تسريب تاريخي لسبوتيفاي، هل تهتز أكبر مكتبة موسيقية رقمية في العالم؟

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 10:25 م

منصة سبوتيفاي

أعاد تسريب ضخم مرتبط بمنصة “سبوتيفاي”، الجدل حول أمن المحتوى الرقمي، وذلك بعد تداول تقارير تشير إلى جمع بيانات هائلة تُقدَّر بنحو 300 تيرابايت، في واقعة وُصفت بأنها من أكبر عمليات استخراج البيانات غير المصرح بها، والتي تشهدها خدمات بث الموسيقى حتى الآن، وذلك مع اقتراب نهاية عام 2025.

وأوضحت التقارير المتداولة، أن البيانات التي جرى سحبها تشمل مئات الملايين من السجلات، من بينها ما يقرب من 256 مليون عنصر من البيانات الوصفية الخاصة بالمقاطع الموسيقية، إلى جانب نحو 86 مليون ملف صوتي، وبحسب المعلومات المتاحة، كان من المخطط توزيع هذه البيانات عبر شبكات مشاركة الملفات من نوع P2P، باستخدام ملفات تورنت ضخمة، قبل أن يتوقف الأمر عند حدود تسريب البيانات الوصفية فقط دون نشر الملفات الصوتية نفسها.

استخدام أساليب غير مشروعة للتحايل على أنظمة الحماية الرقمية

وأكدت شركة “سبوتيفاي” وقوع الحادثة، موضحةً أن جهة خارجية تمكنت من الوصول إلى بيانات عامة باستخدام أساليب غير مشروعة للتحايل على أنظمة الحماية الرقمية، بما في ذلك أنظمة إدارة الحقوق (DRM)، الأمر الذي أتاح الوصول إلى أجزاءٍ من المحتوى الصوتي وكذلك الشركة لأن تباشر تحقيقًا داخليًا موسعًا للوقوف على تفاصيل الواقعة، وتحديد أبعادها التقنية والقانونية.

وعلى مستوى المستخدمين، لم تُسجل حتى الآن أي شكاوى تتعلق بتسريب بيانات شخصية أو اختراق حسابات أو التلاعب بقوائم التشغيل، وهو ما يشير إلى أن الحادثة لم تمس معلومات حساسة تخص المشتركين، بل انحصرت في نطاق البيانات المرتبطة بالمحتوى والمكتبة الموسيقية نفسها.

لكن المخاوف، وفق مراقبين، تتجاوز الأثر المباشر للحادثة، لتصل إلى تداعيات أوسع على صناعة المحتوى الرقمي، فيما يرى خبراء أن امتلاك هذا الكم من البيانات، من الناحية النظرية، قد يتيح لأي جهة تمتلك بنية تخزين قوية، بناء منصة بث موسيقي شبه مكتملة تضم أرشيفًا واسعًا من الأعمال الموسيقية حتى عام 2025، مع بقاء القوانين وحقوق الملكية الفكرية العقبة الأساسية أمام تنفيذ مثل هذا السيناريو.

الفارق الهائل بين الأرشيفات المفتوحة والمنصات التجارية العملاقة

ويعكس حجم البيانات المسربة مدى خطورة الواقعة، إذ يتجاوز بأضعاف محتوى مكتبات موسيقية مفتوحة معروفة، مثل MusicBrainz، والتي تضم بضعة ملايين من المقاطع فقط، ما يبرز الفارق الهائل بين الأرشيفات المفتوحة والمنصات التجارية العملاقة، وفي المقابل، أثارت الحادثة نقاشًا جديدًا حول الحدود الفاصلة بين الأرشفة والحفظ الثقافي من جهة، والقرصنة الرقمية من جهة أخرى.

واعتبرت بعض المنصات المعنية بالأرشفة الرقمية، أن ما حدث يندرج ضمن محاولات الحفاظ على التراث الموسيقي العالمي، بينما يرى آخرون أن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا لنماذج الأعمال القائمة على حقوق الملكية، كما تعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على هشاشة المكتبات الرقمية الضخمة، وحتى لدى الشركات التي تعتمد على أنظمة حماية متقدمة.

ورغم عدم تأثر المستخدمين بشكل مباشر حتى الآن، فإن تسريبًا بهذا الحجم يطرح تساؤلات متزايدة حول مستقبل حماية المحتوى الرقمي، في ظل تصاعد الجدل العالمي بشأن الملكية الفكرية، وحرية الوصول إلى المعرفة.