الخميس، 04 ديسمبر 2025

08:32 م

الزراعة الذكية تقود سوق الفواكه والخضروات إلى قمة عالمية بـ935 مليار دولار في 2030

الخميس، 04 ديسمبر 2025 06:56 م

سوق الفواكه والخضروات

سوق الفواكه والخضروات

يشهد سوق الفواكه والخضروات العالمي تحولًا جذريًا مدفوعًا بالزراعة الذكية والتحول الرقمي، مما يجعل هذا القطاع أحد أهم رافعات الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي عالميًا خلال النصف الثاني من العقد الحالي.

ووفقًا لتقديرات Mordor Intelligence، من المتوقع أن يقفز حجم السوق من 712 مليار دولار في 2025 إلى نحو 935 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 5.6%.

يأتي هذا النمو في ظل واقع اقتصادي شديد التعقيد، يشمل اضطرابات سلاسل الإمداد، وتغير المناخ، وتنامي الطلب على الأغذية الطازجة عالية الجودة، إلا أنه رغم ذلك، يشهد القطاع قدرة استثنائية على التكيف بفضل ثورة الزراعة الحديثة والتحول الرقمي العميق الذي يشمل الإنتاج والتوزيع، وصولًا إلى المستهلك النهائي.

سوق الفواكه والخضروات

الشرق يواصل السيطرة.. وآفاق واسعة لإفريقيا

يحافظ إقليم آسيا والمحيط الهادئ على موقعه كأكبر سوق للفواكه والخضروات بنسبة 42.7% من القيمة العالمية في 2024. 

ويعود ذلك إلى قوة الصين في سلاسل الإمداد الزراعية، وتطور طرق النقل البري والبحري، والدعم الحكومي الهائل لسلاسل التبريد التي تتجاوز استثماراتها السنوية 50 مليار دولار. 

إضافة إلى ذلك، ساهمت الاتفاقات التجارية داخل المنطقة في خفض الرسوم الجمركية، ما عزز الحركة البينية للمنتجات الطازجة عبر الحدود.

على الجانب الآخر، تشهد إفريقيا صعودًا لافتًا مع توقعات بنمو سنوي يبلغ 6.3% حتى 2030، وهو الأعلى عالميًا، كما بدأت الدول الإفريقية تتحول من الزراعة التقليدية إلى نظم إنتاج متطورة. 

فقد ارتفعت صادرات كينيا من الأفوكادو بفضل تحسين البنية اللوجستية وتوقيع اتفاقات شحن مباشرة إلى أوروبا، بينما توسعت نيجيريا في تصنيع المانجو المجفف للتصدير إلى الخليج، مما أظهر قدرة القطاع الإفريقي على خلق قيمة مضافة وتوسيع علاقاته التجارية.

التقنيات الزراعية تعيد رسم خريطة الإنتاج العالمي

خلال السنوات الماضية، اكتسبت الزراعة في البيئات المحكمة CEA أهمية كبرى، خاصة في الدول التي تعاني من تراجع المساحات الزراعية أو مناخ غير مستقر، وتشير التوقعات إلى نمو سنوي في مساحات الزراعة الرأسية يتجاوز 35% حتى 2027، ما يغير نماذج الإنتاج التقليدية بشكل جذري.

وتوفر هذه الأنظمة إنتاجًا ثابتًا طوال العام، مع خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالزراعة التقليدية، وتقليل الفاقد وسرعة الوصول للمستهلك بفضل قرب مواقع الإنتاج من المدن الكبرى. 

كما أن المحاصيل المنتجة في هذه النظم مثل الخس والأعشاب الطازجة، تحقق قيمة مضافة نظرًا لعدم احتوائها على مبيدات، ما يمنحها موقعًا تنافسيًا في أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية.

الابتكار الجيني

الابتكار الجيني يضع نهاية لفاقد الفواكه سريع التلف

ويخسر العالم سنويا نحو 400 مليار دولار سنويًا بسبب تلف الفواكه والخضروات، وهو ما دفع الشركات إلى تطوير أصناف جديدة عبر التعديل الجيني (Gene Editing) تمتلك عمرًا افتراضيًا أطول. 

ومن الأمثلة البارزة، أصناف الموز غير القابلة للاسمرار التي تحافظ على جودتها لمدة تتراوح بين 14 و21 يومًا مقارنة بـ5 حتى 7 أيام فقط للصنف التقليدي.

هذا التطور لا يخدم فقط المستهلك، بل يمثل فرصة كبرى للدول النامية التي تواجه صعوبة في التصدير إلى أسواق بعيدة، إذ يتيح لها الدخول بثقة إلى تلك الأسواق دون خوف من التلف أو خسائر الجودة أثناء الشحن.

التجارة الإلكترونية تحرر سلاسل الإمداد من الحدود

شهدت تجارة الفواكه والخضروات عبر الإنترنت طفرة هائلة، خصوصًا في آسيا التي سجلت نموًا بلغ 45% في الشحنات العابرة للحدود خلال 2024. 

ومع تطور شبكات التبريد، أصبح بالإمكان إيصال المنتجات الطازجة إلى المستهلك النهائي خلال 48–72 ساعة فقط، حتى عند شحنها عبر مسافات طويلة.

وتقدم التجارة الإلكترونية للمزارعين فرصة للوصول المباشر للمستهلكين دون وسطاء، مما يزيد هوامش الربح بنحو 10–15 نقطة مئوية، كما يحصل المستهلك على منتجات أعلى جودة وبأسعار أقل من أسعار المتاجر التقليدية.

وبحسب خبراء التجارة الرقمية، يعد هذا النمو مقدمة لثورة أوسع سوف تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالطلب وتقديم توصيات شخصية للمستهلك.

الخضراوات والفواكه

الصحة العامة ترفع الاستهلاك.. والدول تتحرك دعمًا للتغذية السليمة

يعيش العالم حالة وعي متزايدة بأهمية الغذاء الصحي، خصوصًا بعد مبادرات حكومية تربط بين تناول الفواكه والخضروات ورفع المناعة، وقد شهدت الأسواق الغربية ارتفاعًا في المبيعات بنسبة 12% في الربع الأول من 2025 عقب حملات وطنية واسعة.

كما رفعت منظمة الصحة العالمية توصياتها إلى 5–7 حصص يوميًا، ما حفز النمو في الأسواق المتقدمة ورفع الطلب في المدارس والمستشفيات والمؤسسات.

نقص العمالة الزراعية تهديد صامت

تعاني الولايات المتحدة وأوروبا من نقص حاد في العمالة الزراعية، حيث شهدت بعض المناطق انخفاضًا في قدرة الحصاد وصل إلى 15% خلال 2024. 

وفي بعض الولايات الأمريكية، ترك ما يصل إلى 30% من محصول الخوخ دون حصاد بسبب نقص العمالة، هذا النقص يتسبب في ارتفاع تكلفة الإنتاج ويزيد أسعار المستهلك، كما يجبر المزارعين على تقليل المساحات المزروعة.

فواكه وخضراوات

ملوحة التربة.. ضريبة تغير المناخ

تظهر بيانات Mordor Intelligence، فقدان مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة بسبب ملوحة التربة الناجمة عن ارتفاع مستوى البحار، ففي كاليفورنيا وحدها، خسر القطاع نحو 180 ألف فدان من الأراضي الزراعية المنتجة. 

أما في منطقة المتوسط، فتنفق إسبانيا وإيطاليا أكثر من 2.2 مليار دولار سنويًا على المعالجة، إلا أن هذه الجهود لا تمنع الخسائر تمامًا، ما يجعل القضية تهديدًا طويل الأمد لإنتاج الخضروات.

تشدد معايير سلامة الأغذية يرفع نسبة الرفض الجمركي

مع اتجاه اليابان والاتحاد الأوروبي إلى تشديد الحدود القصوى لبقايا المبيدات، ارتفعت معدلات رفض الشحنات الزراعية، ما يكبد المصدرين خسائر كبيرة. 

الأسواق الأكثر تضررًا هي تلك التي تعتمد على تصدير منتجات حساسة مثل التوت والحمضيات.

الفواكه تتصدر لكن الخضروات تتسارع

رغم أن الفواكه تستحوذ على 55.7% من إجمالي السوق، فإن الخضروات تعد الأسرع نموًا بفضل التحول العالمي نحو الأنظمة الغذائية الصحية والطبخ السريع. 

وتدعم هذه الطفرة المنتجات الجاهزة مثل السلطات المغسولة مسبقًا والوجبات النباتية، التي تشهد إقبالًا متزايدًا من فئة الشباب والموظفين.

كما ساهمت تقنيات ما بعد الحصاد، مثل نظم ضبط الإيثيلين في الشحن، في خفض الهدر بنسبة تصل إلى 40%، مما زاد من قدرة الشركات على التوسع في المنتجات عالية الهامش.

التكنولوجيا الزراعية

مستقبل السوق.. سباق بين الاستدامة والتكنولوجيا

تتحرك أوروبا نحو التخلص من البلاستيك أحادي الاستخدام، مما يشجع على تبني عبوات مبتكرة ومواد صديقة للبيئة، أما في آسيا، فيتم التركيز على تقليص زمن التوصيل وتحسين نظم سلسلة التبريد، بينما تراهن أمريكا الشمالية على الابتكار الجيني والزراعة الرأسية عالية الإنتاج.

ومن المتوقع أن يؤدي “الكربون الحدودي” الذي تدرسه المفوضية الأوروبية إلى منح ميزة تنافسية للمنتجين منخفضي الانبعاثات، خصوصًا داخل المزارع الرأسية التي تعتمد على الطاقة المتجددة.

يقف سوق الفواكه والخضروات على أعتاب تحول جذري يجمع بين التقنية والتجارة والطلب الصحي. ورغم التحديات، فإن الاتجاهات الكبرى من الزراعة الذكية إلى التجارة الإلكترونية والوعي الغذائي، تدفع السوق إلى مسار نمو ثابت ومستدام.

وبحلول 2030، لن يكون هذا السوق مجرد جزء من سلة الغذاء العالمية، بل قطاعًا استثماريًا عالي الجاذبية، يمزج بين الابتكار الزراعي والذكاء اللوجستي، ويقدم فرصًا هائلة للدول والشركات التي تتمكن من مواكبة هذا التحول.

 

اقرأ أيضًا:

سوق القمح العالمي بين وفرة الإنتاج وتحولات الطلب، إلى أين يتجه حتى 2030؟

الكرز الطازج يتصدر الأسواق العالمية وصادرات آسيا تقود نمو 2030 نحو مليار دولار

سوق الفراولة الطازجة، ذهب أحمر يقود ثورة زراعية عالمية حتى 2030 والمكسيك الأعلى صادرات بـ1.3 مليار

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search