فقاعة الذكاء الاصطناعي تلوح بالأفق، فجوة تمويلية ضخمة تقترب من 800 مليار دولار سنويًا
الجمعة، 07 نوفمبر 2025 04:59 م
صورة أرشيفية
محمد ممدوح
في الوقت الذي يرى فيه المتفائلون أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الاقتصاد العالمي ويؤسس لعصر جديد من النمو والابتكار، تزداد التحذيرات من أن الأسواق قد تكون على أعتاب فقاعة مالية ضخمة شبيهة بما حدث في مطلع الألفية مع فقاعة الإنترنت والألياف الضوئية، فحينها أغرت الوعود التكنولوجية المستثمرين بضخ أموال طائلة في شركات ناشئة، قبل أن تنهار فجأة وتفقد الصناعة نحو نصف تريليون دولار من قيمتها، اليوم تبدو المؤشرات مشابهة إلى حد كبير، فإيلون ماسك يتوقع أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر بحلول عام 2026، بينما يؤكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، أن هذه التقنية ستغير مجرى التاريخ، أما مارك زوكربيرغ فيتحدث عن ذكاء خارق شخصي سيعمل كمساعد للبشر في المستقبل القريب، غير أن خلف هذه التصريحات الطموحة يقف واقع مالي ضخم قد يحمل في طياته مخاطر غير محسوبة.
خمس شركات تقنية كبرى تنفق هذا العام أكثر من 370 مليار دولار
تشير تقارير حديثة إلى أن خمس شركات تقنية كبرى تنفق هذا العام أكثر من 370 مليار دولار على إنشاء وتشغيل مراكز بيانات مخصصة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة، في سباق غير مسبوق على البنية التحتية الرقمية، وإجمالي الإنفاق المتوقع حتى عام 2030 قد يتجاوز 5.2 تريليون دولار، وهو رقم يعادل ضعف ميزانية شبكة الطرق الأمريكية ويفوق بأكثر من 150 مرة تكلفة البرنامج النووي الأمريكي.
فجوة تمويلية ضخمة تقترب من 800 مليار دولار سنويًا
وهذه الأرقام تثير تساؤلاً جوهرياً حول ما إذا كانت العوائد المحتملة قادرة على تبرير هذا الحجم من الإنفاق، خاصة أن الإيرادات المتوقعة من سوق الذكاء الاصطناعي في عام 2025 لا تتجاوز 60 مليار دولار، بينما تحتاج الشركات إلى ما لا يقل عن تريليوني دولار سنوياً لتغطية مصروفاتها بحلول نهاية العقد، ما يعني وجود فجوة تمويلية ضخمة تقترب من 800 مليار دولار سنوياً.
كميات هائلة من الكهرباء يصعب توفيرها في بعض المناطق قبل ثماني سنوات
وتواجه الصناعة أيضاً أزمة بنيوية في الطاقة، إذ تحتاج مراكز البيانات إلى كميات هائلة من الكهرباء يصعب توفيرها في بعض المناطق قبل ثماني سنوات على الأقل، مما يهدد ببطء في التوسع الفعلي للتقنية، كما تكشف دراسات صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن 95 في المئة من مشاريع الذكاء الاصطناعي المؤسسية حول العالم لا تحقق أي عائد قابل للقياس، وهو ما يعني أن أغلب الاستثمارات الحالية ما زالت في طور التجربة ولا تحقق مردوداً مالياً مستقراً يمكن البناء عليه.
ديون خاصة معقدة تخفي جزءاً من المخاطر عن ميزانياتها العمومية
ويحذر محللون ماليون من تشابك العلاقات داخل السوق بين الشركات المنتجة للرقائق وبين الشركات المطورة للنماذج الذكية، إذ تبيع «إنفيديا» الرقائق إلى «أوبن إيه آي» في الوقت الذي تستثمر فيه فيها أيضاً، ما يخلق حلقة تمويل دائرية يصعب تقييمها بدقة، بينما تعتمد شركات أخرى مثل «ميتا» على هياكل ديون خاصة معقدة تخفي جزءاً من المخاطر عن ميزانياتها العمومية، وهذا النمط من التمويل غير التقليدي قد يؤدي إلى اهتزازات قوية في حال تراجع الأرباح أو تباطؤ الطلب، لأن المخاطر موزعة على كيانات مالية مترابطة يصعب عزلها عند حدوث أزمة.
أولى علامات التراجع عادة ما تبدأ في رؤوس الأموال الجريئة
ورغم أن أسهم التكنولوجيا لا تزال تسجل ارتفاعات قياسية في البورصات العالمية، فإن خبراء يرون أن أولى علامات التراجع عادة ما تبدأ في رؤوس الأموال الجريئة قبل أن تمتد إلى الأسواق العامة، وهو ما يجعل الموجة الحالية عرضة لانعكاس مفاجئ في حال تراجع التفاؤل أو تباطؤ تدفقات التمويل، وفي المقابل يرى بعض المستثمرين أن الإنفاق الضخم الحالي ليس فقاعة بينما هو استثمار في بنية تحتية رقمية ستغير شكل الاقتصاد العالمي خلال عقد واحد، معتبرين أن المقارنة بفقاعة الإنترنت غير دقيقة لأن التطبيقات الحالية للذكاء الاصطناعي بدأت بالفعل تحقق نتائج ملموسة.
استدامة الصناعة على قدرة الشركات على تحقيق عوائد حقيقية
ومع ذلك، فإن الطريق نحو هذا المستقبل لا يزال محفوفاً بالمخاطر، إذ ستعتمد استدامة الصناعة على قدرة الشركات على تحقيق عوائد حقيقية وضبط تكاليف الطاقة وتطوير نماذج أعمال شفافة ومتوازنة، بينما تظل احتمالات تصحيح السوق قائمة كما حدث في فترات ازدهار تكنولوجي سابقة، وبينما يقف العالم أمام مفترق طرق بين نهضة اقتصادية جديدة أو فقاعة رقمية كبرى، يبقى السؤال الأهم: هل الذكاء الاصطناعي هو محرك النمو القادم فعلاً، أم مجرد موجة حماس أخرى ستنحسر عندما تصطدم بواقع الأرقام.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ميتا تعلن خطة استثمار بـ600 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة
07 نوفمبر 2025 09:06 م
خطة جديدة بين فودافون و«AST» لإنشاء كوكبة أقمار صناعية بقيادة أوروبية، (التفاصيل)
07 نوفمبر 2025 08:16 م
3 ملايين جهاز خلال 2024، وزير الاتصالات: صناعة أجهزة الهواتف تشهد وثبة واسعة بمصر
07 نوفمبر 2025 08:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً