صراع عمالقة الذكاء الاصطناعي يشتعل قبل 2026، هل تزيح جوجل "إنفيديا" عن القمة؟

الخميس، 25 ديسمبر 2025 12:58 م

جوجل وإنفيديا

مع اقتراب عام 2026، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت شركة ألفابيت، المالكة لجوجل، قادرة على تجاوز إنفيديا لتصبح الشركة الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي.

وفي عام 2025، عززت جوجل موقعها كلاعب محوري في هذا السباق، بعدما تقدمت على مايكروسوفت في البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، واقتربت بفارق يقل عن 200 مليار دولار من تجاوز آبل لتحتل المركز الثاني عالميًا، بحسب بيانات ياهو فاينانس.

وتشير المؤشرات إلى أن قوة جوجل لا تقتصر على البرمجيات وحدها، إذ أظهرت تصنيفات LLMArena لأفضل نماذج الذكاء الاصطناعي امتلاك الشركة أربعة نماذج ضمن أفضل عشرة عالميًا، متقدمة على شركة OpenAI المطورة لتطبيق تشات جي بي تي، التي لم تحجز سوى مركز متأخر في القائمة، ويعكس ذلك تطورًا لافتًا في قدرات جوجل البحثية والتقنية، يعزز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي.

جوجل توسع حضورها في قطاع العتاد التقني

وفي خطوة أكثر هدوءًا لكن لا تقل أهمية، بدأت جوجل توسع حضورها في قطاع العتاد التقني عبر تطوير رقائق TPU، إلى جانب معالجات CPU من نوع Axion، ما فتح الباب أمام تحدٍ مباشر لهيمنة إنفيديا على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، وقد اتجهت شركات كبرى مثل ميتا إلى شراء وحدات TPU بمليارات الدولارات، فيما لجأت شركة Anthropic إلى شراء نحو مليون شريحة من جوجل بدلًا من الاعتماد على شرائح إنفيديا، وفقًا لتقارير “ماركت ووتش”.

ويعتمد هذا التقدم على سياسة مالية متوازنة انتهجتها جوجل، إذ نجحت في الجمع بين الابتكار وضبط الإنفاق، وبدل الانغماس في استثمارات ضخمة بلا عوائد فورية، ركزت الشركة على تعزيز السيولة النقدية، التي ارتفعت من نحو 19.9 مليار دولار في الربع الثالث من 2024 إلى أكثر من 23 مليار دولار في الفترة نفسها من 2025، بينما أظهرت قوائم مالية لبعض المنافسين، مثل ميتا، مستويات مديونية صافية.

وعلى مستوى البرمجيات، واصلت جوجل توسيع الفجوة مع منافسيها عبر إطلاق الإصدار الجديد Gemini 3 Pro، الذي تصدر سريعًا لوحات تقييم النماذج الذكية، إلى جانب تقدمها في تقنيات تحويل النصوص إلى فيديوهات وصور من خلال نموذج Nano Banana Pro، الذي أظهر أداءً متفوقًا على نماذج منافسة من OpenAI في مجال الصور.

وحافظ محرك بحث جوجل على مكانته القوية، رغم التوقعات التي روجت لإمكانية تراجعه أمام أدوات البحث القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتشير تقارير رويترز إلى أن المستخدمين لا يزالون يفضلون البحث التقليدي عبر جوجل، خاصة مع دمج إجابات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مباشرة داخل نتائج البحث، ما يقلل الحاجة إلى الانتقال إلى منصات بديلة.

أما بالنسبة لإنفيديا، فرغم استمرارها في السيطرة على سوق الشرائح المتقدمة للذكاء الاصطناعي، فإن توسع جوجل في رقائق TPU الأقل تكلفة والأعلى كفاءة في استهلاك الطاقة يمثل تهديدًا حقيقيًا على المدى المتوسط، ويُنظر إلى هذا التحدي حتى الآن على أنه أقل من حجمه الفعلي، إلا أن تجارب سابقة أظهرت أن التقليل من قدرات جوجل الابتكارية غالبًا ما ينتهي بتفوقها في قطاعات جديدة.

ألفابيت تمتلك فرصة حقيقية لتصدر قائمة أكبر الشركات عالميًا

وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن ألفابيت قد تمتلك فرصة حقيقية لتصدر قائمة أكبر الشركات عالميًا إما في 2026 أو خلال السنوات القليلة التالية، ومن المتوقع أن يرتفع ربح السهم من نحو 10.56 دولار في 2025 إلى أكثر من 26 دولارًا بحلول 2031، مع تقديرات متفائلة تصل إلى 30.7 دولارًا، في وقت يُرجح فيه أن تتضاعف الإيرادات تقريبًا بين عامي 2025 و2030.

ويُنتظر أن تواصل إنفيديا نموها بوتيرة قوية، لكنها تظل معتمدة بشكل أساسي على سوق الشرائح، وهو ما يجعلها أكثر عرضة للمنافسة إذا واصلت جوجل توسيع حضورها في الذكاء الاصطناعي والعتاد التقني، ومع اتساع رقعة المنافسة، يتحول الصراع تدريجيًا من مجرد تفوق في منتج واحد إلى معركة شاملة على ريادة التكنولوجيا العالمية، حيث تمتلك جوجل منظومة متكاملة تجمع بين البرمجيات والسحابة ومحرك البحث والمحتوى والرقائق، مقابل تركّز إنفيديا في مجال الشرائح المتقدمة.