوسوم على الساحة الوطنية؟

اللافت أن نيوسوم، الديمقراطي الصاعد والمرشح المحتمل للرئاسة في 2028م، رفع دعوى ضد ترامب للطعن في سلطته بفرض الرسوم، وهي خطوة قضائية، لكنها أيضًا رسالة سياسية، فكاليفورنيا تريد سياسة تجارية منفتحة، مبنية على التنافس والابتكار لا الحواجز والعقوبات.

هل تصبح كاليفورنيا دولة اقتصادية مستقلة؟

وفي زمن تتصاعد النزعة الانفصالية لدى بعض الأمريكيين فيه، وتشهد فيه انقسامًا بالسياسات بين الولايات والإدارة الفيدرالية، تبدو كاليفورنيا وكأنها دولة داخل الدولة، فاقتصادها الضخم، ورؤيتها المستقلة، وشهيتها السياسية متزايدة، وهو أمر يجعلها تتفوق على اليابان ليس بمجرد الأرقام فقط، حيث يعد كذلك أيضًا إعلانًا عن وزن جديدٍ في موازين القوى العالمية.

Short Url

search