7 شركات ناشئة تقود طفرة الذكاء الاصطناعي بقيمة سوقية 100 مليار دولار (تفاصيل)

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 03:30 ص

شركات تكنولوجية ناشئة- تعبيرية

وصول شركة تكنولوجية ناشئة إلى تقييم مليار دولار كان كافيًا ليدخلها نادي «اليونيكورن» المرموق، وهو إنجاز كان يُعد ذروة الطموح في عالم ريادة الأعمال، ولكن المشهد تغيّر جذريًا خلال السنوات الأخيرة، مع صعود موجة جديدة من الشركات التي لم تكتفِ بكسر هذا الحاجز، بل تجاوزته بعشرات ومئات المليارات، لتفتح الباب أمام مصطلح جديد هو «الهيكتوكورن»، في إشارة إلى الشركات الخاصة التي تبلغ قيمتها السوقية 100 مليار دولار أو أكثر.

طفرة غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي

هذا التحول اللافت تقوده طفرة غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي، والفضاء، والتكنولوجيا المالية، ومنصات البيانات، إذ أعادت شركات مثل «أوبن إيه آي» و«سبيس إكس» رسم حدود ما يمكن أن تحققه الشركات الناشئة، ليس فقط من حيث الابتكار، بل من حيث التقييمات المالية الضخمة التي كانت حكرًا في السابق على عمالقة الشركات المدرجة في البورصات العالمية.

تتصدر «أوبن إيه آي» المشهد بوصفها واحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في العقد الأخير، بعدما أحدث إطلاق «شات جي بي تي» في عام 2022 تحولًا عالميًا في استخدام الذكاء الاصطناعي، والنمو المتسارع لقاعدة المستخدمين، التي وصلت إلى مئات الملايين أسبوعيًا، دفع الشركة إلى قفزات متتالية في التقييم، لتصل قيمتها إلى نحو 500 مليار دولار في صفقة بيع ثانوي للأسهم خلال أكتوبر الماضي، وسط مساعٍ حالية لجمع تمويلات إضافية قد ترفع قيمتها إلى حدود 750 مليار دولار، وفق تقارير إعلامية.

وفي عالم الفضاء، تواصل «سبيس إكس» ترسيخ مكانتها كأعلى الشركات الخاصة قيمة في قطاع الطيران والفضاء، والشركة التي أسسها إيلون ماسك عام 2002 نجحت في تنفيذ مئات عمليات الإطلاق، وحصدت عقودًا استراتيجية مع وكالة «ناسا»، من بينها مهمة إخراج محطة الفضاء الدولية من المدار بحلول عام 2030، ومع خطط لبيع أسهم بتقييم قد يصل إلى 800 مليار دولار، ودراسة طرح عام أولي محتمل في 2026، تبدو «سبيس إكس» مرشحة لبلوغ تقييمات تريليونية خلال السنوات المقبلة.

أما شركة «أنثروبيك»، التي أسسها فريق من المنشقين عن «أوبن إيه آي»، فقد فرضت نفسها سريعًا كأحد أبرز منافسيها في سباق نماذج الذكاء الاصطناعي، ومنتجها الرئيسي «كلود» جذب اهتمام واستثمارات عمالقة التكنولوجيا، وعلى رأسهم جوجل وأمازون وإنفيديا، ومع بلوغ تقييمها نحو 183 مليار دولار في سبتمبر، تشير تقديرات إلى إمكانية تضاعف هذا الرقم في حال توسعت استثمارات جوجل خلال الفترة المقبلة.

وتواصل «بايت دانس» الصينية، المالكة لتطبيق «تيك توك»، ترسيخ حضورها كواحدة من أكبر الشركات الخاصة قيمة عالميًا، فبعد انطلاقتها في الصين ثم توسعها دوليًا، استطاعت الشركة تحويل تيك توك إلى منصة عالمية لمقاطع الفيديو القصيرة، مع توسعها في التجارة الإلكترونية عبر «تيك توك شوب»، وفي ظل برامج إعادة شراء أسهم الموظفين، تراوح تقييم الشركة بين 330 و380 مليار دولار، وفق تقديرات داخلية ومستثمرين كبار.

إدارة وتحليل البيانات السحابية

وفي قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي المؤسسي، برزت «داتابريكس» كلاعب رئيسي يقدم حلولًا متقدمة لإدارة وتحليل البيانات السحابية، وبعد سنوات من النمو المتدرج، نجحت الشركة مؤخرًا في جمع أكثر من 4 مليارات دولار، لترتفع قيمتها السوقية إلى نحو 134 مليار دولار، مؤكدة أن البنية التحتية الذكية للبيانات أصبحت ركيزة أساسية للشركات الكبرى حول العالم.

أما في مجال المدفوعات الرقمية، فقد شهدت «سترايب» مسارًا تصاعديًا لافتًا، إذ انتقلت من تقييمات متواضعة نسبيًا قبل سنوات إلى أكثر من 100 مليار دولار مؤخرًا، مدفوعة بتوسعها العالمي واعتماد آلاف الشركات على حلولها المالية المرنة، وهذا النمو أعاد الشركة إلى دائرة الضوء بعد فترة من التباطؤ النسبي في تقييمات شركات التكنولوجيا المالية.

ويكتمل المشهد مع «إكس إيه آي»، أحدث رهانات إيلون ماسك في الذكاء الاصطناعي، والتي تأسست في 2023 بهدف تطوير نماذج لغوية متقدمة، أبرزها «جروك»، وبعد سلسلة من التطورات، من بينها استحواذها على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، ارتفع التقييم الإجمالي للمشروعين إلى أكثر من 113 مليار دولار، ما أدخل «إكس إيه آي» رسميًا نادي «الهيكتوكورن».

هكذا يتضح أن عالم الشركات الناشئة لم يعد يقيس النجاح بالمليار، بل بالمئة مليار وما بعدها، في عصر باتت فيه التكنولوجيا قادرة على إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي بوتيرة غير مسبوقة.