الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

05:35 م

فرص بـ1.3 تريليون دولار، كيف يعيد مؤتمر "كوب 30" تشكيل خريطة الاستثمارات العالمية؟

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 01:10 م

كوب 30 - COP 30

كوب 30 - COP 30

انطلقت أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30 COP 30 )، في مدينة بيليم البرازيلية أمس الاثنين، بمشاركة ممثلين عن نحو 200 دولة، في لحظة توصف بأنها حاسمة في مسار الجهود الدولية لمواجهة أزمة المناخ، إذ تسعى القمة إلى تحويل التعهدات السابقة إلى خطوات عملية، وسط ضغوط متزايدة لخفض الانبعاثات وحشد التمويل اللازم لدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.

ما هو مؤتمر "كوب"؟

يرمز مصطلح "كوب" إلى مؤتمر الأطراف (Conference of the Parties)، وهو الاجتماع السنوي للدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الموقعة عام 1992.

وتهدف الاتفاقية إلى توحيد الجهود العالمية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، مع التأكيد على مبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة"، الذي يحمل الدول الغنية مسؤولية أكبر باعتبارها الأكثر إسهامًا في الانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض، وتتولى الدولة المضيفة، في هذه النسخة البرازيل، رئاسة القمة وتنظيم جدول أعمالها، والعمل طوال العام على تنسيق الجهود الدولية ودفع المفاوضات نحو أهداف محددة.

لماذا تُعد قمة «كوب30» مختلفة هذا العام؟

تحمل نسخة هذا العام رمزية خاصة، إذ تعود القمة إلى البرازيل التي استضافت قبل 33 عامًا "قمة الأرض" في ريو دي جانيرو عام 1992، والتي أُطلقت منها شرارة التعاون الدولي في ملف المناخ.

وتسعى البرازيل إلى إعادة تسليط الضوء على الفئات الأكثر هشاشة مثل الشعوب الأصلية وسكان الغابات، وإلى تأكيد الالتزام بالتعهدات السابقة بدلاً من إطلاق وعود جديدة، كما تُعد "كوب30" أول قمة تعترف رسميًا بفشل العالم في تحقيق هدف حصر الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، ما يفرض على الدول اتخاذ قرارات أكثر جرأة.

ويحمل اختيار مدينة بيليم الواقعة في قلب غابات الأمازون، دلالة رمزية على أهمية حماية الغابات، التي تعتبر "رئة الأرض"، في مواجهة إزالة الأشجار والتوسع الصناعي.

أبرز المشاركين والمحاور في قمة المناخ كوب 30

تحضر القمة وفود من جميع الدول الأعضاء، من بينها تحالف الدول الجزرية الصغيرة المهددة بارتفاع منسوب البحار، ومجموعة الـ77 والصين، ومجموعة أفريقيا، وتكتل باسيك الذي يضم البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين، وتبرز مشاركة هذه الكتل في ظل غياب الدور القيادي السابق للولايات المتحدة بعد إعلان انسحابها من اتفاق باريس للمناخ في يناير الماضي، ما دفع قوى أخرى مثل الصين والبرازيل إلى محاولة سد هذا الفراغ.

أجندة القمة.. تمويل المناخ والتحول من الوقود الأحفوري

تتصدر قضية التمويل المناخي جدول أعمال القمة، حيث تقترح الرئاسة البرازيلية تخصيص 1.3 تريليون دولار سنويًا لتمويل المبادرات المناخية في الدول النامية بحلول عام 2035، وفق ما تم الاتفاق عليه في كوب29 بأذربيجان العام الماضي.

وتسعى القمة إلى وضع خطة لتسليم الدفعة الأولى بقيمة 300 مليار دولار، إلى جانب بحث قضايا مكافحة إزالة الغابات، والتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، والتحول التدريجي بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

مفاوضات معقدة ونقاشات ماراثونية

عادة ما تستمر أعمال القمة على مدى أسبوعين، يتخللهما مفاوضات مكثفة وجلسات مغلقة تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، مع محاولات للتوصل إلى توافق عام بين الدول وليس إجماعًا كاملاً.

وغالبًا ما ترافق القمة فعاليات جانبية واسعة يشارك فيها نشطاء المناخ والشركات ومنظمات المجتمع المدني، إلا أن نسخة هذا العام تميّزت بإلغاء بعض الفعاليات لإتاحة المجال لمزيد من التركيز على التفاوض السياسي والمالي.

من برلين إلى بيليم.. محطات في تاريخ القمم المناخية

  • ريو دي جانيرو 1992: انعقاد أول قمة بيئية عالمية.
  • برلين 1995: انطلاق أول مؤتمر للأطراف (كوب1).
  • كيوتو 1997: التوصل إلى اتفاق تاريخي لخفض الانبعاثات.
  • كوبنها[ن 2009: فشل في التوصل إلى اتفاق شامل.
  • باريس 2015: توقيع اتفاق باريس التاريخي للحد من الاحترار العالمي.
  • جلاسكو 2021: الاتفاق على "خفض تدريجي" لاستخدام الفحم.
  • شرم الشيخ 2022: إقرار صندوق "الخسائر والأضرار" للدول النامية.
  • دبي 2023: توافق على "التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري".
  • باكو 2024: تحديد هدف تمويل سنوي بقيمة 1.5 تريليون دولار بحلول 2035.
  • بيليم 2025: انعقاد "كوب30" في قلب الأمازون من 10 إلى 21 نوفمبر.

قمة تحمل آمالًا وتحديات

مع انطلاق «كوب30»، تتجه أنظار العالم إلى بيليم مترقبة ما إذا كانت الدول ستلتزم بتحويل وعودها إلى أفعال، في ظل تصاعد الكوارث البيئية وتفاقم آثار تغير المناخ، ويقف العالم عند مفترق طرق، إما المضي قدمًا نحو التحول الأخضر وإنقاذ الكوكب، أو استمرار النهج الحالي الذي قد يقود إلى أزمة مناخية لا رجعة فيها.

اقرأ أيضًا:

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
 

Short Url

search