بـ44 مليار دولار، المتسوقون الأميركيون يشعلون موسم التخفيضات الإلكتروني

الخميس، 04 ديسمبر 2025 03:31 م

الإنفاق الإلكتروني في الولايات المتحدة

سجّل موسم التخفيضات في الولايات المتحدة قفزة قوية في حجم الإنفاق الإلكتروني، بعدما وصل إجمالي المبيعات عبر الإنترنت خلال عطلة عيد الشكر إلى 44.2 مليار دولار، مدفوعًا بإقبال واسع من المستهلكين على الشراء خلال يوم «الاثنين السيبراني» الذي وحده استحوذ على إنفاق بلغ 14.25 مليار دولار، وفق بيانات «أدوبي أناليتكس».

وأظهرت البيانات أن حجم الإنفاق خلال ما يُعرف بـ«أسبوع الإنترنت»، الممتد من عيد الشكر إلى «الاثنين السيبراني»، ارتفع بنسبة 7.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، التي سجلت خلالها المبيعات 41.1 مليار دولار، في مؤشر واضح على اتساع شهية الشراء رغم الضغوط الاقتصادية.

وكانت «أدوبي» قد توقعت في بداية موسم التسوق أن يصل الإنفاق الإلكتروني إلى 43.7 مليار دولار، لكنه تجاوز هذه التقديرات مع تصاعد العروض الترويجية واعتماد تجار التجزئة على الخصومات المكثفة لتحفيز الطلب المبكر، وأسهمت المنافسة الشرسة بين «الجمعة السوداء» و«الاثنين السيبراني» في دفع المستهلكين إلى التسوق بوتيرة غير مسبوقة طوال أيام العروض.

وسجّل «البلاك فرايدي» وحده رقمًا قياسيًا جديدًا في حجم المبيعات عبر الإنترنت بلغ 11.8 مليار دولار، في ظل تتبع دقيق من «أدوبي» لحركة الزوار على مواقع التجارة الإلكترونية، ما يعكس تحوّل التخفيضات الرقمية إلى ركيزة أساسية في سلوك المستهلك الأميركي.

وقدمت كبرى شركات التجزئة، وعلى رأسها «أمازون» و«وولمارت» و«تارغت»، خصومات واسعة النطاق شملت الأجهزة الإلكترونية ومستلزمات المنزل والملابس والألعاب، لاستقطاب فئات متعددة من المستهلكين، سواء من أصحاب الدخول المرتفعة أو الباحثين عن أفضل العروض بأقل تكلفة.

وفي تطور لافت، لعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في قرارات الشراء، حيث استعان عدد كبير من المتسوقين بخدمات الدردشة الذكية لمقارنة الأسعار واختيار المنتجات، ما أدى إلى قفزة ضخمة في حركة المرور المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على مواقع البيع بالتجزئة، بلغت 670% في «الاثنين السيبراني»، و805% في «البلاك فرايدي» مقارنة بالعام الماضي.

كما سجّلت خدمات «اشترِ الآن وادفع لاحقًا» أعلى مستويات استخدامها على الإطلاق خلال «الاثنين السيبراني»، بإجمالي إنفاق بلغ 1.03 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 4.2%، في ظل سعي المستهلكين إلى توزيع نفقاتهم ومواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.

ورغم الإغراءات الكبيرة التي فرضتها الخصومات، أشار محللون إلى أن شريحة واسعة من المتسوقين تعاملت بحذر هذا العام، وفضّلت مراقبة الأسعار وتجنّب الاندفاع في الشراء، في محاولة للحفاظ على توازن ميزانياتهم وسط أجواء اقتصادية لا تزال تتسم بالحذر.