الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

11:05 م

%156 رسوم على واردات السكر، قرار يعيد رسم ملامح السياسة التجارية في المكسيك

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 06:10 م

المكسيك تفرض رسوم بـ 156% على واردات السكر

المكسيك تفرض رسوم بـ 156% على واردات السكر

ميرنا البكري

بدأت المكسيك خطوة حاسمة في سياستها التجارية يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن فرضت الحكومة الجديدة بقيادة الرئيسة كلوديا شينباوم رسوم جمركية ضخمة على واردات السكر وصلت لـ 156% على الكيلوجرام من السكر الخام والمكرر، و210.44% على السكر السائل المكرر. يُعد هذا القرار تحولا اقتصاديا يحمل في طياته رسائل كثيرة عن اتجاه الدولة في حماية إنتاجها المحلي من الانهيار، خاصةً بعد سلسلة من المواسم الضعيفة بسبب الطقس وسوء الأحوال الزراعية.

Amazon.com : BELECO 10x8ft Fabric Mexico National Flag Backdrop Mexican Dia  De La Independencia Night Light Bokeh Spots Background Mexico Party Banner  Decorations Holiday Party Supplies Photo Studio Shoot Props : Electronics
المكسيك

أزمة إنتاج وسوق يتقلب

على مدار 3 مواسم إنتاج متتالية، واجهت المكسيك مشاكل في إنتاج السكر، بسبب الطقس الذي أثر على المحصول، فتراجع الإنتاج واضطرت الدولة لاستيراد كميات أكبر لتعويض النقص، ورغم أن المكسيك ليس من الدول التي تستورد الكثير من السكر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة واضحة في الواردات، وصلت تقريبًا لمليون طن في آخر 3 مواسم، فبالتالي أصبح المعروض المحلي مهدد، والأسعار الدولية المنخفضة ضغطت على السوق الداخلي بشكل جعل المزارعين والمصانع المحلية على حافة الخسارة.

قرار المكسيك يمنح صناعة السكر فرصة لاستعادة توازنها

وقال رئيس منظمة منتجي قصب السكر، كارلوس بلاكالر في تصريحات خاصة لرويترز: "النظام الجمركي الجديد يوفر حماية أكبر للمنتج المحلي"، هذه الجملة تلخص فلسفة القرار، أي الدولة تسعى لمنع انهيار الأسعار الداخلية وتعطي دفعة للإنتاج المحلي قبل موسم 2025/2026، فالرسوم المرتفعة تعني أن الاستيراد سيصبح غير مجديًا اقتصاديًا، مما يجعل السوق المحلي يعتمد على الإنتاج الداخلي بالكامل.

 مكسب مؤقت، لكن التحدي في الاستدامة

سيرفع القرار أرباح منتجي السكر في المدى القصير، لكن الصورة على المدى الطويل أكثر تعقيدًا، والأسعار المحلية ستزداد مما قد يضغط على شركات الصناعات الغذائية والمشروبات التي تعتمد على السكر كمكون أساسي.

فالمستهلك المكسيكي سيتأثر أيضًا، لأن أي زيادة في تكلفة الإنتاج ستتحملها الأسعار النهائية، فالأسواق الخارجية خاصةً أمريكا التي تستورد من المكسيك قد تعيد النظر في تعاقداتها أو تضغط لتغيير نظام الحصص، فقد تكون الرسوم الجديدة بمثابة درع حماية للمزارعين، لكنها في نفس الوقت عبء على الصناعات الأخرى التي تضطر التعامل مع تكاليف أعلى.

 السوق العالمي للسكر، المكسيك تغير التوازن

يشهد العالم حاليًا تذبذب في أسعار السكر نتيجة لتغيرات الطقس في الهند والبرازيل وانخفاض الإنتاج في تايلاند ودخول المكسيك بسياسات حمائية قوية بهذا الشكل قد يعيد رسم خريطة التجارة العالمية في السكر، خاصةً أن المكسيك من أكبر المنتجين في أمريكا اللاتينية حوالي 5 ملايين طن سنويًا، منها 4 ملايين للاستهلاك المحلي.

اللافت في هذا القرار أن المكسيك تبيع السكر لأمريكا بأسعار تفوق الأسعار العالمية، ما يجعل التصدير أكثر ربحية، ومع ذلك ففرض رسوم جمركية مرتفعة قد يدفع الحكومة إلى تقليل الصادرات والتركيز أكثر على تلبية احتياجات السوق المحلي، وبحسب رويترز فتبلغ الحصة الحالية من صادرات السكر المكسيكي إلى أمريكا نحو 188 ألف طن فقط، وهو ما يعكس توجهًا نحو تقوية السوق الداخلية حتى لو كان ذلك على حساب جزء من العوائد الخارجية.

 توقعات الموسم الجديد، تحسن في الإنتاج لكن بحذر

تشير التوقعات الرسمية إلى أن موسم 2025/2026 سيشهد تحسنا في الإنتاج يصل لـ 5.2 مليون طن، بعد أن كان 4.7 مليون الموسم الماضي، لكن حتى مع هذه الزيادة تظل الرسوم الجديدة عامل ضغط على حركة السوق، لأنها تمنع المنافسة السعرية وتجعل السوق المحلي شبه مغلق، بمعنى آخر اختارت المكسيك  "الاستقرار الداخلي" على حساب "التكامل التجاري"، مما يجعلها تواجه عزلة نسبية في سوق السكر العالمي.

يعتبر قرار المكسيك بفرض رسوم جمركية 156% على السكر تحرك سياسي وتجاري محسوب يهدف لحماية المنتج المحلي من الانهيار بعد موسم صعب، لكن في المقابل قد تكون هذه الرسوم سلاح ذو حدين، من جانب ستحافظ على أرباح المزارعين والمصانع المحلية، ومن جانب آخر، ستخلق تضخم في الأسعار وتضغط على الصناعات الغذائية.

وفي النهاية، يعكس هذا القرار توجه الحكومة الجديدة نحو اقتصاد أكثر "حمائية"، في وقت العالم بأكمله يذهب تجاه الانفتاح والتجارة الحرة، فالسؤال الآن، هل المكسيك تستطيع الموازنة بين حماية المنتج المحلي واستقرار السوق الداخلي؟ أم سيولد هذا القرار تحديات أكبر من الفائدة التي يحققها؟

اقرأ أيضًا:-

ضربة للمكسيك وأوروبا، كيف تؤثر تعريفة ترامب على صناعة الشاحنات العالمية؟

معدل التضخم السنوي يرتفع بالمكسيك في سبتمبر

اتفاقية عمرها 81 عاماً تُفجّر خلافاً جديداً بين أميركا والمكسيك
تبلغ الحصة الحالية من صادرات السكر المكسيكي إلى أمريكا نحو 188 ألف طن

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search