السبت، 03 مايو 2025

04:35 م

أمريكا تدرس تخفيف قيود مبيعات رقائق «إنفيديا» للإمارات

السبت، 03 مايو 2025 04:10 ص

شركة إنفيديا

شركة إنفيديا

تدرس الولايات المتحدة تخفيفًا محتملًا للقيود المفروضة على مبيعات شركة "إنفيديا" إلى الإمارات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، والذين أشاروا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعلن عن بدء العمل على اتفاق ثنائي بشأن الرقائق الإلكترونية خلال زيارته المرتقبة إلى الخليج.

تعديل القيود المفروضة على شرائح الذكاء الاصطناعي للإمارات

قال هؤلاء الأشخاص إن شيئًا لم يُقرر رسمًا بعد، مؤكدين أن الجدل بشأن قواعد التجارة في أشباه الموصلات لا يزال مستمرًا في واشنطن، لكن المحادثات حول تعديل القيود المفروضة على شرائح الذكاء الاصطناعي للإمارات تحديدًا تشهد زخمًا متزايدًا داخل وزارة التجارة والبيت الأبيض، بحسب هؤلاء الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المحادثات خاصة.

من غير المرجح لأي إعلان مرتقب أن يتضمن تفاصيل محددة حول كيفية تغيير وصول الإمارات إلى الرقائق، وفق الأشخاص، لكن أي خطوة نحو اتفاق محتمل ستعد إنجازًا للدولة الخليجية، التي تواجه طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي خطر التباطؤ بفعل القواعد الجديدة المتعلقة بالرقائق، والتي تم الإعلان عنها في الأسبوع الأخير من ولاية الرئيس جو بايدن.

كيفية تعامل ترمب مع سياسة الذكاء الاصطناعي خارج الصين

كما سيوفر الإعلان لمحة عن كيفية تعامل ترمب مع سياسة الذكاء الاصطناعي خارج الصين، إذ تناقش إدارته كيفية المضي قدمًا في ما يعرف بـ"قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي"، التي تضع حدوداً لصادرات الرقائق إلى نحو 100 دولة من بينها الإمارات، وارتفعت أسهم "إنفيديا" بأكثر من 5% في بورصة نيويورك بعد أن نشرت "بلومبرغ" الخبر.

 

ترامب يتساءل عن القيود على بيع الرقائق للإمارات رغم التفاوض على صفقة مقاتلات

من المقرر أن يزور ترامب الإمارات ضمن جولة أوسع في الشرق الأوسط تمتد من 13 إلى 16 مايو، ما يعني أنه سيكون في المنطقة في 15 مايو، وهو التاريخ الذي يتعين فيه على الشركات البدء بالامتثال لـ"قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي". ويُخطط الرئيس الأمريكي خلال زيارته للتأكيد أن الإمارات حليف طبيعي للولايات المتحدة، وقد ضخت استثمارات ضخمة في أميركا، بحسب ما ذكره الأشخاص.

وأفاد أحد الأشخاص بأن الرئيس تساءل مؤخراً عن سبب عدم قدرة الولايات المتحدة على بيع رقائق لدولة مُصرح لها بشراء مقاتلات "إف-35"، رغم أن الإمارات لا تزال تتفاوض مع أمريكا بشأن شروط تلك الصفقة، جاءت تعليقات ترمب بعد لقائه مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني في الإمارات وشقيق رئيس الدولة، والذي زار واشنطن في مارس، في إطار جهود لتسهيل وصول رقائق "إنفيديا" إلى السوق الإماراتي، وامتنع متحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة التجارة عن التعليق، وكذلك ممثلو "إنفيديا" وسفارة الإمارات.

 

الإمارات تكشف عن استثمارات ضخمة في أمريكا لتخفيف قيود الرقائق

خلال زيارة الشيخ طحنون، كشفت الإمارات عن خطط لاستثمار ما يصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل في مجالات الطاقة، وأشباه الموصلات، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتصنيع داخل أمريكا، ساهم هذا التعهد في تسريع المحادثات حول تخفيف قيود الرقائق، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، وبعد أسابيع، استحوذت شركة "سيلفر ليك" (Silver Lake)، التي تضم "شركة مبادلة للاستثمار" في أبوظبي كمستثمر، على حصة الأغلبية في شركة "ألتيرا" التابعة لـ"إنتل"، ما ساهم في تعزيز موقف الإمارات، وفقاً لمسؤول أمريكي.

من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة المزيد من الاستثمارات الإماراتية في قطاع التكنولوجيا الأمريكي، بحسب أشخاص مطلعين. وفي سياق محادثات أوسع بشأن الوصول إلى الرقائق، أشار هؤلاء الأشخاص إلى أن بعض مسؤولي إدارة ترامب طرحوا فكرة السعي إلى استثمار إماراتي أكبر في "إنتل"، الشركة الأمريكية المتعثرة التي تتصدر جهود الحكومة الأمريكية لإعادة تصنيع أشباه الموصلات محلياً.

وأفاد الأشخاص بأن المناقشات داخل الإدارة حول إدراج "إنتل" في صفقة محتملة مع الإمارات لا تزال داخلية وفي مراحلها الأولى. وصرح متحدث باسم "مبادلة" بعدم معرفته بأي مناقشات تتعلق بـ"إنتل"، بينما رفضت الشركة التعليق.

 

جنسن هوانغ يدعو إدارة ترامب لتعديل قيود تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي

يوم الأربعاء، دعا الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا"، جنسن هوانغ، إدارة ترامب إلى تعديل اللوائح الخاصة بتصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تمكين الشركات الأمريكية من الاستفادة من الفرص في الخارج، في ظل تصاعد المنافسة مع الصين.

وقال للصحفيين في واشنطن: "لست متأكداً من ماهية القاعدة الجديدة الخاصة بنشر الذكاء الاصطناعي، لكن مهما كانت، يجب أن تعترف بأن العالم قد تغير بشكل جذري منذ إصدار القاعدة". وتؤكد "إنفيديا" باستمرار أن القيود الصارمة على تصدير الرقائق تهدد بدفع الدول الأخرى نحو التكنولوجيا الصينية.

تطلب الحكومة الأمريكية منذ عام 2023 ترخيصاً خاصاً لتصدير رقائق "إنفيديا" إلى الإمارات ودول الخليج الأخرى، وذلك بسبب مخاوف من إمكانية وصول هذه المعدات إلى الصين.

وسعت الإمارات لطمأنة واشنطن بشأن تلك المخاوف، بما في ذلك التزام شركة "جي 42" العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي ببيع حصتها في شركة "هواوي" الصينية، ما مهد الطريق لشراكة بقيمة 1.5 مليار دولار مع "مايكروسوفت" تم الإعلان عنها خلال إدارة بايدن. وكانت "مايكروسوفت" قد دعت علناً إدارة ترامب إلى تخفيف قيود تصدير الرقائق إلى الإمارات ودول أخرى "صديقة لأمريكا".

الإمارات تتخلى عن مفاوضات مع بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي بعد فوز ترامب

شارك مسؤولون إماراتيون في مفاوضات متقدمة مع إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق حكومي بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لأشخاص مطلعين على تلك المفاوضات، وكان من شأن هذا الاتفاق أن يسمح للشركات الإماراتية بتجاوز حدود تصدير الرقائق الوطنية مقابل التزامات أمنية، وهو ما يتطلب أيضاً تقديم طلب منفصل لكل شركة. لكن الإمارات تخلّت عن تلك المحادثات بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، قبل الإعلان الرسمي عن "قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي".

الآن، يبدي كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الصناعة في الإمارات تفاؤلاً بشأن المستقبل في ظل الإدارة الجديدة. وقال عمر العلماء، وزير الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي الإماراتي، في مقابلة حديثة، إن بلاده لا تُعتبر "مجرد لاعب آخر"، مشيراً إلى الشراكات بين الشركات الأمريكية والإماراتية. وصرح بينغ شياو، رئيس شركة "جي 42"، بأن الإمارات تُحرز "تقدماً ملموساً وجيداً" نحو تأمين الحصول على رقائق متقدمة من أميركا.

مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما هو الشكل الذي ستتخذه هذه الاتفاقيات. وذكرت "بلومبرغ" في مارس أن مسؤولين في إدارة ترامب يدرسون مجموعة من التعديلات على "قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي"، بما في ذلك إلغاء النظام القائم على مستويات مختلفة لصالح متطلبات ترخيص عالمية موحدة. ويمكن أن يمهّد هذا الطريق أمام دول مثل الإمارات للتفاوض على اتفاقيات ثنائية خاصة بالوصول إلى الرقائق، وهي عملية قد تكون شديدة التعقيد.

في هذه الأثناء، لا تزال شحنات الرقائق إلى الإمارات تتطلب موافقات مستمرة من مسؤولين أمريكيين لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن تداعيات جهود الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي.

Short Url

search