الجمعة، 19 ديسمبر 2025

01:07 ص

BYD تحتل 21% من حصة سوق السيارات الكهربائية وتسلا في المركز الثالث

الخميس، 18 ديسمبر 2025 01:17 م

السيارات الكهربائية

السيارات الكهربائية

في الوقت الذي كان ينظر فيه إلى ديترويت “Detroit” والتي تعرف بمدينة السيارات “Motor City”، باعتبارها أحد أعمدة التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية، جاءت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لتعيد خلط أوراق صناعة السيارات الأمريكية، وتطرح سؤالًا جوهريًا: هل تنسحب الولايات المتحدة فعليًا من سباق السيارات الكهربائية العالمي، أم أنها تلتقط أنفاسها فقط قبل جولة جديدة؟

خلال السنوات الأولى من العقد الحالي، اندفعت شركات السيارات الأمريكية بقوة نحو المركبات العاملة بالبطاريات، مدفوعة بمزيج من الدعم الحكومي السخي، وتشريعات بيئية صارمة، ورهان استراتيجي على مستقبل خالي من الانبعاثات. 

خطة أمريكا لتحويل أساطيل كاملة إلى كهرباء 

سعت أمريكا إلى استثمارات بمئات المليارات، وإعادة تجهيز مصانع، وخطط طموحة لتحويل أساطيل كاملة إلى الكهرباء، لكن هذا المسار تعرض لهزة عنيفة مع التحول في الأجندة السياسية منذ عودة ترامب، حيث تراجع الدعم الرسمي بشكل واضح، ما انعكس سريعًا على قرارات الشركات وسلوك المستهلكين.

أبرز ملامح هذا التحول تمثلت في إنهاء الإعفاء الضريبي البالغ 7500 دولار على السيارات الكهربائية، والذي ظل لأكثر من 15 عامًا أحد أعمدة تحفيز الطلب. 

بالتوازي، جرى تجميد الغرامات المفروضة على الشركات المخالفة لمعايير استهلاك الوقود، ثم إلغاء معايير الكفاءة نفسها، وهي أدوات كانت تستخدم عمليًا لدفع الشركات نحو تسريع إنتاج السيارات الكهربائية. 

من وجهة نظر إدارة ترامب، هذه السياسات الخضراء رفعت التكاليف وأثقلت كاهل الصناعة والمستهلك معًا، لكنها في المقابل أزالت أحد أهم دوافع التحول الكهربائي في السوق الأمريكية.

مبيعات السيارات الكهربائية تتراجع بنسبة 40%

النتيجة كانت تراجعًا حادًا في مبيعات السيارات الكهربائية داخل الولايات المتحدة بنسبة 40% في نوفمبر، في مفارقة لافتة مع الاتجاه العالمي، حيث تجاوزت السيارات الكهربائية ربع مبيعات السيارات الجديدة عالميًا خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025، مقارنة بأقل من 3% في 2019. 

هذا التباين يعكس فجوة متزايدة بين واشنطن وبقية العالم، لا سيما الصين وأوروبا، وما بينهما من صراع ومنافسة عالمية، على كافة الأصعدة، وخاصةً في مسار التحول الطاقي.

شركات ديترويت الكبرى “Detroit” لم تتأخر في تعديل بوصلتها، وفورد “®Ford” أعلنت خسائر ضخمة تقترب من 19.5 مليار دولار في قطاع السيارات الكهربائية، وقررت إلغاء بعض الطرازات والتركيز بشكل أكبر على السيارات العاملة بالبنزين والهجينة، الأكثر ربحية على المدى القصير. 

جنرال موتورز “General Motors - GM” اتخذت نهجًا أكثر مرونة، مؤكدة أن السيارات الكهربائية المربحة لا تزال هدفًا استراتيجيًا، لكنها شددت في الوقت نفسه على قدرتها على تعديل الإنتاج وفق الطلب، أما ستيلانتس “Stellantis”، فاختارت الرهان الواضح على البنزين والهجين باستثمارات قياسية داخل الولايات المتحدة.

تسريح آلاف العمال من مصانع البطاريات

هذا التحول لم يمر دون كلفة اجتماعية وصناعية، إذ جرى تسريح آلاف العمال من مصانع البطاريات، وتوقفت بعض خطوط الإنتاج بالكامل. 

ومع ذلك، لا يمكن القول إن نمو السيارات الكهربائية في أمريكا توقف تمامًا، فالمبيعات ارتفعت بنسبة 12% خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام، ما يشير إلى تباطؤ واضح لا إلى انهيار كامل، وهو ما يعزوه خبراء إلى حالة عدم اليقين السياسي وتذبذب الحوافز.

المشهد الدولي يزيد من تعقيد الصورة، وبدأت أوروبا وكندا والمملكة المتحدة بدورها في إعادة النظر في قواعد التحول الكهربائي الصارمة، تحت ضغط الشركات والناخبين، مع نقاش متزايد حول تخفيف حظر محركات الاحتراق الداخلي بعد 2035. 

لكن الفارق الجوهري أن هذا التراجع في الغرب يحدث في وقت تتسارع فيه الصين بلا هوادة، فبكين تضخ استثمارات ضخمة، وتشعل حرب أسعار، وتسيطر اليوم على نحو ثلثي مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، بينما تهيمن بي واي دي “BYD” وحدها على أكثر من 20% من السوق.

الحصة السوقية لكبرى الشركات في سوق السيارات الكهربائية العالمية (في الفترة من الربع الأول وحتى الثالث من 2025)

الشركة

الحصة السوقية

بي واي دي

%21

جيلي

%9

تسلا

%8

فولكس فاجن

%6

شيري أوتوموبيل

%4

ستيلانتيس

%2

جنرال موتورز

%1

فورد موتور

%1

جاءت شركة بي واي دي الصينية بحصة سوقية تصل إلى 21% في الفترة من الربع الأول وحتى الثالث من 2025، ثم يليها جيلي الصينية بحصة سوقية تصل إلى 9%، ثم تسلا في المركز الثالث بحصة سوقية 8%.  

الأرقام تكشف عمق الفجوة، فالحصة السوقية المجمعة لكبرى شركات السيارات الأمريكية لا تتجاوز 5% من سوق السيارات الكهربائية العالمي، مقابل هيمنة صينية متزايدة وتقدم ملحوظ لشركات أوروبية.

هذا الواقع يفسر تحذيرات محللين مثل مارك ويكفيلد، الذي يرى أن التركيز على سيارات الاحتراق الداخلي قد يكون خبرًا جيدًا لربحية الشركات الأمريكية على المدى القصير، لكنه يحمل مخاطر استراتيجية جسيمة على المدى البعيد، خصوصًا في مجالات تكنولوجيا البطاريات والبرمجيات، حيث يتشكل جوهر التنافس المستقبلي.

الولايات المتحدة لا تنسحب من سباق السيارات الكهربائية

إن الولايات المتحدة لا تنسحب رسميًا من سباق السيارات الكهربائية، لكنها بلا شك تبطئ خطواتها في لحظة حاسمة، وديترويت “Detroit” تختار اليوم السلامة المالية الآنية على حساب السبق التكنولوجي، في وقت يندفع فيه المنافسون، وعلى رأسهم الصين، لبناء تفوق يصعب اللحاق به لاحقًا. 

السؤال لم يعد ما إذا كانت السيارات الكهربائية هي المستقبل، بل من سيمتلك مفاتيحه، وهل ستكتفي أمريكا بدور المتفرج بعد أن كانت من صانعي اللعبة؟

اقرأ أيضًا:

فورد تتوقع شطب أصول بـ19.5 مليار دولار بسبب السيارات الكهربائية

مبيعات السيارات الكهربائية تتراجع عالميًا خلال نوفمبر، ما السبب؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search