اكتشاف تاريخي جديد، الذهب يغيّر حسابات الاقتصاد الصيني

في الوقت الذي تبحث فيه الصين عن أدوات لتعزيز اقتصادها في مواجهة ضغوط الانكماش العميقة، جاء الإعلان عن اكتشاف واحد من أكبر رواسب الذهب في تاريخها ليضيف عاملًا جديدًا إلى المشهد.

وبينما تتوسع الاحتياطيات وتسجل أسعار الذهب ارتفاعات قياسية داخل السوق المحلية، يبرز المعدن النفيس لاعبًا غير تقليدي في كبح التراجع الحاد للأسعار، بل وفي تشكيل ملامح المؤشرات الاقتصادية الرئيسية.

اكتشاف ضخم يعزز الاحتياطيات الاستراتيجية

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الموارد الطبيعية الصينية، أمس الجمعة، عن اكتشاف أول رواسب ذهب كبيرة ومنخفضة المستوى في مقاطعة لياونينج شمال شرقي البلاد، في موقع "دادونجقو"، موضحة أن الاحتياطي يقدر بنحو 2.586 مليار طن من الذهب الخام، و1444.49 طنًا من الذهب القابل للاستخراج بمعدل 0.56 جرام/طن.

ووصفت الوزارة الاكتشاف بأنه تاريخي وسيسهم في إنشاء قاعدة إنتاج ذهب عالمية المستوى، بما يدعم خطط التنمية عالية الجودة في شمال شرق البلاد، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وتسعى الصين إلى تعزيز مخزونها من الذهب، وبلغت حجم الاحتياطيات الرسمية نحو 74.09 مليون أونصة بنهاية أكتوبر، بزيادة سنوية قدرها 1.8%، وبقيمة تجاوزت 297 مليار دولار، وفق بيانات بنك الشعب الصيني.

ورغم ارتفاع الاحتياطيات، سجل استهلاك الذهب المحلي تراجعًا بنسبة 8% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، فيما ارتفع الإنتاج المحلي 1.4% ليصل إلى 272 طنًا.

الذهب.. الحصن التقليدي الذي يعيد رسم مؤشرات الاقتصاد

وعلى مدار التاريخ، ينظر إلى الذهب كملاذ آمن يحمي من التضخم. إلا أن الصين اليوم تقدم حالة معاكسة تمامًا، فالاقتصاد يعاني من انكماش صريح، ومع ذلك ترتفع أسعار الذهب محليًا إلى مستويات قياسية، ليصبح عاملًا رئيسيًا في دفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) إلى المنطقة الإيجابية.

وبحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، شكل ارتفاع أسعار الذهب والبلاتين قوة مؤثرة في الصعود البالغ 1.2% في المؤشر الأساسي خلال أكتوبر، وهي أسرع وتيرة منذ نحو عامين.

وأشارت تقديرات "جولدمان ساكس" و"شينوان هونج يوان" إلى أن نصف الارتفاع تقريبًا في المؤشر الأساسي يعود إلى الذهب وحده.

وتندرج أسعار المجوهرات ضمن فئة "السلع والخدمات المتنوعة" في سلة CPI، وقد ارتفعت هذه الفئة بنسبة 12.8% على أساس سنوي، رغم أن وزنها لا يتجاوز 1%، وفق مكتب الإحصاء الصيني.

ارتفاع مؤقت أم إشارة على تحول اقتصادي؟

رغم الوهج الذي أضافه الذهب على بيانات التضخم، يجمع محللون على أن هذا التحسن ظرفي وغير كافٍ لمعالجة جذور الانكماش.

وفي هذا السياق، قال زيتشون هوانج، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، إن مكاسب التضخم تعكس عوامل مؤقتة، أبرزها ارتفاع الذهب، مؤكدا أن اختلالات العرض والطلب لا تزال تولد ضغوطًا انكماشية ستستمر لفترة.

ويظل السؤال مفتوحًا، هل يمنح الذهب الصين مهلة لالتقاط الأنفاس في مواجهة الانكماش، أم أن بريقه يخفي عمق التحديات التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم؟.

اقرأ أيضًا:

صادرات بيرو من الذهب للصين تتجاوز 4 أضعاف العام الماضي (تفاصيل)

تكديس الذهب، الصين تواجه أمريكا بسلاح تشتريه سراً

من الدولار إلى الذهب، الصين تراهن على المعدن النفيس لمواجهة الضغوط الأمريكية (تفاصيل)

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.