محمود صالح يكتب.. مستريحة السكر و150 مليون جنيه، إزاي ممكن تبيع الوهم؟
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 10:30 م
محمود صالح
في يقني أن "سنية"، مستريحة السكر بمحافظة المنيا، قبل أن يُلقى القبض عليها، ومواجهتها بالاتهامات الموجهة إليها، كان الأولى أن تحكي لكاتب كبير كيف تمكنت من أن تُسقط كل هؤلاء الضحايا، وتأخذ منهم ما يقارب الـ150 مليون جنيه، حتى يُصيغ كل ما تقوله في كتاب يحكي فيه ما قامت به لمدة 3 سنوات متتالية.
أصلا، "سنية" لم تكن معروفة بهذا الاسم، الاسم المتداول لها هو "مروة"، أيضًا لم تكن محامية، ولم تتخرج في كلية الحقوق ولا انضمت إلى نقابة المحامين، هي فقط أقنعت من حولها – بكارنيه مزور – أنها محامية وسبق لها أن ترافعت أمام منصات القضاء وحسمت قضايا لصالحها.
الأدهى والأمر، أنها أقنعت ضحاياها بأن رجل أعمال، من البهوات، مكّنها من أن تحصل على حصة من مصانع السكر، بأسعار لا تمنح لغيرها، وأنها على استعداد أن تأخذ أي كمية كانت وأن تبيعها بسعر السوق، وتحصل هي ومن معها على فرق السعر.
كل هذا كوم وحقيقتها كوم آخر، خاصة، لأنه بعد القبض عليها، ومعرفة هويتها الحقيقة، تبين أنها ابنة تاجر مخدرات، له معلومات جنائية وسبق وحُكم عليه في قضايا إتجار وتعاطي، ووالدتها، تدعى «الكاتعة»، كانت تعين زوجها في أعماله، وسجنت أيضًا حتى وفاتها.
تخيل كل هذا السجل من الإجرام والكذب والوهم، استطاعت "سنية" وهي ابنة الـ38 أن تلقيه وراء ظهرها، وخرجت على الناس بوهم المكسب السريع، والأغرب، أنهم اشتروا الوهم.
وأنا أتابع ما قالوه الضحايا في اعترافاتهم صُدمت، أحدهم دفع 9 ملايين على دفعتين، 3 ملايين تحويلات، و6 ملايين كاش.
الضحية الأخرى، سيدة أرملة وتعول أطفالها، أقنعت إخوتها بما توفره "سنية" من أرباح، وأن أرباحهم ستصل لـ50% من أصل المبلغ، وفعلا، وافق الإخوة ودفعوا لشقيقتهم الأموال، وهي، أخذت أموال إخوتها وأموال من مدخراتها ومدخرات أطفالها، وجمعت مبلغًا يقارب الـ15 مليون جنيه، وأعطتهم عن طيب خاطر لـ«سنية»، ولم تأخذ طيلة الـ3 سنوات، إلا مليون و200 ألف جنيه، على مرحلتين، وضاع الباقي.
ضحية أخرى، كان يعمل في الخارج، ويرسل ما ادخره من أموال لـ«سنية»، بل وطعمًا في المكسب أعطاها كيلو ذهب، وعاد كي يأخذ الأرباح ويعيش بجوار أسرته و"بلاها غربة"، لكنه عاد وأدرك أنه "اتنصب عليه".
عدد المحاضر التي حررت ضدها 8 محاضر، وألقي القبض عليه، وأحيلت إلى النيابة، وبعد اعترافها أحيلت إلى المحاكمة، والآن، يبكي الضحايا على أموال دفعوها طمعًا في جني الأرباح، ولن تـأتي.
سقطت "سنية" المستريحة، ويلوح في الأفق، آلاف المستريحين، لم يسقطوا بعد، وما زال هناك من يدفع لهم.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
هادي الشافعي يكتب.. كيف تحول الدولار في حياة المصريين إلى عبء يومي؟
16 ديسمبر 2025 07:19 م
السيليكون الذهبي يُعيد تشكيل المشهد الصناعي المصري
15 ديسمبر 2025 06:57 م
شيماء جمال تكتب.. التربية المالية لأطفالنا بلا وعي مالي
15 ديسمبر 2025 02:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً