271 مليون يورو، إطلاق برنامج الصناعات الخضراء «GSI» لإعادة تشكيل هيكل الصناعة المصرية
السبت، 06 ديسمبر 2025 07:43 م
الصناعات الخضراء
أطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع شركاء دوليين برنامج الصناعات الخضراء المستدامة GSI لعام 2025، بتمويل يصل إلى 271 مليون يورو، بهدف دعم تحولات الصناعة المصرية نحو الإنتاج النظيف، وخفض الانبعاثات، وتعزيز كفاءة الطاقة.
ويعد هذا البرنامج واحدا من أهم المبادرات الاستراتيجية التي تتلاقى مع رؤية مصر طويلة المدى لبناء اقتصاد صناعي أكثر استدامة، وقادر على المنافسة، ويمثل البرنامج نقطة تحول في مسار الصناعة المصرية، ليس فقط باعتباره تمويلًا ميسرًا موجها لتطوير خطوط الإنتاج، بل لكونه إطارا شاملا لإعادة هيكلة الصناعات كثيفة الطاقة، وتحويلها إلى قطاعات قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، وامتلاك أدوات تكنولوجية متوافقة مع المعايير البيئية الدولية.
نقلة نوعية في البنية الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية
يركز برنامج GSI على تحويل المنشآت الصناعية من أنظمة تقليدية عالية الانبعاثات إلى تكنولوجيات إنتاج نظيفة تعتمد على كفاءة الطاقة وتقليل استهلاك الموارد، وهذا التحول ليس مجرد تجميل بيئي، بل هو إعادة ضبط هيكل التكلفة الصناعية بما يقلل الهدر، ويرفع القدرة على الاستدامة الإنتاجية، ويعزز تنافسية المنتج المصري.
كما يفتح البرنامج الباب أمام ميزة استراتيجية مهمة، وهي الوصول إلى الأسواق الدولية دون قيود بيئية، خاصة في الاتحاد الأوروبي الذي بات يفرض قواعد صارمة على المنتجات القادمة من دول خارج التكتل، عبر آليات مثل آلية ضبط الكربون على الحدود وبالتالي سيحمي البرنامج المنتجات المصرية من رسوم كربونية مرتفعة، ويرفع فرص النفاذ إلى أسواق تتبنى معايير خضراء متقدمة.
تأتي أهمية البرنامج بشكل خاص في الصناعات التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وفي الوقت نفسه الأكثر تعرضا لضغوط بيئية وتكاليف طاقة مرتفعة، وتشمل هذه الصناعات صناعة الحديد والصلب، حيث تعتمد على عمليات إنتاج تستهلك كميات ضخمة من الطاقة وتولد انبعاثات عالية، كما أن التحول إلى تقنيات صديقة للبيئة سيخفض التكلفة التشغيلية، ويزيد القدرة على المنافسة، ويرفع فرص التصدير إلى أوروبا والشرق الأوسط.
أيضا صناعة الأسمنت، حيث تمثل أحد أكثر القطاعات تعرضا لضغوط الكربون عالميًا، ويتيح البرنامج تحديث الأفران وتحسين كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات، وهو ما يقلل الرسوم البيئية على الصادرات، ويحافظ على استقرار الصناعة محليًا، وأيضا الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، حيث يعد دعم التحول الأخضر فرصة لرفع كفاءة العمليات الإنتاجية، وتقليل المخاطر البيئية، وتحسين جودة المنتجات، وفتح أسواق جديدة لمنتجات أكثر توافقا مع المعايير الأوروبية، وأخيرًا الصناعات الغذائية، حيث سيرفع البرنامج القدرة الإنتاجية من خلال الحد من الهدر في الطاقة والمياه وتحسين البنية التكنولوجية، بما يعزز الجودة ويقلل التكلفة.
تقليل استهلاك الطاقة والموارد
لا يقتصر الأثر على الجانب البيئي فقط، بل يمتد إلى مكاسب اقتصادية ملموسة منها خفض تكاليف الإنتاج نتيجة تقليل استهلاك الطاقة والموارد وزيادة الهوامش الربحية للشركات الملتزمة بالمعايير الخضراء، ورفع الإنتاجية، عبر تحديث التكنولوجيا الصناعية وتحسين جودة المنتجات المصرية لتصبح منافسة عالميًا، وجذب استثمارات صناعية أجنبية جديدة بعد توافر بيئة إنتاج نظيفة، وهذه المكاسب تتماشى مع توجهات الاقتصاد العالمي، الذي صار يعتبر البصمة الكربونية عاملا رئيسيا في تقييم المنتجات والمصانع وسلاسل التوريد.
دعم الصناعات الوطنية في عمليات التصدير
يتبنى البرنامج استراتيجية واضحة تدعم الصناعات الوطنية في عمليات التصدير، من خلال مطابقة المنتجات للمعايير الأوروبية والدولية، وتمكين المصانع من الحصول على شهادات الاستدامة والجودة وتوفير تمويل ميسر للمشروعات التي تستهدف تحسين كفاءة الطاقة وتحسين القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، وبالتالي، يتحول البرنامج إلى أداة فعالة لزيادة حصيلة الصادرات، خصوصا في ظل توجه الأسواق العالمية نحو المنتجات الصديقة للبيئة ذات الانبعاثات المنخفضة.
يأتي التمويل المقدم والمقدر بـ53.8 مليون يورو كاتفاق أولي، ضمن إطار إجمالي 271 مليون يورو، ليعكس ثقة مؤسسات التمويل الأوروبية في الاقتصاد المصري، وقدرته على السعي نحو التحول الأخضر، ويسهم هذا التمويل في خلق شراكة ممتدة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لتعزيز الصناعات النظيفة ونقل التكنولوجيا إلى المصانع المصرية، بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد في الأجل الطويل.
الاقتصاد العالمي الأخضر
ويمثل برنامج الصناعات الخضراء المستدامة GSI لعام 2025، أحد أهم محركات التحول الصناعي في مصر، ليس فقط لدوره في تخفيض الانبعاثات وتطوير خطوط الإنتاج، ولكن لكونه استثمارًا طويل الأجل في مستقبل الصناعة المصرية فهو يعيد رسم خريطة الصناعات الثقيلة، ويمنحها القدرة على المنافسة العالمية، ويحمي صادراتها من القيود البيئية، ويزيد قدرتها على النمو المستدام، إنه برنامج لا يعيد تطوير المصانع فحسب بل يعيد بناء نموذج الصناعة المصرية بالكامل ليصبح نموذجا متوافقا مع الاقتصاد العالمي الأخضر، وأكثر قدرة على تحقيق القيمة المضافة، وخلق فرص عمل ذات جودة عالية.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
«الوزير» يحث المستثمرين بقنا للاستفادة من «عِرش الطماطم» في صناعة الأعلاف والأسمدة
06 ديسمبر 2025 08:56 م
وزير البترول يبحث زيادة فرص الشركات المصرية في أعمال مشروع نيوم بالسعودية
06 ديسمبر 2025 05:04 م
أحمد السويدي: غير مقتنع بتصدير العمالة ومصر أولى بكفاءاتها
06 ديسمبر 2025 03:56 م
أكثر الكلمات انتشاراً