من قصر مغولي إلى إمبراطورية عالمية، تاج الهندية على الأراضي المصرية

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 11:28 م

Continental Hotel

شهدت مصر خطوة استراتيجية نحو تعزيز قطاع السياحة الفاخرة، مع توقيع اتفاق إدارة وعمليات بين الحكومة المصرية وعلامة "تاج" الهندية الشهيرة، لاستعادة وإعادة افتتاح فندق "القارة" (Continental Hotel) التاريخي في وسط القاهرة.

يُعد هذا الاتفاق، الذي أُبرم يوم الأحد 21 ديسمبر 2025 في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أول دخول لعلامة "تاج" إلى السوق المصري، ويأتي كجزء من جهود الحكومة لإحياء التراث المعماري في القاهرة الخديوية، مع الحفاظ على الطابع التاريخي للفندق الذي يعود إلى القرن التاسع عشر.

ومع هذا الشراكة، تُعيد "تاج"، التابعة لمجموعة تاتا الهندية، كتابة صفحة جديدة في تاريخها العالمي، مع التركيز على دمج التراث المصري بالضيافة الفاخرة، ولكن ماذا نعرف عن العلامة الفندقية “ تاج ”

تُعد علامة "تاج" الفندقية واحدة من أبرز رموز الضيافة الفاخرة في العالم، حيث تجسد مزيجاً فريداً بين التراث الهندي العريق والابتكار الحديث. تأسست العلامة في عام 1903 على يد البارون جمشيدجي تاتا، رجل الأعمال الهندي الرائد الذي سعى لبناء أول فندق فاخر في آسيا ينافس المعايير الأوروبية، كرد فعل على التمييز العنصري الذي واجهه في فنادق بومباي البريطانية.

اليوم، بعد أكثر من 120 عاماً، تضم "تاج" أكثر من 100 فندق في 14 دولة، وتُدار من قبل شركة الفنادق الهندية المحدودة (IHCL)، التابعة لمجموعة تاتا الضخمة، مما يجعلها ركيزة أساسية في صناعة السياحة العالمية.

من قصر مغولي إلى إمبراطورية عالمية

بدأت قصة "تاج" في قلب بومباي (مومباي حالياً)، حيث افتتح الفندق الأول، "تاج محل بالاس"، في 16 ديسمبر 1903 كأكبر فندق في آسيا آنذاك.

كان المشروع رؤية جريئة لجمشيدجي تاتا، الذي أمضى ملايين الروبيات لبناء تحفة معمارية مستوحاة من القصور المغولية، مع إطلالة بانورامية على البحر العربي وديكور داخلي يعكس الفخامة الشرقية.

سرعان ما أصبح الفندق ملاذاً للنخبة، مستضيفاً المهاتما غاندي الذي استخدم غرفته كمقر للحركة الاستقلالية، والموسيقار الشهير بي جاي كيرشنا، بالإضافة إلى أعضاء العائلة المالكة البريطانية خلال زياراتهم للهند.

مع مرور السنوات، توسعت "تاج" تحت قيادة عائلة تاتا، التي حولتها إلى سلسلة عالمية. في الثلاثينيات، أُضيف فندق "تاج لكشمي فيلاس" في كولكاتا، ثم في الستينيات امتدت إلى جزر المالديف مع "تاج إكسمو"، الذي أصبح وجهة شهيرة للعسليون.

بحلول الثمانينيات، خرجت العلامة من حدود الهند مع افتتاح "تاج إنتركونتيننتال" في نيويورك، وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، دخلت الشرق الأوسط بـ"تاج شي رام" في دبي عام 2008.

اليوم، تشمل محفظتها فنادقاً فاخرة مثل "تاج فالكيري" في جزر المالديف، و"تاج كيما كورت" في كيرالا، مع التركيز على الاستدامة البيئية والضيافة الشخصية التي تُعرف بفلسفة "الضيافة غير المحدودة".

حققت "تاج" إنجازات بارزة، بما في ذلك فوزها بجائزة "أفضل سلسلة فنادق فاخرة في آسيا" من مجلة "ترافلر" في 2023، و"أفضل برنامج ولاء" عالمياً من "وورلد ترافل أواردز".

تحت إدارة المدير التنفيذي بونيت شاتوال، الذي تولى المنصب في 2022، شهدت العلامة نمواً بنسبة 15% سنوياً، مع التركيز على التوسع في أسواق ناشئة مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.

كما أدخلت ابتكارات مثل الطائرات الخاصة للنزلاء في السبعينيات، والآن تُركز على التقنيات الرقمية لتخصيص التجارب، مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحجوزات.

الفلسفة والإرث.. ضيافة تعبر الحدود

تتميز "تاج" بفلسفتها الثقافية الراسخة، حيث تجمع بين التقاليد الهندية مثل المطبخ الأصيل (الكاري والتاندوري) والعلاجات الآيورفيدا في السبا، مع الخدمات الحديثة مثل الغرف الذكية والفعاليات الترفيهية.

إرثها مرتبط بمجموعة تاتا، التي تُعد أكبر شركة في الهند بقيمة سوقية تفوق 300 مليار دولار، وتُساهم "تاج" بنحو 20% من إيرادات IHCL البالغة 1.2 مليار دولار في 2024.

رغم التحديات مثل جائحة كورونا، التي أدت إلى إغلاق مؤقت، عادت العلامة أقوى، مع حملات استدامة تهدف إلى تقليل الانبعاثات بنسبة 50% بحلول 2030.

في عالم الضيافة التنافسي، تظل "تاج" رمزاً للتميز الهندي، حيث تجذب سنوياً ملايين النزلاء من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، مع خطط التوسع لإضافة 50 فندقاً جديداً بحلول 2030، يبدو مستقبل العلامة مشرقاً، محافظاً على إرثها كوجهة تجمع بين الفخامة والأصالة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.