مراكز البيانات في أزمة طاقة عالمية بسبب التوسع في الذكاء الاصطناعي

الجمعة، 07 نوفمبر 2025 02:10 ص

مراكز البيانات

محمد السيد

تواجه مراكز البيانات حول العالم، ضغوطًا غير مسبوقة على مستوى استهلاك الطاقة، والتي تشكّل العمود الفقري لتدريب النماذج وتشغيل الخدمات، حيث تعتمد على قدرات هائلة من المعالجة، ما يجعلها تستهلك اليوم نحو 1.5% من إجمالي الكهرباء المنتَجة عالميًا، وفق تقديرات حديثة، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة إلى الضعف تقريبًا بحلول عام 2030، ويزداد هذا النمو نتيجة الانتشار السريع للخوادم المتخصصة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق، والتي تتطلب طاقة ضخمة للحوسبة والتبريد في آنٍ واحد.

استحوذت مراكز البيانات على نحو 4.4% من الكهرباء المستهلكة عام 2023

وفي الولايات المتحدة تحديدًا، يُظهر الوضع اتجاهًا أوضح، إذ استحوذت مراكز البيانات على نحو 4.4% من الكهرباء المستهلكة عام 2023، مقارنة بتقديرات تتوقع وصولها إلى 12% بحلول عام 2028، إذا استمرت معدلات التوسع على الوتيرة الحالية، وهذا التصاعد يضع ضغطًا مباشرًا على شبكات الكهرباء الوطنية، ويثير تساؤلات حول قدرة البنى التحتية الحالية، على تلبية الطلب المتزايد دون الإضرار باستقرار الإمدادات.

مراكز البيانات ما تزال تعتمد في تشغيلها على مصادر الطاقة التقليدية

ولا تتوقف المشكلة عند حدود الاستهلاك العالي للكهرباء، بل تمتد إلى الأثر البيئي، فالكثير من مراكز البيانات، ما تزال تعتمد في تشغيلها على مصادر الطاقة التقليدية مثل:- (الفحم والغاز)، ما يساهم في إطلاق انبعاثات كربونية كبيرة، كما تتطلب هذه المراكز كميات ضخمة من المياه لعمليات التبريد، ليضيف كذلك عبئًا آخرًا على الموارد الطبيعية، ويعقّد الخطط المتعلقة بالاستدامة البيئية في دول تعاني أصلًا من تحديات مائية.

تطوير تقنيات تبريد متقدمة

وهذا المشهد المتسارع، يفرض ضرورة التفكير في حلول مبتكرة أكثر كفاءة، سواءً بالاعتماد على مصادر طاقة متجددة، أو تطوير تقنيات تبريد متقدمة، أو حتى تصميم معمارية حوسبة جديدة، تقلل من حجم القدرة الكهربائية المطلوبة، فالحفاظ على استمرار نمو الذكاء الاصطناعي لن يكون ممكنًا دون معالجة التحديات المرتبطة بالطاقة، وإلا فإن العالم سيجد نفسه أمام معضلة، تتزايد حدّتها كلما تقدم هذا القطاع خطوة إلى الأمام.