الخميس، 01 مايو 2025

06:49 م

لا وظائف ولا هجرة, هل انتهى الحلم الأمريكي في عهد ترامب؟

الخميس، 01 مايو 2025 11:48 ص

الحلم الأمريكي

الحلم الأمريكي

محمد كمال

منذ سنوات عديدة، والولايات المتحدة الأمريكية تروج لنفسها كقوى كبرى، وأنها الحلم الخاص لمن هم يبحثون عن حياة أفضل وعمل جيد، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة، أكثر الدول في العالم من حيث أعدد المهاجرين.

سوق العمل في الولايات المتحدة هو الأكبر عالميًا، وكان البحث عن الهجرة للولايات المتحدة حلمًا لجميع الفئات المجتمعية، ولكن مؤخرًا تبدل الوضع بشكل اقتصادي كبير، حيث تعاني الولايات المتحدة من انخفاض كبير في عدد الوظائف وكذلك فرض سياسات صعبة على المهاجرين للولايات المتحدة، وهي حملة شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبدأها في 100 يوم من حكمه. 

وانخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل حاد في مارس، إلا أن انخفاض حالات التسريح، يشير إلى أن سوق العمل لا يزال متينًا على الرغم من سياسة التعريفات الجمركية المتغيرة باستمرار، والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد.

انخفاض سوق العمل في الولايات المتحدة

وانخفضت فرص العمل في أمريكا بشهر مارس، لتقترب من أدنى مستوى لها في أربع سنوات، في ظل استمرار تباطؤ سوق العمل، حيث أظهرت بيانات جديدة من مكتب إحصاءات العمل، وجود 7.19 مليون وظيفة شاغرة بنهاية مارس، انخفاضًا عن فبراير والذي بلغت عدد الوظائف فيه 7.48 مليون. 

وبلغت فرص العمل في مارس، أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2024م، حيث اقتربت من مستويات لم تشهدها منذ ديسمبر 2020م، كما تأتي هذه البيانات في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون عن كثب، أي دلائل على احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي.

وتم تعديل رقم فبراير، بالخفض من 7.57 مليون وظيفة شاغرة، والمبلغ عنها في البداية، فيما كان الاقتصاديون الذين استطلعت آراءهم بلومبرغ، توقعوا أن يظهر تقرير 7.5 مليون وظيفة شاغرة في مارس.

وأظهر مسح، فرص العمل ودوران العمالة JOLTS أيضًا، حيث تم توظيف 5.4 ملايين وظيفة خلال الشهر، بزيادة طفيفة عن 5.37 ملايين موظف في فبراير، فيما استقر معدل التوظيف عند 3.4%، وفي تقرير يوم الثلاثاء أيضًا، ارتفع معدل الاستقالة -وهو مؤشر على ثقة العمال- ارتفاعًا طفيفًا من 2% إلى 2.1%.

ترامب: أميركا عادت.. والحلم الأميركي لا يمكن إيقافه | سكاي نيوز عربية

سياسات ترامب المناهضة للهجرة 

ومنذ تولى الرئيس ترامب منصبه باكتساح للمرشح الآخر بايدن، بدأ بإصلاح شامل لسياسات الهجرة وأمن الحدود، في غضون مائة يوم، حيث أحدث تغييرًا جذريًا في سياسة الهجرة الأمريكية، من خلال أوامر تنفيذية شاملة، ودعاوى قضائية، وحملة مداهمات واعتقالات وترحيلات شرسة.

ويثير استخدام ترامب، لقانون غامض يعود إلى القرن الثامن عشر يتعلق بصلاحيات الحرب بهدف توسيع وتسريع عمليات الترحيل، مخاوف بشأن الانتهاكات المحتملة للحق الدستوري في الإجراءات القانونية الواجبة، كما هو منصوص عليه في التعديل الخامس.

وبالنسبة للعديد من المهاجرين ذوي المهارات، تُعد تأشيرة H-1B، بوابة دخول للولايات المتحدة، لكن مع موقف ترامب من الهجرة، يُصبح مستقبلهم غامضًا.

ويعتمد وادي السيليكون بشكل كبير، على العمالة المهاجرة الماهرة، حيث يُمكن برنامج تأشيرة H-1B العمال الأجانب، من شغل مناصب حيوية، على الرغم من أنه يواجه انتقادات بسبب استغلاله، والحد من استقلالية العمال.

تلاشٍ للحلم الأمريكي 

ومؤخرًا تلاشى الحلم الأمريكي بالثراء من خلال العمل الجاد، حيث كانت الولايات المتحدة، أول دولة تُنشئ طبقة جديدة من "العمال الفقراء"، لكنهم الخاسرون في العولمة، والذين راهنوا على ترامب بأعداد كبيرة.

وتناول برنامج ترامب القضايا المهمة بالنسبة للأشخاص الذين صوتوا له، ولكن في الممارسة العملية، فهو برنامج ضد المهاجرين، وحقوق المرأة، وحماية البيئة، والتعليم العام، والصحافة المستقلة، وهو ما فتح الباب لانتهاء الحلم الأمريكي علي يد ترامب. 

Short Url

search