الخميس، 01 يناير 2026

01:49 ص

سباق الروبوتات البشرية يشتعل بين أمريكا والصين، من يسيطر على تكنولوجيا المستقبل؟

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 06:30 ص

ريبوتات - صورة أرشيفية

ريبوتات - صورة أرشيفية

محمد ممدوح

تتصدر الروبوتات البشرية مشهد المنافسة التكنولوجية العالمية، وسط سباق محتدم بين الصين والولايات المتحدة للهيمنة على أحد أكثر قطاعات الذكاء الاصطناعي تقدمًا. 

ورغم تأكيد إيلون ماسك أن الروبوت البشري «أوبتيموس» يمثل ركيزة أساسية لتقييم شركة تسلا مستقبلاً، فإن الشركة لم تبدأ بعد الإنتاج التجاري، في وقت تستعد فيه شركات صينية عدة للدخول بقوة في مرحلة التصنيع الضخم اعتبارًا من عام 2026.

ويرى خبراء أن الصين تتقدم حاليًا على الولايات المتحدة في المراحل الأولى لتسويق الروبوتات البشرية، مدعومة باستراتيجية حكومية واضحة تضع «الذكاء الاصطناعي المتجسد» في صميم خططها التنموية، باعتباره أداة لمعالجة تحديات نقص العمالة، ودفع النمو الاقتصادي، وتعزيز النفوذ التقني عالميًا.

وتعمل بكين على بناء سلاسل توريد متكاملة للروبوتات، مستفيدة من خبرتها الصناعية العميقة، وهو ما يمنح الشركات الصينية قدرة على خفض التكاليف وتسريع الإنتاج مقارنة بمنافسيها. وتشير تقديرات مؤسسات مالية إلى أن الصين قد تستحوذ على أكثر من 60% من سوق الروبوتات البشرية عالميًا، والذي يُتوقع أن تصل قيمته إلى نحو 9 تريليونات دولار بحلول عام 2050.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة على تطوير البرمجيات المتقدمة والخوارزميات والقدرات الذاتية للروبوتات، مع توجه الشركات الأميركية نحو التكامل الرأسي للسيطرة على أكبر قدر ممكن من سلسلة التوريد، بهدف تحقيق أداء أعلى، ومستويات أمان أفضل، وحماية الملكية الفكرية.

وتشهد الصين نشاطًا متسارعًا لشركات بارزة في هذا المجال، مثل «يونيتر» و«يو بي تيك روبوتيكس» و«آجي بوت»، التي تخطط لزيادة إنتاجها إلى آلاف الوحدات سنويًا خلال الأعوام المقبلة، في حين بدأت بعض الحكومات المحلية تقديم دعم مالي مباشر لتعزيز هذا القطاع.

قال أندرياس براوخله، شريك في شركة الاستشارات «هورفاث»، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ CNBC: «تتقدم الصين حالياً على الولايات المتحدة في المراحل الأولى من تسويق الروبوتات البشرية. وعلى الرغم من توقع بناء كلا البلدين أسواقاً كبيرة مماثلة مع مرور الوقت، فإن الصين تتوسع بوتيرة أسرع في هذه المرحلة الأولية»، وتصمم الروبوتات البشرية لتتشكل وتتصرّف على غرار الإنسان. وتدعم قدراتها خوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى جانب الأجهزة المعقدة مثل أشباه الموصلات. ويؤكد مؤيدوها أنه يمكن استخدامها في بيئات متنوعة، من المصانع إلى قطاع الضيافة وحتى داخل المنازل.

خلال السنوات القليلة الماضية، جعلت الصين من الروبوتات محوراً أساسياً في استراتيجيتها التقنية، وكشفت عن خطط لإنشاء سلاسل توريد والإنتاج الضخم لهذه الأجهزة، واجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ وكبار قادة البلاد، المعروفون باسم اللجنة المركزية، في أكتوبر تشرين الأول، وأصدروا مقترحات لخطة «الخمس سنوات الخامسة عشرة»، وهي وثيقة تحدد بعض المجالات الأساسية التي ستركز عليها بكين في السنوات المقبلة.

وورد في النص مصطلح «الذكاء الاصطناعي المتجسد»، الذي يشير إلى الأجهزة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي مثل الروبوتات أو السيارات ذاتية القيادة، وتمثل الروبوتات البشرية بالنسبة للصين فرصة لمواجهة التحديات المتعلقة بالقوى العاملة في ثاني أكبر اقتصاد عالمي، فضلاً عن تعزيز سعي بكين للهيمنة التقنية.

وقال كارييل إيلوت، الشريك الأقدم في شركة «ماكنزي وشركاه»، لـ CNBC: «دفع الصين نحو تطوير الروبوتات البشرية مدفوع بمزيج من معالجة الضغوط الديموغرافية، ودفع آفاق النمو الاقتصادي المقبلة، وتعزيز دورها في المنافسة العالمية»، وتشهد معدلات المواليد في الصين انخفاضاً، فيما يتقدم السكان في العمر، ما يؤدي إلى تقلص أعداد القوى العاملة وارتفاع تكاليف العمالة. وتُعتبر الروبوتات وسيلة لمواجهة هذه التحديات.

وفي الوقت نفسه، تخوض الصين سباقاً تقنياً مستمراً مع الولايات المتحدة عبر عدة قطاعات، ومن المتوقع أن تصبح الروبوتات، التي تُعد تطبيقاً عملياً للذكاء الاصطناعي، ساحة صراع جديدة في عام 2026، وذكرت صحيفة «بوليتيكو» هذا الشهر أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك اجتمع مع الرؤساء التنفيذيين لشركات الروبوتات لوضع خطة لتسريع نمو الصناعة. 

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن واشنطن تدرس إصدار أمر تنفيذي بشأن الروبوتات العام المقبل.

قالت شركة RBC Capital Markets في مذكرة هذا الشهر: «قد تكون الصين السوق الأهم للروبوتات البشرية». وتوقّع محللو البنك أن يصل حجم السوق العالمي المحتمل للروبوتات البشرية إلى 9 تريليونات دولار بحلول عام 2050، مع استحواذ الصين على أكثر من 60% من هذا السوق، وتسعى شركات الروبوتات الصينية إلى المضي قدماً في الإنتاج الضخم.

وتعد شركة «يونيتر» من أبرز الشركات الصينية في مجال الروبوتات، وهي تستعد للاكتتاب العام الأولي الذي قد يقيمها بنحو 7 مليارات دولار. وتقدم الشركة نماذج متنوعة من الروبوتات، بما في ذلك الروبوتات البشرية. 

تعد شركة «يو بي تيك روبوتيكس» إحدى أبرز الشركات الصينية في هذا المجال. وتصنع الشركة روبوتات بشرية لكل من الاستخدام الصناعي، مثل المصانع، وللاستخدامات التجارية، مثل العمل كدليل سياحي. 

ويتميز الطراز الصناعي الرئيسي للشركة، «وولكر S2»، بقدرته على استبدال بطاريته بنفسه ليتمكن من العمل على مدار 24 ساعة يومياً، وتدرج الشركة في بورصة هونغ كونغ، وقد نفذت هذا الشهر عملية طرح أسهم لجمع نحو 400 مليون دولار لتمويل توسعها. 

وتخطط «يو بي تيك» لتسليم 500 روبوت صناعي هذا العام، وزيادة إنتاج روبوتاتها البشرية إلى 5,000 وحدة في عام 2026، وإلى 10,000 وحدة في عام 2027، وفق ما ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» في نوفمبر تشرين الثاني.

وتعد شركة «آجي بوت» لاعباً آخر في السوق، وقد أعلنت هذا الشهر عن خروج الروبوت البشري الخامس لها من خط الإنتاج، وكشفت شركة السيارات الكهربائية الصينية «شيبينج» الشهر الماضي عن روبوت بشري من الجيل الثاني المسمّى «آيرون»، وتخطط لبدء الإنتاج الضخم للمنتج العام المقبل.

ويبلغ عدد شركات الروبوتات البشرية في الصين أكثر من 150 شركة، لكن هذه الشركات تعد من الأكبر والأبرز، وقال محللون إن خبرة الصين في التصنيع ونجاحها في رفع طاقة الإنتاج لمنتجات أخرى مثل السيارات الكهربائية قد يمنحها ميزة في قطاع الروبوتات.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم

Short Url

search