الخميس، 18 ديسمبر 2025

03:50 ص

محمود صالح يكتب.. مستريحة السكر و150 مليون جنيه، إزاي ممكن تبيع الوهم؟

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 10:30 م

محمود صالح

محمود صالح

في يقيني أن "سنية"، الشهيرة بـ "مستريحة السكر" بمحافظة المنيا، كان الأولى بها قبل أن يُلقى القبض عليها وتواجه الاتهامات المسندة إليها، أن تسرد قصتها لكاتب كبير؛ ليوثق في كتابٍ كيف تمكنت من إسقاط كل هؤلاء الضحايا في شباكها، والاستيلاء منهم على ما يقارب 150 مليون جنيه، في رحلة نصب استمرت ثلاث سنوات متتالية.

الحقيقة أن "سنية" لم تكن معروفة بهذا الاسم، بل كان اسمها المتداول "مروة"، والأدهى أنها لم تكن محامية قط، ولم تتخرج في كلية الحقوق أو تنضم لنقابة المحامين، بل اكتفت بإقناع من حولها عبر "كارنيه مزور" بأنها محامية بارعة، سبق لها الترافع أمام منصات القضاء وحسم أعقد القضايا لصالح موكليها.

ولم يتوقف دهاؤها عند هذا الحد، بل أقنعت ضحاياها بأن رجل أعمال من "الوجهاء" مكنها من الحصول على حصص حصرية من مصانع السكر بأسعار تفضيلية لا تُمنح لغيرها، مؤكدة قدرتها على تصريف أي كمية بسعر السوق، وتوزيع فروق الأرباح الضخمة على المساهمين معها.

بيد أن المفارقة الصادمة تكمن في هويتها الحقيقية التي تكشفت عقب ضبطها؛ إذ تبين أنها ابنة تاجر مخدرات ذي سجل جنائي حافل في قضايا الاتجار والتعاطي، كما أن والدتها التي عُرفت بلقب "الكاتعة" كانت شريكته في أعماله الإجرامية، وقضت نحبها خلف القضبان أثناء تنفيذ عقوبة السجن.

وعلى الرغم من هذا السجل المثقل بالإجرام، استطاعت "سنية" ذات الـ 38 عامًا أن تلقي بماضيها خلف ظهرها، وتطل على الناس بوهم "المكسب السريع"، والمثير للدهشة أن الضحايا اشتروا الوهم بملء إرادتهم، فبين اعترافاتهم تبرز قصص صادمة؛ أحدهم دفع 9 ملايين جنيه (منها 6 ملايين نقدًا)، وأخرى أرملة تعول أطفالًا، أقنعت إخوتها باستثمار أموالهم مقابل ربح يصل لـ 50%، لتجمع 15 مليون جنيه من مدخراتها ومدخراتهم، ولم تسترد منها طوال ثلاث سنوات سوى مليون و200 ألف جنيه فقط.

أما المأساة الكبرى، فكانت لضحية مغترب، ظل يرسل شقاء سنوات غربته لـ "سنية"، بل وأهداها "كيلو ذهب" طمعًا في زيادة الربح، ليعود إلى أرض الوطن أملاً في الاستقرار بجوار أسرته، فإذ به يكتشف أنه وقع فريسة لعملية نصب محكمة بددت كل آماله، اليوم، وبعد تحرير 8 محاضر رسمية، أُلقي القبض على المتهمة وأحيلت للمحاكمة بعد اعترافها بجريمتهما، وبينما يبكي الضحايا على أموال ضاعت في "فخ الطمع"، تظل الحقيقة المرة قائمة؛ سقطت "سنية"، لكن الأفق لا يزال يلوح بآلاف "المستريحين" الذين ينتظرون ضحايا جدد يلهثون وراء سراب الربح السهل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search