بين الحاجة إلى التوازن ورغبة السيطرة، الصين تعيد رسم حدود نفوذها في سوق المعادن النادرة

الإثنين، 10 نوفمبر 2025 08:00 م

المعادن النادرة

شهدت العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، تطورات جديدة خلال الأيام الماضية، وأعلنت بكين رفع الحظر عن تصدير بعض المعادن الأساسية إلى الولايات المتحدة وتخفيف القيود على المعادن الأرضية النادرة.

وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية، حيث تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين لتأمين المعادن الحيوية اللازمة للسيارات الكهربائية، الدفاع، والتصنيع المتقدم.

وتشير التحركات الأخيرة إلى رغبة الصين في تهدئة التوترات التجارية وتعزيز سلاسل الإمداد العالمية، بعد تأثير قيود التصدير السابقة التي أُعلنت منذ ديسمبر 2024 وأبريل 2025، والتي أثرت على إنتاجية شركات عالمية في قطاعات متعددة، بما فيها صناعة السيارات الإلكترونية.

رفع الحظر عن تصدير 3 معادن أساسية

أعلنت وزارة التجارة الصينية، تعليق حظر تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج المتعلقة بالجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد فائقة الصلابة إلى الولايات المتحدة، وذلك بدءًا من اليوم الأحد وحتى 27 نوفمبر 2026.

وكانت الصين قد فرضت هذا الحظر في ديسمبر 2024، بالإضافة إلى عمليات تحقق صارمة من المستخدم النهائي وأغراض الاستخدام النهائي لصادرات الجرافيت، الأمر الذي أدى إلى قيود على حركة المعادن الأساسية الضرورية للصناعات التكنولوجية والدفاعية في الولايات المتحدة.

تخفيف قيود المعادن الأرضية النادرة

في سياق متصل، أعلنت الصين تعليق ضوابط التصدير الأخرى التي فرضت في أكتوبر 2025، بما في ذلك القيود الموسعة على بعض المعادن الأرضية النادرة ومواد بطاريات الليثيوم، مع السماح بإصدار تراخيص جديدة مبسطة للمصدرين، ومن المتوقع أن يسهم في تسريع وتيرة الشحنات، وفقًا لما ذكرته روتيرز.

كما أكدت وكالة رويترز، أن هذه التراخيص الجديدة لا تعني التراجع الكامل عن القيود المفروضة في أبريل، خاصة للمنتجات المرتبطة بالدفاع والمجالات الحساسة الأخرى، ومن املتوقع أن تدخل التراخيص الجديدة حيز التنفيذ لمدة عام واحد مع إمكانية زيادة الكميات المصدرة.

قراءة اقتصادية في الحرب الخفية بين أمريكا والصين

انعكاس الخطوات على الصناعة العالمية

تؤثر القيود الصينية على المعادن الاستراتيجية بشكل مباشر على الصناعة العالمية، خصوصًا قطاع السيارات الكهربائية والأنظمة الدفاعية، وقد أدى النقص في بعض المعادن خلال مايو الماضي إلى توقف بعض أنشطة صناعة السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا.

ومؤخرًا، أعلن رئيس الوزراء الهولندي عن موافقة الصين على استئناف توريد شرائح شركة نكسبيريا (Nexperia) من مصانعها داخل الأراضي الصينية، وهو ما يتوقع أن يخفف أزمة هددت استقرار سلاسل الإمداد صناعة السيارات العالمية.

الخطوات الدبلوماسية والتجارية بين بكين وواشنطن

تأتي هذه التخفيفات بعد اتفاق سابق بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتخفيض الرسوم الجمركية وتعليق بعض الإجراءات التجارية لمدة عام.

كما أعلنت الصين عن إعفاءات من تراخيص التصدير للمنتجات المخصصة للاستخدام المدني، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية وتعزيز استقرار سلاسل التوريد العالمية.

ويُظهر هذا التحرك أن بكين تحافظ على اليد العليا في المنافسة التجارية، إذ تنتج أكثر من 90% من المعادن الاستراتيجية في العالم، بينما تمتلك الولايات المتحدة منجماً واحداً فقط للمعادن الحيوية.

تمثل القرارات الصينية الأخيرة خطوة مهمة نحو تخفيف التوترات التجارية العالمية وتأمين إمدادات المعادن الحيوية الضرورية للصناعات المتقدمة، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأكدت هذه التحركات على دور الصين المحوري في أسواق المعادن الاستراتيجية، وأهمية التنسيق الدولي لضمان استقرار سلاسل التوريد الحيوية في قطاعات السيارات، الدفاع، والطاقة المتجددة.

The US-China Trade War: A Timeline - China Briefing News

اقرأ أيضًا:

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.