741 مليار دولار تخنق الدول النامية، تحليل لأقسى دورة مالية خلال 50 عامًا ومخاطر الدين المحلي
الخميس، 04 ديسمبر 2025 01:16 م
741 مليار دولار تخنق الدول النامية
ميرنا البكري
على مدار آخر 3 سنوات، تعرضت الدول النامية لواحدة من أقسى الدورات المالية منذ أكثر من 50 عاما، ووصلت الفجوة بين ما تنفقه الدول في خدمة ديونها وبين التمويل الجديد وصلت إلى 741 مليار دولار من 2022 لـ 2024، كما أوضح البنك الدولي أن الظروف المالية تحسنت قليلًا لكن الدول النامية ما زالت في مرمى الخطر.

ارتفاع تكلفة الدين، فائدة مرتفعة ومساحة مالية تضيق
في 2024 فقط، وصلت مدفوعات الفائدة رقم قياسي 415.4 مليار دولار، ورغم أن أسعار الفائدة العالمية بدأت تهبط، وديون الدول النامية لا يوجد بها تنزيلات، نظرًا لأن أغلب التمويل خلال السنوات الماضية كان بأسعار مرتفعة، وعندما عادت الدول لتصدر سندات مرة أخرى، وجدت نفسها تقترب من فائدة على حافة 10%، أي ضعف ما قبل 2020، فكلما تحاول الدول توسيع إنفاقها أو دعم استثماراتها، تسيطر الفائدة على هذه المساحة بالكامل.
عودة لأسواق السندات، التمويل متاح بأعلى سعر
مع نهاية دورة رفع الفائدة العالمية، عادت الكثير من الدول لتطرق باب أسواق السندات، لكن هذا الرجوع كان بفاتورة كبيرة، وكانت تكاليف الاقتراض أعلى من أي وقت قبل كورونا، فشهية المستثمرين أصبحت أقل، والتمويل الرخيص اختفى تقريبًا، وأصبحت الدول النامية أمام معادلة صعبة فإما اللجوء إلى التمويل المكلف أو إيقاف أنشطة ومشاريع ضرورية.
التحول للدين المحلي، خطوة ضرورية لكن بمخاطر جديدة
لجأت 50 دولة نامية خلال السنة الماضية للدين من السوق المحلي، والدين المحلي نفسه أصبح ينمو أسرع من الدين الخارجي، ونظريًا يعتبر هذا التحول إيجابيًا لأنه يعكس تطور سوق الائتمان المحلي، لكن البنك الدولي يحذر من 3 تأثيرات معقدة:-
1. ضغط على البنوك التي تستمر في تمويل الحكومة بدلًا من القطاع الخاص.
2. زيادة تكلفة إعادة التمويل بسبب آجال الاستحقاق القصيرة.
3. رفع التضخم لأن الاقتراض المحلي يفرض مستويات فائدة أعلى داخليًا.
موجة إعادة الهيكلة، العالم الناشئ يعيد ضبط الساعة
شهدت 2024 أكبر موجة لإعادة هيكلة الديون منذ 14 عام، فتم إعادة ترتيب حوالي 90 مليار دولار، ودول مثل غانا وزامبيا وسريلانكا وأوكرانيا وإثيوبيا دخلت في عمليات إعادة هيكلة، وفي دول تم شطب جزء من ديونها مثل هايتي والصومال، وهذا مؤشر واضح على أن عدد الدول التي لا تستطيع الاستمرار على نفس وتيرة السداد يزداد.
انهيار الإقراض الثنائي، التمويل الرخيص يختفي من الخريطة
هبط الإقراض الثنائي من دولة لدولة بنسبة 76% ووصل لـ 4.5 مليار دولار فقط وهو أقل مستوى منذ أزمة 2008، والعديد من الدول قللت تمويلها، فالصين تراجع التزاماتها والخليج يركز على مشاريعه الداخلية وأوروبا تنشغل بأزماتها، وبالتالي أصبحت الدول النامية مضطرة للجوء للقطاع الخاص، وفي المقابل يعرض هذا القطاع التمويل بتكلفة بالغة الارتفاع.
نصف الدول الفقيرة في أزمة ديون، والعدد يزداد
هناك 54% من الدول منخفضة الدخل الآن في أزمة ديون أو على حافة الدخول بها مما يهدد معدلات النمو وإنفاق الدولة وقدرتها على جذب استثمارات واستقرار عملاتها على المدى القريب أي الخطر أصبح عام وليس حالات فردية.
التوقعات، إلى أين يتجه المشهد؟
ستلحق دول أخرى بمن سبقوها خاصةً الدول التي لديها استحقاقات 2025–2027، واعتماد أكبر على الدين المحلي
سيخفف الضغط الخارجي لكن سيزود التضخم ويقلل تمويل القطاع الخاص مع صعود دور المؤسسات الدولية، فالبنك الدولي وصندوق النقد سيعوضون جزئيًا تراجع التمويل الثنائي، لكنهم لن يغلقوا الفجوة، وأيضًا استمرار ارتفاع عوائد السندات
بسبب المخاطر السياسية وعدم اليقين العالمي.
في النهاية هذه الازمة ليست فردية بل تشمل نصف الدول الفقيرة، ويُتوقع أن تلحق دول أخرى بهذه الأزمة الفترة المقبلة (2025-2027)، فصندوق النقد والبنك الدولي قد يقللون من حدة الازمة قليلًا لكن لن يغلقا الفجوة بالكامل والضغط على موازنات هذه الدول لازالت تنمو، وتتطلب الحلول تدخل عالمي أكبر لكي تستطيع الدول المنافسة والاستثمار في مستقبلها بدلًا من إنفاق أموالها على خدمة الدين.
اقرأ أيضًا:-
البنك الدولي يحذر من ديون الدول النامية بعد الوصول لفجوة تمويل هائلة
تقرير "يورومونيتور": العالم يدخل 2026 في توازن هش، ومخاطر الديون والمناخ تتجاوز التضخم

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تقرير "يورومونيتور": العالم يدخل 2026 في توازن هش، ومخاطر الديون والمناخ تتجاوز التضخم
03 ديسمبر 2025 05:00 م
لماذا تتجه شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى إلى الأسواق الناشئة؟، الهند نموذجًا
03 ديسمبر 2025 01:00 م
سوق القمح العالمي بين وفرة الإنتاج وتحولات الطلب، إلى أين يتجه حتى 2030؟
03 ديسمبر 2025 09:25 ص
أكثر الكلمات انتشاراً