الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

07:54 م

رقائق ضوئية صينية تتفوق على إنفيديا في سباق الذكاء الاصطناعي

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 03:57 م

إنفيديا

إنفيديا

أثار تقرير تقني حديث اهتمامًا واسعًا في أوساط صناعة التكنولوجيا، بعد الكشف عن نجاح باحثين صينيين في تطوير رقائق ذكاء اصطناعي تعتمد على الضوء بدل الكهرباء، ويُعتقد أنها قادرة على التفوق على معالجات الرسوميات المتقدمة من شركة «إنفيديا» بأكثر من 100 مرة في السرعة وكفاءة استهلاك الطاقة، عند تنفيذ مهام محددة بعينها.

وبحسب التقرير، فإن هذه الرقائق الجديدة تُظهر أداءً لافتًا في تطبيقات مثل توليد الصور والفيديو وبعض مهام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يضعها في موقع متقدم مقارنة بالحلول التقليدية المعتمدة على وحدات GPU، ومع ذلك، لا يعني هذا التطور أن عصر معالجات «إنفيديا» يقترب من نهايته، إذ تؤكد التحليلات أن هذه الرقائق الضوئية ليست بديلًا شاملًا، بل تمثل اتجاهًا مختلفًا في الحوسبة موجهاً لمهام ضيقة ومحددة.

تنفيذ عدد هائل من التعليمات وتشغيل تطبيقات متعددة

وتعتمد معالجات «إنفيديا» المعروفة، مثل A100، على تدفق الإلكترونات داخل الترانزستورات، وهو ما يمنحها مرونة عالية وقدرة على تنفيذ عدد هائل من التعليمات وتشغيل تطبيقات متعددة في الوقت نفسه، هذه المرونة جعلتها العمود الفقري لتدريب النماذج الضخمة وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي العامة، رغم ما يرافق ذلك من استهلاك مرتفع للطاقة وتوليد كبير للحرارة، إضافة إلى اعتمادها على تقنيات تصنيع متقدمة ومعقدة.

في المقابل، تسلك الرقائق الصينية الجديدة مسارًا مختلفًا كليًا، إذ تعتمد على الفوتونات أو الضوء لتنفيذ العمليات الحسابية، وتتم هذه العمليات عبر التداخل الضوئي، ما يمنح هذه الشرائح سرعة فائقة وكفاءة غير مسبوقة في استهلاك الطاقة، غير أن هذا التفوق يأتي على حساب المرونة، حيث تقتصر هذه الرقائق على تنفيذ عمليات تماثلية محددة مسبقاً، ولا يمكنها تشغيل برمجيات عامة أو التعامل مع مهام كثيفة الذاكرة.

وتبرز رقاقة ACCEL، التي طورتها جامعة تسينغهوا، كأحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه، إذ تجمع الرقاقة بين مكونات ضوئية وأجزاء إلكترونية تماثلية، ويمكن تصنيعها باستخدام تقنيات أقدم لدى شركة SMIC الصينية، ووفقًا للاختبارات المعلنة، تحقق ACCEL أداءً يصل إلى 4.6 بيتافلوبس مع استهلاك منخفض جدًا للطاقة، إلا أن هذه القدرة تظل موجهة لمهام محددة مثل التعرف على الصور والرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، وليست مخصصة لتدريب النماذج العملاقة أو تشغيل أنظمة ذكاء اصطناعي عامة.

أما رقاقة LightGen، التي جرى تطويرها بالتعاون بين جامعتي شنجهاي جياو تونغ وتسينجهوا، فتمثل نموذجًا أكثر تطرفًا في الحوسبة الضوئية، إذ تعتمد بالكامل على الضوء وتضم أكثر من مليوني «عصبون ضوئي»، وتؤكد الفرق البحثية المطورة لها أنها قادرة على تنفيذ مهام مثل توليد الصور، ونقل الأنماط الفنية، وإزالة التشويش، ومعالجة الصور ثلاثية الأبعاد بسرعة تفوق المعالجات التقليدية بأكثر من 100 مرة، مع استهلاك جزء ضئيل فقط من الطاقة.

إحداث قفزات نوعية في الأداء

وتعكس هذه التطورات أن الحوسبة الضوئية قادرة على إحداث قفزات نوعية في الأداء عند تطبيقها على مهام ذكاء اصطناعي محددة، لكنها في الوقت ذاته تظل حلولًا متخصصة لا يمكنها تعويض وحدات GPU العامة التي تقوم عليها منظومة «إنفيديا»، وبينما لا يبدو أن الشركة الأميركية مهددة بفقدان مكانتها في المدى القريب، فإن هذه الابتكارات تشير إلى مسار جديد في عالم العتاد، قد يعيد رسم خريطة المنافسة مستقبلًا.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن «إنفيديا» لا تحتكر سوق الذكاء الاصطناعي بقدر ما تهيمن على جانب محدد منه، وهو العتاد الصلب، مستفيدة بشكل كبير من منظومة البرمجيات الخاصة بها، وعلى رأسها منصة «كودا»، التي تمثل أحد أصعب عناصر المنافسة، ويؤكدون أن القيود المفروضة على وصول الصين إلى الشرائح الأميركية دفعتها إلى تسريع تطوير تقنياتها المحلية، حتى وإن لم تصل حالياً إلى مستوى الريادة، إلا أنها قد تلحق به مستقبلًا.

وبين الإلكترونات والفوتونات، يبدو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على نهج واحد، بل سيتشكل من مسارات متعددة، تتكامل فيها الحلول العامة مع التقنيات المتخصصة، في سباق عالمي متسارع على الأداء والكفاءة والسيادة التكنولوجية.

اقرأ أيضًا:

إنفيديا تخطط لشحن رقائق H200 إلى الصين قبل منتصف فبراير

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search