الخميس، 04 ديسمبر 2025

04:17 م

سباق إنفيديا وجوجل على HBM يخفض مخزون DRAM لأسبوعين فقط، وخارطة جديدة لسوق الرقائق العالمية

الخميس، 04 ديسمبر 2025 02:44 م

أزمة HBM

أزمة HBM

ميرنا البكري

شهدت صناعة رقائق الذاكرة العالمية تحولًا جذريًا خلال عامين فقط، حيث قلب الطلب المتزايد على الرقائق المتقدمة الطاولة على الصناعة بأكملها، ودخلت شركات التكنولوجيا الكبرى التي تبني مراكز بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي، مثل إنفيديا، وجوجل، ومايكروسوفت، وعلي بابا، في سباق محموم على مكون واحد هو الذاكرة المتطورة (High Bandwidth Memory - HBM).

نقص حاد وارتفاع متصاعد في الأسعار

أدى هذا الطلب الهائل إلى نقص عالمي حاد في رقائق الذاكرة HBM، مما تسبب في ارتفاع متصاعد ومستمر في الأسعار، وتحول الوضع إلى أزمة اقتصادية وصناعية حقيقية وليس مجرد نقص مؤقت.

وتخشى الشركات المصنعة الكبرى من توسيع طاقاتها الإنتاجية بشكل مفرط، خوفًا من الوقوع في فخ الإفراط في العرض في المستقبل، وهو ما يزيد من حدة الأزمة الحالية.

نقص رقائق الذاكرة يرفع أسعار الهواتف والسيارات عالمياً
رقائق الذاكرة

نقص HBM يعمق الأزمة

يشهد السوق العالمي لرقائق الذاكرة حاليًا اختناقًا مزدوجًا، حيث أدى سباق التسلح التكنولوجي لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى (كإنفيديا وجوجل ومايكروسوفت وعلي بابا) إلى نقص حاد في الذاكرة المتطورة (HBM) التي تعد القلب النابض لمعالجات الذكاء الاصطناعي، هذا التركيز في الإنتاج تسبب أيضًا في نقص في الذاكرة التقليدية (DRAM والفلاش)، مما أدى لارتفاع الأسعار في كل الأسواق.

صناعة الإلكترونيات في مأزق.. وارتفاع الأسعار يصل للمستهلك

يُعقد الوضع تخوف الشركات المصنعة الكبرى (مثل سامسونج وإس كي هاينكس وميكرون) من التوسع المفرط وبناء مصانع جديدة، خوفًا من تراكم الرقائق في حال تراجع الطلب فجأة.

 يضاف إلى ذلك أن بناء مصنع جديد يستغرق عامين على الأقل للبدء في الإنتاج، مما يجعل المصانع الحالية غير قادرة على مجاراة الطلب الجنوني المتزايد.

أثر هذا النقص بشكل مباشر على صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، حيث انخفض مخزون شركات DRAM من 17 أسبوعًا إلى أسبوعين فقط، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الذاكرة في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ورفعت شركة سامسونج أسعار ذاكرة الخوادم بنسبة 60%، وحذرت شركات صينية من زيادات مرتقبة بين 20% و 30% بحلول يونيو 2026، مما يؤكد أن المستهلك النهائي هو من يتحمل التكاليف.

وتسيطر كوريا الجنوبية (بشركتي سامسونج وإس كي هاينكس) على أكثر من ثلثي سوق DRAM، فقد تحولت الأولويات الآن لتركيز أساسي على زيادة إنتاج HBM. 

ويشير التقرير إلى أن الطلب المستقبلي الضخم، مثل حاجة مشروع "Stargate" إلى 900 ألف رقاقة شهريًا بحلول 2029 (وهو ضعف الإنتاج العالمي الحالي)، سيحد من فرص الشركات الأخرى للمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.

حرب تكنولوجية بين الصين وأميركا.. من يكسب معركة الذكاء الاصطناعي؟ |  التلفزيون العربي
تصعيد أمريكي صيني على التكنولوجيا

توقعات الأسعار والسيناريوهات المستقبلية

توقعات الأسعار تشير إلى أن الارتفاع لا يزال في بدايته، حيث تتوقع "Counterpoint Research" زيادة 30% في أسعار الذاكرة في الربع الرابع من 2025، وزيادة إضافية 20% في بداية 2026. هذا يعني أن الفترة 2025-2027 ستشهد أسوأ موجة ارتفاع أسعار للرقائق منذ 15 عامًا.

ومن المتوقع أن يستمر الضغط مع تداعيات طويلة المدى تشمل: استدامة ارتفاع الأسعار، تأخر تفعيل الطاقة الإنتاجية للمصانع الجديدة حتى 2027 أو 2028، وخروج الشركات الصغيرة من المنافسة. ويحذر التقرير من أن أي تصعيد أمريكي صيني على تكنولوجيا الرقائق سيؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار وتقييد لصادرات الذاكرة العالمية.

في النهاية، ما حدث في سوق رقائق الذاكرة يعتبر تحولًا جذريًا في صناعة تُبني عليها الحياة الرقمية بأكملها، من أبسط هاتف لأكبر مركز بيانات يشغل نماذج ذكاء اصطناعي عملاقة، وما يتضح الآن أن العالم مقبل على سباق طويل، يستمر به الكبار، والأسعار في الأغلب لن تعود لمستوياتها القديمة.

باختصار، من يسيطر على الذاكرة يتحكم في مستقبل التكنولوجيا، ومن لا يستطيع ضمان حصته من HBM والـ DRAM، سيجد نفسه خارج اللعبة حتى لو كان لاعب قديم.

اقرأ أيضًا:

سباق الرقائق متناهية الصغر يغيّر قواعد القوة الاستخبارية في 2026

إنفيديا تحقق أرباحا قياسية مدفوعة بالطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي

كوارث الذكاء الإصطناعي| بين الوهم التكنولوجي والمخاطر الحقيقية - بوابة  الأهرام بيزنس
الذكاء الاصطناعي يسيطر على سوق الرقائق عالميًأ

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search