موجة غضب بين مستخدمي ChatGPT بعد ظهور إعلانات داخل المحادثات

الجمعة، 05 ديسمبر 2025 04:20 ص

ChatGPT

أثار ظهور محتوى ترويجي داخل محادثات ChatGPT، حالة واسعة من الاستياء بين المستخدمين خلال الساعات الماضية، بعد أن لاحظ عدد منهم عرض اقتراحات لتطبيقات وخدمات جديدة داخل المحادثة نفسها، في خطوة اعتُبرت بداية فعلية لإدخال الإعلانات إلى الخدمة، حتى بالنسبة لمشتركي الخطط المدفوعة، والتي يصل سعرها إلى 200 دولار شهريًا ضمن اشتراك Pro.

ووفقًا لتقارير تقنية، بدأت شركة OpenAI منذ نهاية الأسبوع الماضي، اختبار هذه الميزة دون إعلان رسمي مسبق، الأمر الذي فاجأ المستخدمين وأشعل موجة انتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا بعد تداول صور تُظهر تلك الاقتراحات داخل المحادثات، وأعادت هذه الخطوة إلى الواجهة مخاوف تتعلق بمستقبل تجربة ChatGPT الخالية من الإعلانات، التي كانت أحد أبرز عوامل جذب المستخدمين، ولا سيما المشتركين في الخطط المدفوعة.

محتوى ترويجي بلا صلة بسياق الحوار

وأوضح عدد من المستخدمين، أن الاقتراحات التي ظهرت لهم جاءت على هيئة إعلانات لتطبيقات لا ترتبط من قريب أو بعيد بسياق المحادثة الجارية، وما زاد من حدة الغضب وعمّق الشعور بأن الإعلان، أصبح يتسلل مباشرة إلى التجربة الأساسية داخل المنصة.

وتزامن ذلك مع تسريبات سابقة كشفت عن وجود أكواد برمجية داخل نسخة تطبيق ChatGPT على نظام أندرويد، تشير إلى استعداد الشركة لإدخال نظام إعلاني مستقبلي داخل الخدمة، وهو ما يجعل هذه الاختبارات الحالية، بمثابة خطوة تمهيدية لطرح أوسع لاحقًا.

مشتركو الخطط المدفوعة يبدون غضبهم

وسادت حالة من الغضب بشكل خاص بين مشتركي خطة Pro، الذين تساءلوا عن جدوى دفع اشتراك مرتفع مقابل خدمة يفترض أن تكون خالية تمامًا من الإعلانات، كما اعتبر هؤلاء أن إدخال أي محتوى ترويجي إلى حساباتهم، يمثل إخلالًا واضحًا بجودة التجربة التي يدفعون مقابلها.

وحاول بعض المستخدمين التخفيف من حدة القلق، موضحين أن ما يظهر حاليًا قد لا يكون “إعلانات تقليدية” بصورة مباشرة، بل اقتراحات لربط التطبيقات كانت موجودة من قبل، إلا أن الجديد هو أن التسريبات تشير بوضوح إلى نية OpenAI، إطلاق إعلانات فعلية داخل ChatGPT خلال المرحلة المقبلة.

ومع استمرار الجدل، يظل التخوف الأكبر لدى المستخدمين هو تأثير الإعلانات -بأي شكل من الأشكال- في سلاسة تجربة الاستخدام، خاصة لدى الفئات التي تعتمد على ChatGPT بشكل يومي في العمل والدراسة، وتدفع مقابل خدمة يفترض أن تكون خالية من الإزعاج.

صمت OpenAI وتساؤلات مفتوحة

وحتى الآن، لم تُصدر OpenAI أي بيان رسمي يوضح طبيعة ما يجري اختباره، أو ما إذا كانت الإعلانات ستُطرح فعليًا في الفترة المقبلة، غير أن ردود الفعل الغاضبة، تشير إلى أن إدماج الإعلانات داخل المحادثات قد يشكّل نقطة تحول حساسة في علاقة الشركة بمستخدميها، وقد يمتد تأثيره إلى سوق خدمات الذكاء الاصطناعي بأكمله.

اعتبارات مالية وراء التوجّه الجديد

ويرى محللون، أن التوجه نحو الإعلانات يأتي في إطار سعي OpenAI لتأمين مصادر دخل إضافية لتغطية التكاليف الضخمة المرتبطة بتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي وتطويرها وتأمين البنية التحتية اللازمة لها، ويُعتقد أن قاعدة المستخدمين المجانية، تمثل فرصة مغرية لتحقيق عائدات إعلانية دون الحاجة إلى رفع أسعار الاشتراكات المدفوعة.

إلا أن خبراء يحذرون من أن هذا المسار -رغم جدواه المالية- قد يحمل مخاطر على تجربة المستخدم، إذ إن إدخال محتوى ترويجي داخل المحادثات، قد يُفقد الخدمة جزءًا من طبيعتها كمساعد ذكي شخصي، ويحوّلها تدريجيًا إلى منصة إعلانية، وهو ما قد ينعكس سلبًا على ثقة المستخدمين بها على المدى الطويل.