شركات عالمية لحماية بيانات المستخدمين بتكلفة 50 مليون دولار للمشغل الواحد

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 12:30 م

حماية البيانات

مع التوسع المتسارع في الخدمات الرقمية، تواجه شركات الاتصالات تحديات تقنية متزايدة في حماية بيانات المستخدمين داخل شبكات تضم ملايين العمليات يوميًا، وشبكات الجيل الرابع والخامس تنقل كميات بيانات تتجاوز 2 إكسابايت سنويًا في السوق المصري وحده، ما يفرض على شركات مثل اتصالات مصر وأورنج والمصرية للاتصالات إدارة منظومات معقدة لحماية البيانات الشخصية ومنع إساءة استخدامها أو اختراقها.

خدمات الدفع الإلكتروني والمحافظ الرقمية

التحدي الأكبر يتمثل في تنوع مصادر البيانات، بدءًا من المكالمات والإنترنت، وصولًا إلى خدمات الدفع الإلكتروني والمحافظ الرقمية، وتشير تقديرات خبراء الأمن السيبراني إلى أن نحو 60% من محاولات الاختراق تستهدف نقاط الضعف في تكامل الأنظمة، وليس الشبكة الأساسية نفسها، وهذا ما دفع شركات الاتصالات إلى التعاقد مع مزودي حلول عالميين مثل Cisco وHuawei وIBM، بعقود سنوية قد تتجاوز قيمتها 50 مليون.

التشريعات الخاصة بحماية البيانات الشخصية

وفي ظل التشريعات الخاصة بحماية البيانات الشخصية، لم يعد الخطأ التقني مقبولًا، والقوانين تفرض التزامات صارمة تتعلق بموافقة المستخدم، وتخزين البيانات، ومدة الاحتفاظ بها، ووفق تقديرات سوقية، فإن الالتزام الكامل بهذه المتطلبات يرفع التكلفة التشغيلية لشركات الاتصالات بنسبة تتراوح بين 10 و15% سنويًا، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا في سوق تتسم بالمنافسة السعرية الشديدة.

الاستثمار في حماية البيانات أصبح ضرورة استراتيجية وليس خيارًا

ورغم هذه التحديات، ترى شركات الاتصالات أن الاستثمار في حماية البيانات أصبح ضرورة استراتيجية وليس خيارًا، فدراسات عالمية تشير إلى أن 72% من المستخدمين مستعدون لتغيير مزود الخدمة في حال تعرضت بياناتهم للاختراق، ومع ازدياد وعي العملاء، تتحول حماية البيانات من عبء تقني معقد إلى عنصر حاسم في الحفاظ على الحصة السوقية وتعزيز الثقة، خاصة في عصر أصبحت فيه البيانات الوقود الحقيقي للاقتصاد الرقمي.