«الأيادي الشقيانة»، عيد العمال قصة نضال خُلّدت عبر التاريخ
الخميس، 01 مايو 2025 03:50 م

عيد العمال
تحتفل مصر بعيد العمال من كل عام في 1 مايو، ويرمز هذا اليوم إلى نضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها، ويُعد مناسبة لتكريم جهود العمال في بناء المجتمعات واقتصادات الدول.
ويحتفل معظم الدول بهذا اليوم، كتعبيراً لدعم الطبقة العاملة والتضامن معهم، لكي يتم إحياء نضال هذه الطبقة والتي غيرت وجه التاريخ الصناعي والاجتماعي، وأصبح مناسبة عالمية لتكريم العمال في القطاعين العام والخاص، على جهودهم وتضحياتهم التي قدموها في سبيل الحصول على حقوقهم وتحسين أوضاعهم.
ويظل عيد العمال من أبرز المناسبات التي يحتفل العالم العربي، فهو يعد محطة سنوية للتأكيد على حقوق العامل، وترابط الجميع حول قضية واحدة، وهي حقوق الانسان العامل، ويتم تنظيم هذا الاحتفال سنوياً بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتكريم عدد من العمال المتميزين .

الاحتفال في مصر بعيد العمال منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر
ويعود أساس هذا اليوم إلى عام 1869 حيث شكل في أمريكا عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل واتخذوا من 1 مايو يوماً لتجديد المطالبة بحقوق العمال.
وفي القرن التاسع عشر، عام 1886، تحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، قام العمال بـ الاحتجاج في هذا اليوم مطالبين بتقليل عدد ساعات العمل إلى 8 ساعات بدلاً من الولايات التي تعمل لعدة ساعات طويلة والتي كانت تصل احياناً إلى 16 ساعة، وكانت هذه الاحتجاجات في مدينة شيكاغو، مما أدي إلي مواجهة بين العمال والشرطة، وعرفت هذه المواجهة بـ أحداث هايماركت" وخلال الاشتباكات والمةواجهة التي حدثت بين العمال والشرطة سقط عدد من القتلي.
وفي عام 1889، قرر الاتحاد الدولي للجماعات الاشتراكية والنقابات العمالية، أن يعتمد هذا اليوم وهو 1 مايو يوم عالمي للعمال، لذلك أصبح مناسبة سنوية تحتفل بها جميع الدول، وأصبح ايضاً رمزاً للتضامن والدفاع عن حقوق العمل، والمطالبة بأجور مناسبة لاحتياجاتهم.
وفي مصر كان يوجد تراثًا عماليًا مستقلاً للاحتفال بعيد العمال حيث بدأ في عام 1924، ونظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، وقاموا العمال في هذا اليوم بمظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه".
وبعد ذلك بدأ الاحتفال في مصر بعيد العمال منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مما أعطي اهتماماً كبيراً لهذه الطبقة، وجعلها شريكًا أساسيًا في عملية التنمية الوطنية، ومنذ عام 1964، يوم الأول من مايو، أصبح الاحتفال بهذا اليوم رسمياً ويكون يوم عطلة للعمال، ويقيم احتفالاً لهم ويلقي الرئيس كلمة في هذا اليوم لتحية العمال.

احتفال الدول بعيد العمال بداية من الولايات المتحدة
رغم أن عيد العمال كانت بدايته من من الولايات المتحدة، ولكن في ذات الوقت أمريكا لاتحتفل بهذا اليوم في 1 مايو، ولكن تحتفل به في أول يوم اثنين من شهر سبتمبر من كل عام، ويرجع ذلك إلى قرار الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند، في هذا الوقت، وكان قراره بسبب أنه يريد فصل الاحتفال بعيد العمال عن الحركات الاشتراكية المتطرفة التي تبنّت الأول من مايو رمزًا لها، لذلك قرر أن شهر سبتمبر وقتًا رسميًا للاحتفال بعيد العمال في الولايات المتحدة، وتتبعه كندا بعد فترة قصيرة في نفس التوجه.
الاحتفال بعيد العمال في أروبا، كانوا في اروبا يحتفلون بالطبيعة والخصوبة في بداية شهر مايو، مثل مهرجانات “بلتان” الوثنية، وتتداخل مع هذه الاحتفالات، الاحتفال بعيد العمال، ولكن مع صعود الحركات العمالية، تم استبدال الطابع الديني أو الفلكلوري لهذا اليوم بطابع سياسي واجتماعي يرتبط بمطالب العمال وحقوقهم، ليكون يوم الأول من مايو هو الاحتفال بعيد العمال.
أما بالنسبة للاتحاد السوفيتي، واحتفاله بعيد العمال في الأول من مايو، حيث في بداية القرن العشرين اعتنق الاتحاد السوفيتي، هذا اليوم فرصة لتوحيد العمال في مختلف أنحاء العالم ضد النظام الرأسمالي، ومن هنا تحوّلت المناسبة إلى منصة سياسية ضخمة، وكانت تقام مسيرات حاشدة في الساحة الحمراء بموسكو، يتقدمها قادة الحزب الشيوعي، وتتخللها عروض عسكرية ورسائل سياسية تعبّر عن وحدة الصف العمالي حول العالم.
كما انتقلت هذه المظاهر الاحتفالية إلى دول الكتلة الشرقية، التي كانت ترى في عيد العمال فرصة لعرض “نجاحات الاشتراكية” والترويج للنظام السياسي القائم، وقد استخدمت الحكومات هذا اليوم أحيانًا وسيلة دعائية لإظهار الاستقرار والقوة.
وفي أوائل تسعينيات القرن العشرين تفكك الاتحاد السوفيتي، ومع نهاية الحرب، فقد عيد العمال الكثير من رمزيته في دول أوروبا الشرقية، التي كانت تنظم احتفالات ضخمة لهذه الماسبة، وهذا أدي إلى سقوط الأنظمة الشيوعية وإعادة النظر في الكثير من الرموز والمناسبات المرتبطة بها، وكان عيد العمال أحدها.
ومع ذلك، لم يختفِ العيد تمامًا، بل استمر في بعض الدول كعطلة رسمية وإن كانت خالية من الشعارات القديمة أو المسيرات السياسية. في بعض البلدان، تحوّل إلى مناسبة اجتماعية أو حتى يوم للراحة والاستجمام.

جهود مصر والاحتفال بعيد العمال
تحتفل مصر اليوم بعيد العمال، إذ أقر مجلس الوزراء اليوم الخميس، موعد إجازته والذي يوافق الأول من مايو، وهو اليوم الرسمي العالمي للاحتفال بالعيد، وتعتمده مصر إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في القطاعات الحكومية والخاصة، وذلك بمناسبته.
ونستعرض عبر هذا التقرير، أبرز 10 إجراءات تبنتها مصر للعمال في السنوات الماضية، حسب تصريحات عبد المنعم خضر، المتحدث باسم وزارة العمل.
- توفير أكثر من 7 ملايين فرصة عمل، بفضل المشروعات العملاقة.
- انخفاض البطالة من 13% إلى 6.9%.
- استفادة 18 مليون عام، من منظومة تدرج الأجور.
- توفير 14 ألف فرصة عمل لذوي الهمم.
- إنفاق 2 مليار جنيه، للعمال في 4 آلاف منشأة منذ تأسيسه.
- إنفاق 900 مليون جنيه، خلال العام الماضي على الرعاية الصحية والاجتماعية للعمال.
- استحداث منحتين للعمالة غير المنتظمة، في الفترة الماضية.
- إطلاق منظومة إلكترونية في 3 محافظات، تسهل عملية تسجيل العمالة غير المنتظمة.
- إجراء حوارات بين الحكومة وأصحاب العمل والعمال، لصياغة مشروع قانون العمل.
- توفير مئات من فرص العمل في الخارج سنويًا.
- إلغاء استمارة 6.
Short Url
ترمب، من السجون الأمريكية إلى شوارع إفريقيا، لعبة الترحيل الكبرى
01 مايو 2025 03:10 م
80 ألف طن من البن، ماذا يخبرنا عشق المصريين للقهوة عن الاقتصاد؟
01 مايو 2025 03:52 م
ترامب يعيد أشباح الكساد الكبير، هل يقود طوفان الرسوم الجمركية إلى أزمة عالمية جديدة؟
30 أبريل 2025 10:55 م


أكثر الكلمات انتشاراً