الخميس، 01 مايو 2025

10:12 م

ترامب، من السجون الأمريكية إلى شوارع إفريقيا، لعبة الترحيل الكبرى

الخميس، 01 مايو 2025 03:10 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في عالم تحكمه السياسة والمصالح، لم تعد ملفات الهجرة تُناقش فقط من منظور إنساني أو حقوقي، بل أصبحت أداة ضغط وتفاوض بين الدول، وهذا الملف ليس عن الهجرة فقط، بل عن تحول البشر لـ"تكلفة"، تحاول الدول أن ترحلها أو تتفاوض عليهم، ويعتبر قرار إدارة ترامب بترحيل مهاجرين لديهم سوابق جنائية لبلاد مثل ليبيا ورواندا، ليس مجرد خطوة سياسية أو أمنية، بل له بُعد اقتصادي كبير يؤثر على الطرفين، الولايات المتحدة والدول المستقبِلة.

 

الهجرة المكلفة، أمريكا تقلل الفاتورة

وهناك آلاف المهاجرين في أمريكا، لديهم مشاكل قانونية أو مروا بفترات سجن، وبالتالي وجودهم يُكلف الحكومة ملايين الدولارات سنويًا في سجون ذات رعاية صحية ومتابعة قانونية، فإدارة ترامب فكرت بمنطق اقتصادي وهو، “ما الداعي لتحمل التكلفة؟”.

وهنا يأتي دور دول مثل ليبيا ورواندا (دول غير مستقرة اقتصاديًا)، ومن الممكن أن توافق على استضافة الناس، مقابل دعمٍ ماليٍ أو خدمات اقتصادية.

 

رواندا وليبيا، استقبال مقابل مساعدات؟

ووافقت رواندا مبدئيًا، على أن تستقبل المهاجرين مقابل دعم اجتماعي ووظائف، فيما زالت ليبيا في مرحلة التفاوض برغم أوضاعها الصعبة، والسؤال هنا، هل هذه الدول ستقدر على استيعاب أناس قادمة من بيئة مختلفة تمامًا؟ وهل الأموال التي تدفعها أمريكا، ستكون كافية لتغطية تكاليف دمج الناس في مجتمعاتها؟

 

سوق الهجرة، عندما يصبح الإنسان سلعة تفاوض

ويكشف هذا الوضع، قدرة الهجرة على أن تصبح "سوق"، تتحدد فيه الأسعار وفقًا للحالة الاقتصادية والسياسية للدول، حيث يوجد "قيمة" للمهاجر، ليس لأنه مواطن، بل لأنه رقم في معادلة اقتصادية، والدول الفقيرة تدخل اللعبة، لكي تأخذ تمويلًا أو مساعدات مقابل الاستضافة.

 

مشروع محفوف بالمخاطر القانونية

وحتى إذا استمرت الاتفاقيات، فهناك محاكم أمريكية قد توقف التنفيذ، خصوصًا إذا اتضح أن هؤلاء الناس، لم يأخذوا حقهم القانوني في الطعن، أو في حال كانت الدول المستقبِلة، ليست آمنة فعلًا، أي أن كل الاتفاقات قد تكون حبرٌ على ورق إذا اصطدمت بالقضاء.

 

توقعات، الأحداث الفترة القادمة؟

1. زيادة الطلب من دول فقيرة على استقبال مهاجرين، مقابل تمويل أو دعم.

2. مفاوضات أخرى سرية مع دول في إفريقيا وأسيا بنفس الشكل.

3. موجة انتقادات دولية، إذا اتضح أن المهاجرين، يتعرضوا لسوء معاملة بعد الترحيل.

4. ضغط على الاتحاد الأوروبي أن يستمر بنفس الطريق، خصوصًا بعد تجربة بريطانيا ورواندا.

ختامًا، هذه الخطة تكشف جانب مظلم من السياسات الدولية، وهو تحويل البشر لأرقام في معادلة اقتصادية، كما أن أمريكا تحاول أن تقلل التكاليف، لكن الثمن الحقيقي، قد تدفعه الدول التي تستضيف هؤلاء الناس، سواءً من جانب الاستقرار الاجتماعي أو الاقتصادي، وفي النهاية، ليس كل صفقة اقتصادية يجب أن تتم، خاصة عندما تكون على حساب بشر.

Short Url

search