الخميس، 01 مايو 2025

06:49 م

بين النووي والنفط، الصين ترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط

الخميس، 01 مايو 2025 10:46 ص

النووي والنفط

النووي والنفط

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت العالم كله يركز على قضايا هامة مثل غزة والبحر الأحمر، قررت الصين أن تدخل بقوة في ملف نووي قديم، "البرنامج النووي الإيراني". 

وهذا ليس مجرد تحرك دبلوماسي، بل أيضًا له أبعاد اقتصادية ضخمة، تكشف قدرة بكين في جعل نفسها "مصنع العالم"، وأيضًا وسيط سياسي عالمي  في أكثر منطقة مشتعلة في العالم (الشرق الأوسط).

من النفط إلى النووي، هل تستطيع مصافي البترول الاعتماد على الطاقة النووية؟ -  إيجي إن
الطاقة النووية

الصين وإيران، مصالح مشتركة وأدوار متبادلة

عندما أشاد وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” بالتزام إيران بعدم تصنيع سلاح نووي، وأوضح أنهم يدعموا التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا يعني إن الصين تحاول تثبت للعالم إنها ليس مجرد حليف اقتصادي لطهران، بل أيضًا "شريك سياسي" يدفع عن الاستقرار، أو على الأقل يحافظ على مصالحه وسط الفوضى.

ومن الجانب الاقتصادي، تعتبر الصين  أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، سواء كان بشكل رسمي أو عبر قنوات التفافية على العقوبات، فيعتبر استقرار الوضع النووي الإيراني يضمن لها مصدر طاقة ضخم بثمن مخفض، وسط أزمات طاقة عالمية.

خطة التعاون الشاملة بين الصين وإيران تنطلق من مبدأ الشراكة وعدم الانحياز و  لا تستهدف أي طرف
الصين وإيران

أمريكا تضغط، والصين ترتب أوراقها

جاء التحرك الصيني في وقت أمريكا تكثف فيه العقوبات على كيانات مرتبطة بالنفط الإيراني، لكن هنا اللعبة واضحة، أمريكا تضغط  لكي تحد من نفوذ إيران، والصين تدعمها لكي تضمن استمرار تدفق الطاقة وتزود من نفوذها السياسي في الشرق الأوسط.

والمعادلة الاقتصادية هنا هي، كل ما أمريكا تزود العقاب، الصين تشتري أكثر، والنفط الإيراني يصل لها بسعر أرخص، وفي المقابل إيران تجد مخرج من أزمتها المالية، وهو  نوع من تبادل المصالح بعيدًا عن الغرب.

الصين ليس وسيط فقط، بل لاعب أساسي في الطاقة والسياسة

هذا ليس التدخل الاول للصين، ففي 2023 كانت الوسيط التي جمع بين السعودية وإيران بعد سنوات من القطيعة، وهو كان تحول استراتيجي كبير، الصين ترغب قول: "أنا على الساحة".

والتحدي هو التوترات في غزة وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر التي جعلت مهمة الصين كوسيط تبان أصعب، خصوصًا إن دورها مازال ناشئ في القضايا الأمنية مقارنة بأمريكا.

الملف النووي الإيراني، نقطة تماس بين الاقتصاد والسياسة

الملف النووي عاد ليتصدر المشهد، خصوصًا بعد تلويح أمريكا بالحل العسكري إذا لم يتم اتفاق. وهنا يظهر الدور الصيني من زاويتين:

1. اقتصاديًا: الصين تخشى من تأثير الحرب في الخليج على إمدادات الطاقة.

2. سياسيًا: تستخدم إيران كورقة ضغط في مواجهتها العالمية مع أمريكا.

وفي نفس الوقت، إيران تحاول توازن بين إنها تقول “لن نرغب في سلاح نووي”بل تستمر في تخصيب اليورانيوم، بدعم من الصين وروسيا.

ختامًا، الصين تلعب على وتر حساس للغاية، الاستقرار مقابل الطاقة، والدبلوماسية مقابل النفوذ، وكل دعم تقدمه لإيرانيزود من رصيدها السياسي في المنطقة، وفي نفس الوقت يؤمن لها احتياجاتها من البترول وسط منافسة عالمية شديدة، أصبح الملف النووي الإيراني ليس مجرد أزمة أمنية، وهو مؤشر على شكل التحالفات الاقتصادية الجديدة التي قد تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط في السنوات الجاية، ومن الواضح إن الصين تريدأن تكون أول لاعب فيها.

Short Url

search