الجمعة، 14 نوفمبر 2025

07:24 م

اقتصاد جديد يولد بالملاعب، الرياضة من الترفيه إلى صناعة بـ507 مليارات دولار

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 05:15 م

صناعة الرياضة

صناعة الرياضة

كريم قنديل

لم تعد الرياضة مجرد منافسة داخل الملاعب أو نشاط ترفيهي، بل تحولت إلى صناعة اقتصادية عملاقة تؤثر على مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، لتصبح أحد أهم روافد الاقتصاد العالمي غير النفطي وركيزة جديدة في معادلة التنمية الحديثة.

Global sports industry on track for more growth

الرياضة تقتحم قائمة الاقتصادات الكبرى

تشير البيانات إلى أن حجم سوق الرياضة العالمي سيبلغ نحو 507 مليارات دولار بحلول عام 2025، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لدول متقدمة مثل الدنمارك وقبرص مجتمعين.

وعند احتساب الأنشطة المساندة من السياحة الرياضية إلى صناعة المعدات واللوجستيات والخدمات المرتبطة تتجاوز القيمة الإجمالية للقطاع 2.6 تريليون دولار، في مؤشر على عمق التحول من “الرياضة كهواية” إلى “الرياضة كصناعة قائمة بذاتها”.

كما تجاوزت مبيعات الملابس الرياضية 220 مليار دولار في عام 2024، وبلغت عقود الرعاية قرابة 115 مليار دولار، ما يعكس جاذبية القطاع للمستثمرين، خصوصاً بعد أن استقطب أكثر من 31 مليار دولار من الاستثمارات خلال العامين الأخيرين، معظمها من الصناديق السيادية وصناديق الأسهم الخاصة.

الشرق الأوسط.. مركز صاعد في خريطة الاقتصاد الرياضي

تسجل منطقة الشرق الأوسط معدلات نمو تفوق المتوسط العالمي، حيث ينمو القطاع بنحو 9% سنوياً مقابل 6% على المستوى العالمي، وتقدّر الفرص الاقتصادية في المنطقة بنحو 75 مليار دولار، مع خطط استثمارية تتجاوز 100 مليار دولار حتى عام 2034.

تقود السعودية والإمارات ومصر هذا التحول عبر تطوير بنية تحتية رياضية متكاملة تشمل الملاعب والمجمعات الرياضية والسياحية، إلى جانب إدماج الرياضة في استراتيجيات التنويع الاقتصادي.

ففي السعودية، تُبنى منشآت رياضية كبرى تشمل ملاعب البولو ومرافق الجولف ضمن رؤية استقطاب الفعاليات الدولية، بينما تمزج الإمارات بين الرياضة والسياحة التجريبية عبر بطولات الجولف والفورمولا 1 والتنس، ما جعلها لاعباً محورياً في الاقتصاد الرياضي العالمي.

أما في مصر وشمال إفريقيا، فيشكل الطلب السكاني المرتفع والشعبية الرياضية الكبيرة أرضاً خصبة لتطوير مدن رياضية متكاملة، مثل مشروع المدينة الرياضية للنادي الأهلي، التي تمثل نموذجاً اقتصادياً يدمج بين الرياضة والتجارة والعقارات والترفيه في منظومة واحدة.

أثر الاقتصاد الرياضي على الناتج المحلي

لم يعد تأثير الرياضة محصوراً في النشاط الرياضي نفسه، بل يمتد إلى قطاعات فرعية مثل السياحة، والنقل، والضيافة، والإعلام، وتجارة التجزئة.
وتظهر التجارب الحديثة في مدن مثل الرياض ودبي وأبوظبي كيف يمكن للفعاليات الرياضية الكبرى أن ترفع معدلات الإشغال الفندقي والإنفاق السياحي وتحفز النشاط التجاري.

كما أن الدمج بين الفعاليات الرياضية والثقافية كما حدث في القاهرة مع افتتاح المتحف المصري الكبير بالتزامن مع بطولات رياضية يعزز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني من خلال ما يعرف بـ”اقتصاد المناسبات”.

تحولات في سلوك المستثمرين

تغيرت طبيعة الاستثمار في الرياضة جذرياً. فبعد أن كان يتركز على امتلاك الأندية والمنشآت، بات يشمل اليوم الاستثمار المالي غير المباشر عبر صناديق متخصصة، وتطوير المناطق المحيطة بالمرافق الرياضية كمشروعات عقارية وسياحية متكاملة، فهذه المقاربة الجديدة تعكس نضجاً في الرؤية، إذ أصبح المستثمر ينظر إلى الرياضة باعتبارها أصل إنتاجي طويل الأجل، يدر عوائد مالية مستدامة من حقوق البث والتذاكر والرعاية والإعلانات، إضافة إلى العوائد العقارية والتجارية المتولدة من البنية التحتية.

رياضات جديدة تجذب رؤوس الأموال

رغم استمرار كرة القدم في صدارة الرياضات من حيث الجمهور والعائد، إلا أن الرياضات الفاخرة مثل الجولف والبولو والمصارعة وNBA باتت تجذب فئة مختلفة من المستثمرين ذوي الإنفاق المرتفع.

هذه الرياضات تخلق عوائد أعلى للفرد الواحد رغم محدودية الجماهير، ما يتيح تنويع المحافظ الاستثمارية داخل القطاع وتحقيق توازن بين الانتشار الجماهيري والعائد النوعي.

من الشغف إلى الجدوى الاقتصادية

التحول الأبرز في العقد الأخير هو انتقال الاستثمارات الرياضية من الإنفاق بدافع الشغف والانتماء إلى التوظيف المالي المحترف، حيث باتت الأندية والبطولات والمرافق الرياضية جزءاً من المحافظ الاستثمارية للصناديق السيادية والمستثمرين الكبار.

هذا التوجه يعزز من رسوخ فكرة “الرياضة كاقتصاد”، ويحوّلها إلى قناة استثمارية واعدة تضاهي قطاعات التكنولوجيا والعقارات في العائد والنمو.

الرياضة ركيزة في الاقتصاد الجديد

الرياضة لم تعد نشاطاً جانبياً، بل عنصراً إنتاجياً أساسياً في الاقتصاد الحديث، يساهم في تنويع الدخل وجذب رؤوس الأموال وتحسين الصورة الدولية للدول المستثمرة فيه.

البيئة الإقليمية مهيأة لتحويل هذا القطاع إلى أحد أعمدة الاقتصاد غير النفطي خلال العقد المقبل، في ظل التوجهات الحكومية الطموحة وتدفقات رأس المال الضخمة.

وبينما تتسارع الاستثمارات العالمية والإقليمية في الملاعب والمهرجانات والأندية، يبدو واضحاً أن الاقتصاد الرياضي في طريقه لتجاوز مفهوم الترفيه، ليصبح أحد محركات النمو الرئيسة في العالم، يجمع بين المال والثقافة والهوية في منظومة اقتصادية واحدة.

اقرأ أيضًا:

مباريات المال والنفوذ، كرة القدم تتحول لمناجم ذهب بمليارات الدولارات

مركز المستقبل - دوافع إطلاق السعودية مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية  الرياضية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search